2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

اعتبر الدكتور عتيق السعيد الباحث الأكاديمي بجامعة الحسن الثاني الدار البيضاء، والمحلل السياسي،أن افتتاح مجموعة من القنصليات بالأقاليم الجنوبية للمملكة يعد بكل تأكيد وواقعية انتصارا للديبلوماسية المغربية الناجعة، التي انتقلت من مرحلة تحصين المكتسبات بخصوص القضية الوطنية، إلى مرحلة فرض واقع جديد، قوامه اعتراف دولي متزايد بمشروعية مبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي ومستدام لهذا النزاع المفتعل.
وشدد في تصريح لآشكاين على أن هذه الخطوة تندرج في إطار الدينامية القوية التي تعرفها قضية الصحراء المغربية، والتي تجسدت خلال الاسابيع الاخيرة بتفاعل دولي أكد دعم المجتمع الدولي الكامل والصريح لمغربية الصحراء ومبادرة الحكم الذاتي التي اقترحتها المملكة.
وأضاف: “في وقت قياسي له دلالاته من حيث عدد القنصليات بلغ بالأقاليم الجنوبية للمملكة ما مجموعه 15 قنصلية، 8 منها بالعيون و 7 بالداخلة، و بالتالي أصبحت كل مناطق القارة الإفريقية ممثلة بالصحراء المغربية من خلال ست دول من غرب القارة، وخمس من وسطها، إضافة إلى ثلاث دول من جنوب القارة الأفريقية ودولة من شرق إفريقيا”.
وأبرز المحلل السياسي أن هدا الطلب المتزايد من بلدان إفريقية بغية فتح قنصليات تابعة لها بالأقاليم الجنوبية للمملكة، وفق القوانين المنظمة والمؤطرة للعلاقات القنصلية، يجسد إيمان هذه الدول الشقيقة بأن الصحراء المغربية تتوفر على جميع المؤهلات الضرورية لتكون قطبا للتنمية وبوابة نحو القارة السمراء، وبالتالي فهي تترجم نظرة تلك الدول للصحراء المغربية كمصدر إشعاع ونقطة ارتكاز للمملكة المغربية في القارة التي تنتمي إليها، وكشهادة منها على دعمها الواقعي والصريح للوحدة الترابية للمملكة، وإقرار منها بما تعرفه الأقاليم الجنوبية من مميزات الأمن و الاستقرار في سياق إقليمي مضطرب.
ويرى أن المملكة المغربية تتفاعل بشكل قانوني مع الطلبات المقدمة لها من طرف العديد من الدول الشقيقة الرامية لافتتاح قنصلياتها بالأقاليم الجنوبية، كما انها تبرهن بشكل ملموس مع كل خطوة افتتاح للقنصليات تنفيذها للوعود التي قطعتها للقارة بعد العودة للاتحاد الإفريقي
هاته الخطوات الديبلوماسية تساهم في استدامة الأهداف المشتركة القائمة على إنعاش النشاطات الاقتصادية، وتوطيد العلاقات التجارية وتنميتها وتطويرها، يقول السعيد مضيفا أن المغرب تبنى مند 2011 تفعيل الجهوية المتقدمة القائمة في فلسفتها على الانتقال المستدام إلى نظام اللاتمركز الإداري كنظام تدبيري وتنظيمي لتنمية المجال الترابي. و بالتالي فخطوة افتتاح القنصليات في الجهات الترابية للمملكة ينسجم مع هذا التوجه، الذي قدم هندسته جلالة الملك محمد السادس بتصور فعال ومستدام للمقاربة التنموية الشاملة للتراب الوطني.
كما أن هاته المبادرات في نظره تساهم في تجويد وتمتين السياسة الافريقية للمملكة، التي تبلورت في ظل الرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس، والتي عززت مكانة المملكة كفاعل أساسي ومحوري في عملية التنمية بدول القارة السمراء، كما تجسد بشكل فعال وناجع في أزيد من 1629 اتفاق تعاون ما بين سنة 2000 و العام الماضي مع عدد من الدول الإفريقية، وبأكثر من خمسين زيارة أجراها جلالة الملك إلى بلدان القارة، مكنت من إرساء تحالفات استراتيجية على مختلف المستويات، وبناء أسس تعاون أعمق مع مختلف البلدان الإفريقية.
وتابع قائلا إن المملكة المغربية نجحت من خلال رؤية جلالة الملك محمد السادس و الديبلوماسية الحكيمة في الترويج للنموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية للمملكة على الصعيد الدولي، يدفع بالعديد من الدول إلى اتخاذ قرار افتتاح قنصليات عامة سواء بمدينتي العيون أو الداخلة، و دولة الإمارات العربية الشقيقة تعد اليوم من أول الدول العربية التي سارت في هدا التوجه و أكيد سنشهد عما قريب دول عربية أخرى تخطو نفس المبادرة
السعيد أشار إلى أن المغرب و الإمارات العربية يجمعهم تنسيق مشترك سواء في القضايا الدولية أو الإقليمية، كما أن افتتاح قنصليتها بمدينة العيون من شأنه أن يفتح لرجال الأعمال الاستثمار في المجالات الاقتصادية التي تمتاز بها هاته المدينة المغربية، أيضا تواجد أبوظبي في هذا الإقليم المغربي، هو دفعة كبيرة في مستوى العلاقات بين البلدين، في سبيل الارتقاء بها إلى مستوى أكبر، و تترجم هاته المبادرة موقف الإمارات ثابت في الوقف مع المغرب في قضاياه العادلة في المحافل الإقليمية والدولية لما للبلدين من علاقات متينة تاريخية راسخة و شراكة استراتيجية تقوم على أعلى المستويات.
وختم تصريح بالتأكيد على أن المملكة المغربية تسعى بشكل جاد و قوي لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية وفقا للمبادئ الدولية، وتعزيز وضعية حقوق الإنسان، والمساهمة في النهوض بتنمية الصحراء المغربية بوابة افريقيا على القارة الاوروبية، وكلها عوامل تدفع بالدول الصديقة للمملكة في اتجاه اتخاذ قرار تعزيز الحضور الدبلوماسي في الصحراء المغربية، وقطع جميع الروابط مع الأوهام الانفصالية.
الترويج للنموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية للمملكة على الصعيد الدولي!!!!
وهل نجح نموذج التنمية البشرية الذي انطلق منذ 15 سنة واقر الملك بفشله في خطابه..
تلزمنا الشجاعة لمواجهة اخطائنا وليس تكرار نفس الخطأ مرارا وتكرارا، قبل اقناع الغرب عليكم باقناع المواطن الذي فقد الثقة في الدكاكين السياسية والحزبية وزمرة المطبلين والمحللين.