لماذا وإلى أين ؟

خروج بنكيران بقبعة الداعية بين نصرة الرسول والتسخينات الانتخابية

د. رشيد لزرق

لا يزال حزب العدالة التنمية  اللاعب الرئيس في حلبة السياسات، على الرغم من أنه خسر بعض الدعم، من خلال إعطاء الانطباع بأنه يتحلى بالواقعية السياسية، و الإنقسام الذي عرفه من خلال جناح العثماني و جناح بنكيران، هو محاولة من  الحزب لاستثمار هذه الإزدواجية السياسية، لكي تكون زاده في الإنتخابات القادمة، عبر الأخذ بعين الاعتبار أن ثمة مناخ يتميز  بـ الاستياء العام من السياسات الحزبية في البلاد، ومناخ إقليمي متقلب مما قد ينعكس عليه سلباً.

لهذا  الحزب يسعى  لتعزّيز مواقعه كلاعب سياسي رئيس في البلاد، ويكسب ثقة الأطراف الدولية خاصة مواقفه الملتبسة وجمعه بين الدعوي و السياسي .

إن الأوضاع الراهنة تخلق الكثير من حالات عدم اليقين عند العدالة التنمية،  فليست هناك أولاً، ضمانات  بأن الحزب قادرعلى الحصول على المرتبة الأولى التي تخول له قيادة الحكومة، و ثانياً، الضائقة الإجتماعية والاقتصادية  التي يمكن أن تقود إلى اضطرابات و حركات إجتماعية   قد تجعل من الصعب على العدالة والتنمية أن تلعب دورا مُهيمنا أو بارزا.

إن جو فقدان الثقة السائد  من السياسات الوطنية اليوم، قد يعني أن الأوضاع الراهنة ستستمر من دون حل؛ لهذا فان خروج بنكيران بقبعة الداعية هو استعداد لحملة انتخابية يقودها ،واختيار لموقع الداعية هو نهج متعمد  من بنكيران  لجر الفرنسين للتحاور مع العدالة والتنمية،  لكونه ذلك الحزب المعتدل الذي لا يهدد  المصالح الفرنسية، وكذلك  الركوب على أي مظاهرات شعبية احتجاجا على تصريحات ماكرون. فلا يخفى على أحد  استغلال  العدالة والتنمية، و حساباتها بالنسبة للشارع من أجل توسيع خزانها الإنتخابي ،وذلك بتوظيف تصريحات ماكرون، المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام، من منطلقات إيديولوجية، في وقت تتعمق مخاوف العدالة التنمية من تواصل انحدار خزانها الإنتخابي ومعاقبتها شعبيا في الإستحقاقات  القادمة بفعل حصيلتها التدبيرية السيئة  البعيدة عن الاستجابة  لمطالب مكافحة الفساد و تحقيق التنمية الإقتصادية.

أستاذ جامعي و باحث في العلوم السياسية 

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين و إنما تعبر عن رأي صاحبها حصرا.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
ALI
المعلق(ة)
2 نوفمبر 2020 23:47

واآآمشي تكمش فحالو.. بان ليه الاسلام غير ف هاذي.. مالو ما يطبق تعاليم الاسلام على راسو ويرفض 9 ملايين اللي كا يخد حرام فحرام .. وفين مشات غرغري أو لا تغرغري!؟؟

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x