لماذا وإلى أين ؟

الكريني يكشف خلفيات الأزمة الديبلوماسية المغربية الإيرانية

في سياق قطع المغرب لعلاقاته الديبلوماسية، مع إيران بسبب “تمويل قياديين بحزب الله للبوليساريو، وتدريب عناصر من الجبهة الانفصالية”، وبفعل “إقدام دبلوماسيين بالسفارة الإيرانية في الجزائر على تسهيل عملية لقاء قياديين من حزب الله والبوليساريو”، وفق ما أفاد به وزير الخارجية ناصر بوريطة، حاورت “آشكاين”، المحلل السياسي إدريس الكريني، لمحاولة فهم خلفيات هذا القرار، ومعرفة تداعيات هذه الأزمة الديبلوماسية، التي تأتي في سياق دولي وإقليمي متسم بالإحتقان والنزاعات المسلحة.

1/ كيف يمكن تفسير قطع العلاقات المغربية الإيرانية؟

هذه الخطوة، يمكننا أن نأخذها في سياقها، لأن المغرب سبق سنة 2009 أن قطع علاقاته مع إيران، وكانت فيها إشارة واضحة لإحترام سيادة الدول، خاصة أن موقف المغرب جاء كرد فعل على السلوكات التي قامت بها إيران إزاء البحرين آنذاك، وكذلك بناء على تقارير تتحدث عن المس بالأمن الروحي للمغاربة، وطبعا فالموقف كان صارما، وكان على إيران أن تبلور علاقات مبنية على الإحترام المتبادل، لكن يبدو أنها، بالنظر إلى خطورة ما أوردته الخارجية المغربية كأساس لقطع هذه العلاقات مع إيران،و المتمثل في سلوكات تندرج ضمن صميم تهديد وحدة المغرب وسيادته، لم تنخرط في بلورة علاقات قائمة على الإحترام.

ومن هذا المنطلق، فموقف المغرب كان صارما ومطلوبا، ولا ننسى أن الأمر يتعلق بالوحدة الترابية التي تعد مرتكزا أساسيا ضمن محددات السياسة الخارجية للمغرب، الأمر الذ يجعل القرار طبيعيا.

2/ هل تتفق مع إعتبار الصحافي عبد الباري عطوان في مقال تحليلي، أن قطع العلاقات المغربية الإيرانية يعد من بين مؤشرات نشوب حرب إسرائيلية إيرانية؟

الأمر هنا، يتعلق بقرار سيادي لأن تبريراته جاءت واضحة، ولا لبس فيها، وهي مرتبطة بتدخل إيران عبر سفارتها بالجزائر أو حزب الله الذي يعد حزبا لا تخفى علاقته بإيران، وتوجههما إلى المس بالمصالح الإستراتيجية للمغرب. كما أن القرار مبني على تقييم خاص للمغرب، وأعتقد أن هذا القرار له مبررات واضحة، وهي قضية المس بوحدة المغرب لا غير. وإيران تسعى للتمدد وتستغل النظام الإقليمي العربي، بما يخدم مصالحها عبر إذكاء الطائفية والصراعات الداخلية لتحقيق مصالحها الخاصة.

3/ ما هو أفق الأزمة الدبلوماسية المغربية الإيرانية؟

كما قلت كانت هناك قطيعة في 2009، وبعد مرور أقل من 10 سنوات، ها نحن أمام قطيعة ثانية، ويبدو أن إيران لم تستوعب ظروف القطيعة الأولى، وها هي الآن بناء على ما جاء في تصريحات وزير الخارجية، ناصر بوريطة، إيران تقوم بسلوكات تبرز إستمرارها في معاكسة المصالح الإستراتيجية للمغرب، لأن مسار العلاقات بين الدول يبنى على تقييم لمصالحها.

ويبدو أن إيران الآن متورطة في الكثير من الأزمات الإقليمية، لذا فالكرة في ملعبها لمراجعة سياستها الإقليمية، تجاه محيطها العربي والإسلامي، عبر إحترام سيادة الدول وعدم القيام بسلوكات خطيرة يمكنها أن تجر المنطقة إلى المزيد من الصراعات.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x