لماذا وإلى أين ؟

أحياء خارج سياسة المدينة بالرباط

عبد الواحد زيات

أن تكون أحياء حي أبي رقراق و دوار الحاجة والمعاضيد … من مدينة الرباط تعيش على الهامش وتعيش خارج ورش الرباط عاصمة الأنوار، أن تكون أحياء تعبر عن عجز صناع القرار في إيجاد الحل لها لتكون ضمن ورش سياسة المدينة، أن تكون أحياء يتم وصم محيطها بالاجرام والفقر والتهميش وتم إدراجها ضمن قائمة الأحياء التي تعاني الهشاشة الاجتماعية، أن تكون هذه الأحياء قريبة من وزارة الإسكان وإعداد التراب وسياسة المدينة التي تصنع القرارات والمخططات الاستراتجية للتعمير ورؤية المدن، أن يتعاقب العديد من الوزراء من مختلف الانتماءات السياسية للأحزاب السياسية دون أن يكون لهم ذرة مسؤولية تجاه هذه الأحياء التي تضم أكبر كثافة سكانية والتي تضم في طياتها الكثير من المشاكل والمعاناة والضحايا ، نتيجة الاهمال و التقصير والاستغلال السياسي، حتى صارت هذه المناطق مجرد منطقة عبور إلى منطقة الأمان السياسية بالبرلمان أو الإستوزار، وتصير كل الوعود والبرامج التي كانت سوف تستهدف تلك الأحياء سمفونية تتجدد عند كل المحطات الانتخابية دون أن يحدث اي تغيير ودون أن تنعكس تلك الترقيعات التنموية على حياة هذه الأحياء .

لا يمكن أن تكون سياسية المدينة ناجحة و أحياء من نفس المدينة العاصمة الإدارية والسياسية خارج سياسة المدينة .
هل الإبقاء على هذه الأحياء ببشاعة عشوائية بناءها وفي غياب أي تصور تنموي منصف لساكنتها هل هو مشرف لصورة مدينة الرباط التي تتجسد أساسا في تنامي الجريمة وانتشار المخدرات والوضع الاجتماعي الهش للعديد من الأسر ، وتنامي ظروف الهدر المدرسي وغيرها .

هل هذه الأحياء ستبقى بصورة تستحق الشفقة و المساعدات الاجتماعية الدقيق والزيت والمواد الأساسية في مناسبات معينة ومتعددة، تعلمون من يستحق الشفقة فعلا هي تلك المؤسسات التي عجزت عن إيجاد الحل المناسب لتنمية حقيقية لهذه الأحياء التي تتجسد في فشل العديد من الحكومات المتعاقبة وبتعاقب كل وزراء السكنى و التعمير وإعداد التراب و سياسة المدينة ، لأنها لم تستطع ايجاد حل لهذه الأحياء بالرغم من تواجدها من مركزية القرار .
هل تدركون جيدا أن كل تأخير في إيجاد حل لهذه الأحياء هو تعقيد لكل الحلول الممكنة وكلما ارتفع عدد ضحايا الجريمة و خريجي السجون وانتشار القرقوبي وانسداد الافق لشباب هذه الأحياء وتفكيرهم في الهجرة السرية كأمل يظل السطر الاخير والخلاص لهم من واقعهم هي مسؤولية يتحملها بالأساس صناع القرار .
أزيد من 60 سنة دون اي حل في الأفق لهذه الأحياء لتكون ضمن سياسة المدينة فهي عاشت خارج سياسة المدينة وعاشت على الهامش .

كل الحلول الممكنة و المتوفرة تصبح مثل ضياع ضربة الجزاء من صناع القرار في تسجيل هدف تنموي منصف وعادل لساكنة هذه الأحياء ولازالت الأخطاء تسجل بضياع أهداف أخرى في وقتها المناسب.
عذارا أيها المسؤولون هذه الأحياء ليست خارج سياسة المدينة بمحظ إرادة ساكنتها بل أنتم من خارج سياق سياسة المدينة بقرارتكم المتأخرة.

أحياء على هامش الرباط لأنها أحياء على ما يبدو خارج سياسة مدينة الرباط ، في اعتقادكم انها أحياء لا تنتمي إلى العاصمة الإدارية والسياسية ومدينة الأنوار الرباط.

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين و إنما تعبر عن رأي صاحبها حصرا.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
Fatima
المعلق(ة)
10 نوفمبر 2020 07:47

Et aussi quartier les orangers rien n’est fait rien des fils électriques partout sur les maisons, rien n’est fait . Tout simplement parcequ’il Y’a un Parti politique qui a la main basse sur le quartier, il veux l’approprier pour lui tout seul

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x