لماذا وإلى أين ؟

هل ظلم الإعلام ابنة الداودي؟

تابع عدد كبير من المغاربة قضية الشجار الدامي بين كل من نادية الداودي، ابنة لحسن الداودي الوزير السابق والقيادي بحزب العدالة والتنمية وسفيان البحري، مسير صفحات تحمل اسم الملك محمد السادس، والذي أسفر عن إصابة الأخير بجرح غائر على مستوى الوجه بواسطة قنينة زجاجية ليلة السبت/ الأحد بإحدى حانات الرباط.

شجار كهذا بين شخصين أو بين شاب وفتاة يحدث يوميا دون أن يعيره المرء أي اهتمام، لكن المثير في الموضوع كون أن أبطال هذه القضية اتهموا بكونهم كانوا في حالة سكر طافح وهم أشخاص معروفون، أو لنقل شخص معروف لأنه يدير حسابات باسم الملك وابنة شخصية سياسية معروفة بل وتنتمي إلى الحزب المترئس للحكومة، وهو الحزب المعروف بإيديولوجيته المبنية على الأخلاق والتربية.

وبناء على هذا المعطى، فإن القضية جعلت المغاربة المتتبعين للواقعة ينقسمون إلى شطرين شطر يندد بتناول الموضوع الذي اعتبروه عاديا ويحدث كل يوم وبالتالي فالغاية منه استهداف الداودي أو الحزب المنتمي إليه، فيما آخرون اعتبروا أن الموضوع يستحق التطرق إليه لعدة أسباب منها مرجعية حزب البيجيدي التي طالما يتغنون بها وينفلت بعض أعضائه أو محيطهم عن سراطهم وشعاراتهم، وسبب آخر يتمثل في الطرف الثاني سفيان البحري من منطلق أنه بطريقة أو بأخرى روج لكون قريب من القصر الملكي.

وبالإضافة إلى ما سبق، فالمغاربة يعرفون تمام المعرفة أن البيجيديون أنفسهم يعتبرون مثل هذه الحوادث والشجارات بين أشخاص سكارى هي وقائع لا أخلاقية، حيث سبق لهم (البيجيديون) أن نظموا عدة وقفات احتجاجية قبل ترأسهم الحكومة، ضد المشروبات الكحولية كما احتجوا على مظاهر قد تظهر للآخرين عادية كطريقة اللباس، حيث سبق أن احتجوا على تنورة لصحفية كانت في تغطية صحفية بالبرلمان، وبالتالي فإنه حري أن يناقش رواد السوشل ميديا والإعلام الواقعة.

ففي الوقت الذي شدد فيه البعض أنه من غير المعقول تصيد أخطاء أبناء الشخصيات العامة لاستهداف الآخيرين بمناسبة أو بدون، فإن لحسن الداودي خرج ليبرر اعتداء ابنته على البحري بكونها مريضة نفسية تتابع علاجها بين مدينتي سلا والدار البيضاء، نافيا أن يكون الشجار في حانة أو في حالة سكر مع العلم أن مصادر عدة ومن عين المكان أكدت صحة الشجار داخل حانة بحي الرياض بالرباط وأن المعنيين كانا في حالة سكر طافح.

الخلاصة التي يخرج بها عدد كبير من المغاربة في كل واقعة مشابهة -أحد أطرافها أعضاء أو منتمون للبيجيدي- والتي قد يصفها الكثيرون بـ “الفضيحة” أن جل البيجيديين يقولون ما لا يفعلون وأن شعاراتهم ومبادئم عكس ما يروجون لها، وبالتالي فإذا لم يستطيعوا التأثير على عائلاتهم ومحيطهم فكيف سيفعلون مع المجتمع، وهنا يجعلنا نتساءل هل كان موضوع الشجار بين ابنة الداودي والبحري يستحق التطرق إليه أم لا؟

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

4 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
Aboulyasm
المعلق(ة)
الرد على  حمو
6 نوفمبر 2020 11:02

كيف كان سيكون نص المقال لو تعلق الامر بنفس الشاب مع بنت شخصيةسياسيةمن حزب أخر في نفس الظروف (سيدة متزوجةذات اربعين سنة كما تدوول في اخبار التواصل الاجتماعي)؟

Borass
المعلق(ة)
5 نوفمبر 2020 21:52

المسألة ساهلة الباجدية دايما تيعطيو صورة مزيفة عليهم بلي هما عفاف و متدينين و انهم خير حزب و الله تيفضحهم واحد بواحد بحال يتيم و امينة و غيرهم لو كان شخص اخر متيدعيش انه مسلم حقيقي لكان الموضوع عادي لانه تيكون عند كل العائلات .

حمو
المعلق(ة)
5 نوفمبر 2020 21:24

باختصار شديد نوع من الإعلام ظلم الفتاة ظلما كبيرا لأنها لا تمارس اي وظيفة او مهمة عامة

سعد
المعلق(ة)
5 نوفمبر 2020 16:03

عنوان المقال لا يمت للمحتوى بصلة؟!!!!!!! لا افهم، اذا كان الغرض هو كتابة مقال للتهجم او لانتقاد حزب ما فلا تكذبوا علينا نحن القراء و كونوا صادقين مع انفسكم اولا ثم معنا نحن.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

4
0
أضف تعليقكx
()
x