الإعلام الاسباني يتفاعل مع رسائل الملك بخصوص الحدود البحرية

تفاعلت الصحافة الإسبانية مع الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، لما تضمنه من رسالة إلى الجارة الشمالية في ما يتعلق بتحديد المياه الإقليمية، وهو القرار الذي أثار حفيظتها حينها ولم تتوقف عن التنديد به.
صُحف المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية وجز الكناري اهتمت كثيرا بالخطاب، إذ قالت “إلفارو دي ثوتا” إن الملك محمد السادس التزم بالحوار في إطار القانون البحري والابتعاد عن فرض سياسة الأمر الواقع من جانب واحد، مشيرة إلى أنه أول تصريح من أعلى سلطات البلاد في الموضوع الذي أثار كثيرا من النقاش.
من جانبها، قالت صحيفة “lavanguardia” إن الملك “شدد على أن ترسيم الحدود ليس ضد اسبانيا”، موردا مضامين الخطاب الملكي، قبل أن تذكر بخطوات المغرب في هذا الشأن.
صحيفة “30 دقيقة” الاسبانية بدروها تابعت الخطاب الملكي، معتبرة أنه خطاب لتوضيح الأمور في مجال المساحات البحرية التي تخضع لسيادة المغرب”، وأنه يدعم الخطة التي تسعى إلى تعزيز الديناميكيات الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها المنطقة.
وركزت على أن رؤية الملك محمد السادس تسعى إلى جعل الساحل الجنوبي الأطلسي للبلاد الواقع مقابل الصحراء المغربية واجهة بحرية للتكامل الاقتصادي والتأثير القاري والدولي.
وتعليقا على الخطاب، أوردت الصحيفة نفسها أن “كل دولة يمكنها أن تنشئ منطقة اقتصادية خاصة بطول 200 ميل يمكنها استكشافها واستغلالها، ويمكنها حتى توسيع الاستكشاف إلى قاع البحر وباطن الأرض في حدود 350 ميلا، إذا كان هناك متسع.
ونقلت عن خبراء قولهم إن المشكلة هي غياب الجرف القاري لكل دولة لذا فإن السلطات الدولية هي صاحبة الكلمة الأخيرة بعد المفاوضات بين الدول.
واعتبر الخطاب الملكي أنه “حان الوقت لاستثمار المؤهلات الكثيرة التي يزخر بها مجالها البحري”، مردا أنه في هذا الإطار “أكمل المغرب خلال هذه السنة ترسيم حدوده البحرية وفق القانون المغربي وفي التزام بمبادئ القانون الدولي”، وتابع “سيظل المغرب ملتزما بالحوار مع جارتنا إسبانيا بخصوص أماكن التداخل بين المياه الإقليمية للبلدين الصديقين في إطار قانون البحار واحترام الشراكة التي تجمعهما وبعيدا عن فرض الأمر الواقع من جانب واحد”.
وقال العاهل المغربي إن الواجهة الأطلسية لجنوب المملكة قبالة الأقاليم الجنوبية ستكون واجهة لحرية التكامل الاقتصادي والإشعاع القاري والدولي، وسيساهم ميناء الداخلة في تعزيز هذا التوجه مضيفا “سنواصل العمل لتطوير اقتصاد بحري حقيقي لما تتوفر عليه هذه المنطقة من موارد وإمكانات”، داعيا إلى الاستثمار في المجالات البحرية كتحلية مياه البحر والطاقة المتجددة ومواصلة النهوض بقطاع الصيد البحري، وإعطاء دفعة جديدة لمخطط المغرب الأزرق بما يجعله دعامة لتنشيط القطاع السياحي بالمنطقة وتحويلها إلى وجهة حقيقية للسياحة الشاطئية.