“آشكاين” تسحب فيديو الناصري بعد شبهة الدعاية لمصحة

كانت آشكاين قد تطرقت إلى خبر إصابة الفنان الكوميدي سعيد الناصيري بكورونا، ونشرت، من باب الواجب المهني، الفيديو الذي يظهر فيه وهو في حالة صحية حرجة معلنا أنه يصارع الموت، غير أن علاقة الناصيري بالمصحة التي تحتضنه تتجاوز ذلك الجانب الإنساني إلى ما هو منفعة خاصة بين الطرفين قُضي أمرها باستغلال إصابة الناصيري للدعاية لمصحة غارقة قبل أيام في فضيحة كان يتوجب التستر عنها بأي طريقة.

مصحة (أ) التي يوجد فيها الناصيري، تعيش على وقع فضيحة كبيرة، جعلتها تصل إلى البرلمان، لأنها وُضعت إلى جانب مصحات كثيرة في خانة تُجار المآسي، بمنطق “خلّص عاد نداويوك”.

إذ تفرض هذه المصحة، المتواجدة في شارع أنوال بالعاصمة الاقتصادية، على ذوي المرضى تسبيقا (النصف) يصل إلى 6 ملايين سنتيم فقط لكي يتم إعداد الملف الطبي، وإلا فلن يمكنهم الولوج إلى سرير العلاج مهما كانت حالتهم الصحية.

بل إن المصحة المذكورة، كما يظهر في فيديو فضحها قبل أسبوع من الآن، تفرض على المرضى أن يُعيدوا إجراء بعض التحليلات الطبية رغم مرور يوم واحد على إجرائها، خصوصا السكانير الذي يصل ثمنه إلى حوالي 4000 درهم في المصحات الخاصة.

وهو ما يعني أن قريب المريض الذي قصد هذه المصحة وصوّر الفيديو يتوجب عليه أداء 6 ملايين إن أراد العلاج، وسيزيد السعر كلما طال أمده داخل المصحة، قبل أن يجد أمامه فواتير ضخمة.

ويحصل هذا تزامنا مع تصريحات وزير الصحة الذي أكد قبل أيام، أن العمل بالشيك كضمانة في المصحات الخاصة غير قانوني، وشرح أنه من الناحية القانونية، يمنع على المصحة، في حالة الثالث المؤدي، أن تطلب من الأشخاص المؤمنين أو ذوي حقوقهم ضمانة نقدية أو بواسطة شيك أو بأي وسيلة أخرى من وسائل الأداء، ما عدا المبلغ المتبقي على عاتقهم، وذلك بموجب المادة 75 من القانون رقم 131.13 المتعلق بمزاولة مهنة الطب.

وبالتالي هذه المصحة التي فضحها الفيديو المنتشر على نطاق واسع، وجدت سعيد الناصيري فرصة لكي تُذهب عنها الفضيحة وتجعلها تمر بسرعة، وقد وجدته في الموعد، ولم يكن محرجا في أن يستغل فنه الكوميدي التمثيلي، إذ لم تمنعه إصابته ووضعه الصحي من الدعاية للمصحة، إذ يمكن ملاحظة كيف كرر اسمها أكثر من 5 مرات في الفيديو الذي كسب من تعاطف المغاربة، ومدح وشكر مسؤوليها، قبل أن يلتقط صورة برفقة شخصين، وهي صورة بعيدة كل البعد عن الأعراف والإجراءات الطبية التي تُحيط بالمصاب بكورونا، قبل أن “يكملها ويْجملها” بصورة دعائية للمصحة بإعلان شكر يختم عرضا كوميديا.

ولكل هذه الأسباب التي سبق ذكرها، وانضباطا لأخلاقيات المهنة، قررت “آشكاين” سحب المادة الخبرية المتعلقة بشريط الفيديو الذي نشره الناصري.