لماذا وإلى أين ؟

مستجدات القضية الوطنية تقتضي الحزم والتشدد مع الانفصاليين ومناهضة ازدواجية المواقف

إن لجوء أفراد من مرتزقة البوليساريو إلى قطع الطريق الذي تمرّ منه شاحنات نقل البضائع من المغرب نحو موريتانيا وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء ، والزج بمدنيين في منشأة استراتيجية كدروع بشرية ، يعتبر عدوانا واعتداء على حرية التجارة الدولية ، وانتهاكا لتوصيات مجلس الامن وتعريضا لحياة المدنيين و قوات المنتظم الدولي للخطر ،الشيئ الذي جعل القوات المسلحة الملكية تتدخل في اطار الشرعية الدولية و في اطار مقتضيات المادة 51 من ميثاق الامم المتحدة التي تعطي الحق الطبيعي للدول في الدفاع عن نفسها اذا اعتدت قوة مسلحة على احد اعضاء الامم المتحدة .علما ان كل القوانين الوطنية والمواثيق الدولية تجرم العنف ، وتعرف التامر مع الاعداء خيانة عظمى

علما ان محاولات تغليط الرأي العام وايهام محتجزي المخيمات عن طريق البلاغات الكاذبة وصور مفبركة او تعود لأحداث هندية باكستانية او غيرها ،لا علاقة لها بموقع النزاع تفيد قصف المواقع المغربية، لا يمت للواقع بصلة بل تتوخى منه الميليشيات و حاضنتها الدولة الجزائرية تجييش انفصاليي الداخل والخارج ، علما ان اي استفزاز عبر اطلاق النار للجماعة المرتزقة سيواجه حتما بصرامة وحزم ، وهو ما جاء في الخطاب الملكي السامي الاخير بمناسبة الذكرى 45 للمسيرة الخضراء
واذا كان الشيء بالشيء يذكر، فان الخطاب الملكي المؤرخ في نومبر 2009 شدد على انتهاء وقت ازدواجية المواقف ، وانه اما ان يكون المواطن مغربيا او غير مغربي ، وقد دقت ساعة الوضوح وتحمل الامانة !

ولعل الاوضاع الراهنة والمستجدات العدوانية لجماعة المرتزقة تجعل تحمل الامانة واجب ملقى على عاتق جميع المواطنين عن طريق مضاعفة الجهوذ والتحلي باليقظة والتعبئة للتصدي بقوة القانون لكل مساس بسيادة الوطن والحزم في صيانة الامن ووحدة الوطن ، وانه لا يعقل ان يتآمر شرذمة من الخارجين عن القانون كما جاء في الخطاب الملكي مع الاعداء للتطاول على سيادة الوطن وثوابته
الوطن مزيج من دماء الاباء والاجداد وامانة سلمها الخلف للسلف ، تاج يرصع جبين المواطن الغيور ، ولا يدنس قداسته سوى الأهوج عديم الأصول ، ما قيمة الانسان بدون وطن ؟ وبدون تاريخ ؟ وتاريخ المملكة عتيد وضارب في جذور التاريخ ، ما قيمة الانسان بدون ثروته البشرية وحضارته وموروثه الثقافي النضالي ؟ ما قيمة الانسان المستلب الرافض للمصالحة مع الذات ؟ بل ما قيمة مأجوري الخارج وخونة الأوطان وكل من يقتات ويتسول احيانا لاكتساب فتات الأجانب؟
الوطن تاج ابدي أزلي ناوله الأجداد للأحفاد ومسؤولية متوارثة بين الأجيال ، ثوابته هي معيار استقراره ،ووحدته تكمن في الالتفاف على هذه الثوابت والتمسك بها رغم المحاولات اليائسة للنيل من مكتسباته

“لا توجد منزلة وسطى بين الوطنية والخيانة ولا مجال للتمتع بحقوق المواطنة والتنكر لها بالتآمر مع اعداء الوطن ” جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى 34 للمسيرة الخضراء

سليمة فراجي، برلمانية سابقة

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين و إنما تعبر عن رأي صاحبها حصرا.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
الحاج
المعلق(ة)
17 نوفمبر 2020 00:38

يجب تفعيل خطاب جلالة الملك في حق من خان وطنه مثل الحزب المعلوم و تلك التافهة المتمردة. لا وسطية في حب الوطن وكفى من المحاباة والخوف من الاوراق الميتة.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x