لماذا وإلى أين ؟

لكريني: رغم الانتقادات الموجهة لماكرون تظل العلاقة بين المغرب وفرنسا متينة

في الوقت الذي يرى فيه البعض أن العلاقة بين المغرب وفرنسا قد تتأثر على خلفية تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بخصوص الرسومات المسيئة للرسول، والتي واجهها المغرب بإعلان موقف تنديدي رسمي، اعتبر المحلل السياسي ادريس لكريني أن هذه العلاقة لن تتأثر بمجرد اختلاف الرؤى.

وأوضح لكريني في تصريح لـ “آشكاين” أنه ينبغي أن نفهم سياق ودلالات الموقف الرسمي للمغرب الذي أدان الإساءة للدين الإسلامي، مبرزا “لا أعتقد أن الموقف المغربي فيه إساءة لفرنسا أو مس بالعلاقة المتينة التي تربط البلدين منذ القدم”، وفق تعبيره.

ويرى المتحدث أن بلاغ وزارة الخارجية الذي شجب المس بالمقدسات الدينية الهدف منه تنبيه فرنسا أو المسؤولين عن تبعات التي يمكن أن تنجم عن تصريحاتهم، مشددا على أن هناك نخب سياسية من داخل مراكز القرار مقتنعة بضرورة احترام الأديان وعدم المجازفة بالمصالح الفرنسية تحت ذريعة حرية التعبير.

وأكد المحلل المختص في العلاقات الدولية وتدبير الأزمات أن العلاقة بين البلدين علاقة استراتيجية متينة لن تتأثر بفعل إعلان عن موقف رسمي من الإساءة إلى الدين الإسلامي، وأن فرنسا هي الأخرى تتفهم ردود الفعل المختلفة التي عبرت عليها باقي مختلف الدول الإسلامية.

لكن، لم يستبعد لكريني أن تتدهور علاقة فرنسا بباقي البلدان الإسلامي في حالة استمرار في هذه الإساءة والتمادي في مسألة التساهل مع من يسيء للدين الإسلامي التدرع بحرية التعبير للاساءة بالأديان فيه مجازفة وتنكر بالمبادئ الإنسانية التي تقتضي احترام الأديان وخصوصيات كل مجتمع.

أصبح الدين الإسلامي أحد المقومات الدينية للمجتمع الفرنسي، حيث يوجد على ترابها أزيد من 7 ملايين مسلم، يورد المتحدث قبل أن يستطرد قائلا ” أتوقع أن فرنسا ستتفهم ردود الفعل بمختلف البلدان الإسلامية في اتجاه الموازنة ما بين احترام الأديان واحترام الخصوصيات المجتمعية والثقافية في فرنسا وبين حرية التعبير.

وشدد لكريني أن الإشكال المطروح اليوم هو عدم التمييز بين الدين الحنيف وبين الممارسات الإنسانية التي تحمل الأخطاء والسقوط في شرك الإرهاب والتطرف، في ظل ربط البعض هذه الانحرافات بالدين الإسلامي، مشيرا إلى أن هذا هو النقاش الذي باتت معالمه تتضح لا داخل المجتمعات الإسلامية ولا داخل بعض النخب الفرنسية.

وكانت وزارة الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج قد أعلنت في بلاغ لها أن “المملكة المغربية تندد بالأعمال المسيئة التي تعكس عدم نضج أصحابها”، مؤكدة أن “الحرية تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين ومعتقداتهم”.

وأضافت الوزارة “لا يمكن لحرية التعبير، لأي سبب من الأسباب، أن تبرر الهجوم غير المبرر على الدين الإسلامي، الذي يبلغ معتنقوه عبر العالم أكثر من ملياري شخص في العالم”، مضيفة أنها بقدر ما تندد “كل أعمال العنف الظلامية والهمجية التي تُرتكب باسم الإسلام، فإنها تشجب هذه الاستفزازات المسيئة لقدسية الدين الإسلامي”.

ودعت المملكة المغربية، على غرار باقي الدول العربية والإسلامية، إلى “الكف عن تأجيج مشاعر الاستياء وإلى التحلي بالفطنة وبروح احترام الآخر، كشرط أساسي للعيش المشترك والحوار الهادئ والبناء بين الأديان”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x