لماذا وإلى أين ؟

زواج الالتحاق.. حيلة موظفي التربية للهروب من مناطق نائية

أسفرت نتائج الحركة الانتقالية لهذا العام عن استفادة جد مهمة، حيث بلغ عدد المستفيدين ما مجموعه 35.668 أستاذة وأستاذا بنسبة استفادة بلغت 44.4 بالمائة مقابل 43.9 بالمائة برسم سنة 2020″.

وهو رقم كبير مقارنة مع الأعوام الماضية، خصوصا أنها أتت في خضم غضب نقابيي القطاع على معايير الحركة والفئات المستهدفة ونسب الاستفادة، قبل أن يتم تمديد الآجال لفسح المجال أمام مزيد من المستفيدين.

والمعروف في هذه الحركة أن نسب العُزاب في الانتقال إلى حيث يريدون تبقى ضئيلة، مقارنة مع المتزوجين الذين يكون لهم الحظ الوافر، في إطار الالتحاق بالزوج. إلى جانب أن بعض المديريات الإقليمية تكون فيها هذه المعادلة حاسمة بشكل كبير مقارنة مع مديريات يكون فيها للعزاب أيضا حظ في الانتقال، ولو إلى مكان قريب من محل سكنى عائلاتهم.

ولأن فئة عريضة من الأساتذة يقومون بمهامهم وسط ظروف صعبة، تنعدم فيها شروط العمل، ليس فقط في العالم القروي، فإن السبيل للهروب إلى حيث يُمكن الاشتغال بأريحية والانضمام إلى الأسرة بدل العزلة في مكان قصي، هو الانضمام إلى ركب المتزوجين لضمان الاستفادة من الحركة الانتقالية، حتى ولو كان زواجا “قسريا”، قد يستمر أو ينتهي بالطلاق، يبقى المهم هو الانتقال، والأمثلة على هذه “الحيلة” كثيرة استقتها “آشكاين” من أساتذة وأستاذات.

“كنتُ أدرس في دوار أكديم بإقليم ميدلت طيلة خمس سنوات من المعاناة، مع فصل الشتاء البارد وسط عزلة لم أتعودها وأنا القادم من مدينة ميدلت حيث توجد عائلتي. لم أكن أنتظر شيئا من الحركة الانتقالية، لأن المتزوجين أولى بها، وهذا في الحقيقة سببٌ ارتكزت عليه علاقتي بأستاذة زميلة في ميدلت. الآن نحن متزوجان وأكتري منزلا بالقرب من عائلتي في إعدادية بفضل هذا الدافع الذي لولاه لما تزوجت (يضحك)”.

هذا الأستاذ الذي تحدثت معه “آشكاين” قال إنه ليس الوحيد الذي التجأ إلى الزواج للاستفادة من الانتقال، فبعض زملائه كما أكد فعلوا الأمر نفسه، منهم من استمر في تكوين أسرهم، فيما آخرون حصل معهم العكس بمجرد الانتقال، لأن الزواج كان مبنيا على “قوة قاهرة” زالت.

أما أستاذة تحدثت مع آشكاين، فتقول إن حسابات الزواج بسبب الحركة الانتقالية لم تجن منها إلا المعاناة مع زوجها، حيث قالت إنها قبلت بفكرة الزواج بزميل تعرفه منذ سنتين، وانتقل إلى مدينة أزرو حيث تشتغل هي، قادما من نواحي تيمحضيت، بعدها لم تستمر الحياة الزوجية كما رغبا، فاضطررت للانتقال إلى نواحي المدينة وفضّلت التنقل في “الويكاند” إلى زوجها. “دابا أنا مزوجة ومامزوجاش لأني عارفاه عاجبو هاد النتيجة”، تقول الأستادة.

أستاذ آخر نقل معاناة العُزاب مع الحركة الانتقالية، في تدوينة فايسبوكية، قال فيها: “فكرت في سنوات مرت عجافا، في سياسة لا ترحم العزاب ولا العازبات مديرية الحسيمة، تذكرت أني لازلت عازبا، ومحروم سلفا من تدريس ابناء منطقتي والمناطق المجاورة داخل المديرية، حُرمنا أيضا من مناطق تسمى هامشية نظرا لبعدها ومسالكها وأصبحت هي الأخرى للملتحقين منهم ملتحقين ومنهم من اصحاب التحريميات، أصبح كل شيء مقنن لمعيار ما هو بمعيار أصلا، معيار يدمر الشباب من الاساتذة والاستاذات في مناطق لا يمكن سرد ما يواجهونه هؤلاء هناك فلا يمكن للكلمة وصف ذلك”.

ويضيف الأستاذ: “استحضرت كل هذه التحريميات وتزايدها بالإقليم وانتشارها بين “الاساتذة”، وكل ما عشته من تجارب في السنوات السابقة لألعن في نفسي من تسبب ويتسبب في هذا الظلم الممارس علينا نحن معشر العزاب، نعم علي أن افكر لأنجو بنفسي من هذا الوضع الذي لا يطاق، فالفشل وفقدان الأمل يتسلل سنة بعد سنة وانا المعروف بحيويتي ونشاطي، سأتخذ ذلك القرار وسأحمد الله عليه بإذن الله”. وقد غادر مديرية الحسيمة إلى مديرية الدريوش وسمح في النقاط الـ35 التي بحوزته.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
أحمد
المعلق(ة)
13 نوفمبر 2020 23:10

أظن أن ما كتب لا يمت للواقع بصلة لأن الزواج لا يبنى على مصلحة دنيئة كما جاء في المقال، ولكن الزواج هو ميثاق ترابط بني على الحب بغرض تكوين عش الزوجية تحت سقف واحد؛
إذ كيف نترك الزوجة الموظفة في مكان وزوجها الموظف في آخر مشتتين وأي مردود نريد أمام هذا اللاستقرار الاجتماعي، لهذا وجب تلبية طلبات الالتحاق، وهذا من شأنه أن يسهم في العطاء.

اسحاق
المعلق(ة)
11 نوفمبر 2020 08:16

لقد عملت في غياهب الصحراء سنين كثيرة ، ولم استفد من الحركة انتظرت حتى استكمال 16 سنة عندها تعطى الاولوية للاستاذ واعتقد ان مسألة الالتحاق امر عادي، فقط يجب من الوزارة ان تتحقق من التزوير خصوصا شهادة عمل الزوجة.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x