أيام فقط بعد الهجوم على كاتدرائية نوتردام في مدينة نيس والذي راح ضحيته ثلاثة أشخاص، وأسبوعين على اشتعال مواقع التواصل الاجتماعي بدعوات لمقاطعة البضائع الفرنسية تزامناً مع احتجاجات ضد تصريحات اعتبرت مسيئة للإسلام، أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خرج هذا الأخير ليوجه خطابا للعالم الإسلام والعربي، أقرب منها إلى الاعتذار عما بدر منه.
ماكرون اختار توجيه خطابه في شكل حوار عبر وسيلة إعلامية عربية لدولة إسلامية، وأكد من خلاله أنه “يتفهم مشاعر المسلمين إزاء الرسوم الكاريكاتورية”، وأضاف أن “الرسوم الكاريكاتورية ليست مشروعا حكوميا بل هي منبثقة من صحف حرة ومستقلة غير تابعة للحكومة”.
وحول دلالات تصريحات ماكرون، والغاية من اختياره لقناة الجزيرة” القطرية، ومدى تأثر تصريحاته على حملة مقاطعة بضائع بلاده، أجرت “آشكاين” الحوار التالي مع الإعلامي المخضرم والمحلل السياسي عضو اللجنة التنفيذية لحزب “الإستقلال”، سابقا، خالد الجامعي.
نص الحوار:
بداية مرحبا بك الأستاذ خالد الجامعي، وشكرا على قبولك دعوة “آشكاين” لإجراء هذا الحوار.
شكرا لكم في “آشكاين” على الدعوة الكريمة، وأتمنى أن يكون حوارا متمرا.
ماهي قراءتك للتصريحات الأخيرة لرئيس الجمهورية الفرنسية إمانويل ماكرون التي أدلى بها لقناة الجزيرة بخصوص الرسوم المسيئة للنبي محمد؟
بداية يجب التساؤل عن السبب الذي دفع ماكرون للقيام بخرجة من هذا النوع بعدما وقعت هجمات نيس وبعد ردة فعل الشارع أنظمة إسلامية وليس قبل ذلك، أي في بداية أزمة ما يعرف بالرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للنبي محمد “ص”؟
في اعتقاد أن ماكرون خرج بهذه التصريحات، التي يمكن اعتبارها نوعا من الاعتذار عما بدر منه، بعدما تقاس في جيبه، أي بعد حملة المقاطعة التي أضرت باقتصاد بلاه ولو بشكل خفيف، فماكرون رجل أعمال قادم لكرسي الرئاسة من مصرف، ويعي االتأثير الاقتصادي جيدا، وأعتقد أن الشركات الفرنسية هي من ضغطت عليه ليخرج بهذا التصريح.
أما بخصوص مضمون تصريحاته الأخيرة فهي مليئة بالكذب والتناقض، لكونها عكس ما سبق وصرح به، حيت أنه كان قد قال إنه سيبقى على رسوم شارلي إبدو وأنها حرية تعبير وأنه لن يستسلم، بل وكانت هناك وعود بإدخال هذه الرسوم إلى المناهج التعليمية، والآن يقول “الرسوم الكاريكاتورية ليست مشروعا حكوميا بل هي منبثقة من صحف حرة ومستقلة غير تابعة للحكومة”، وأن “تصريحاته قد حرفت”؟
كما يجب التأكيد على أن ماكرون يحتقر العالم العربي والإسلامي، وإلا لما كان أطلق تصريحات تمس بمشاعر ملياري إنسان، لأهذاف انتخابية ومن أجل استقطاب أصوات اليمين المتطرف والذين مازالوا لم يحسموا بعد لصالح من سيصوتون.
لكن؛ هذا لا يبرر الأعمال الإرهابية وقتل الأبرياء، والتي ندينها بدون أي تحفظ، لأن هؤلاء لا جرم لهم فيما قاله ماكرون، رغم أن تصريحاته جعلت من كل فرنسي هدفا للإرهابين، وهو مسؤول عمن ذبح وقتل في فرنسا مؤخرا.
لماذا في نظرك اختار قناة الجزيرة القطرية دون غيرها من المنابر الإعلامية كقناة العربية السعودية أو فرانس 24 مثلا؟
ماكرون اختار مخاطبة العرب والمسلمين عبر وسيلة عربية، واختياره للجزيرة مكره نظرا لعلاقات قطر الطيب بفرنسا وللانتشار الكبير لهذه القناة، ولم يختر قناة سعودية أو إماراتية لكون هذان البلدين يحظيان بسمعة سيئة في الوطن العربي والإسلامي، لدورهما في مسلسل التطبيع مع الكيان الصهيوني، وما يجرانه ورائهما من اتهامات بارتكاب خروقات في حقوق الإنسان.
أما عدم اختياره لقناة فرانس 24 التي تمولها الخارجية الفرنسية فهو عائد للدور السلبي والمتحيز الذي لعبته هذه القناة في تغطيتها للأحداث المرتبطة بواقعة الرسوم المسيئة للنبي محمد “ص”.
هل تعتقد أن تصريحات ماكرون ستوقف حملة مقاطعة منتوجات بلاده؟
أضن ستخفف من وطأة المقاطعة، لأن هذه التصريحات نوع من الاعتذار المكره وتراجع عما قال.
لمادا يمسح التقيم ادا كان اجابيا ، غريب
في الحقيقة ، يجب الانتباه الى طبيعة و شخصية المسلم او بالاحرى العربي!
كما كان الحال في الانتخابات التي اتخذت طابعا عقابيا لايصال احزاب جديدة الى سدة الحكم!
فالوضع هو نفسه مع فرنسا ماكرون!
فما الرسوم الا القطرة التي افاضت الكاس!
سياسة فرنسا في ليبيا و سوريا و مواقفها من بعض القضايا يجعل منها هدفا لسهام سخط الامة!
المقاطعة ستستمر إلى النهاية حتى يعتذر للمسلمين رسميا كما أهانهم رسميا و لا ولن نقبل هدا الاعتذار الخفي و ليس واضح و محتشم
أتمنى ان تنشر اسكاين هذا التعليق وشكرا