2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
بزنس وتمويل لرحلات الحج.. تفاصيل معاقبة الفيفا لرئيس “الكاف”

أطاح التحقيق الذي نشرته شركة PWCمنذ حوالي 10 أشهر، بخصوص مالية الاتحاد الافريقي لكرة القدم “الكاف”، برئيسه أحمد أحمد، بعدما اتضح أن معاملاته في الفترة ما بين سنة 2017 و 2019 شابتها تلاعبات وتضخيم في الأرقام وتدبير لمالية الاتحاد.
ومنذ توقيف أحمد أحمد في باريس كانت المؤشرات تقول إنه متورط رغم خروجه في اكثر من مرة لنفي ما يروج. وقد جرى اعتقاله في الثامنة والنصف صباحا في أحد فنادق باريس حيث كان يستعد لمشاركة في إحدى اجتماعات “الفيفا” بالعاصمة الفرنسية. قبل أن تدينه الغرفة القضائية للجنة الأخلاقيات المستقلة بتهمة انتهاك المواد 15 (واجب الولاء) و20 (قبول وتوزيع الهدايا أو مزايا أخرى) و25 (إساءة استخدام السلطة) من الإصدار 2020 من مدونة FIFA للأخلاقيات، وكذلك المادة 28 المتعلقة باختلاس الأموال، وبذلك اصدرت حكمها بحظر أحمد أحمد من جميع الأنشطة المتعلقة بكرة القدم (الإدارية والرياضية وغيرها) على المستويين الوطني والدولي لمدة خمس سنوات. وسيتعين عليه أيضًا دفع غرامة قدرها 200 ألف فرنك سويسري.
تمويل رحلات إلى الحج
مما جاء في التحقيق أن الملغاشي كان يصطحب معه بعض الأعضاء المسلمين في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم لتأدية مناسك العمرة. وكانت أعمال التدقيق التي أجراها الفيفا بمساعدة السنغالية فاطمة سامورا، المبعوث العام الأسبق للاتحاد الأفريقي لكرة القدم، كشفت عن صرف مبالغ مالية تحت بند “تطوير الكاف” استغلت لتمويل هذه العمرة.
المصدر ذاته كشف أن أحمد أحمد، وقع سنة 2017، على تحويلات بنكية مباشرة من حساب “كاف” إلى الحسابات الشخصية لبعض رؤساء الاتحاد القارية في إفريقيا، قيمة كل تحويل 20 ألف دولار، وجميعها غير مدرجة في مصاريف الجهاز القاري، كما وقع على تحويل بنكي قيمته 100 ألف دولار لحساب كل اتحاد، يتضمن 20 ألف دولار خاصة فقط بتغطية نفقات أسفار رؤساء هذه الاتحادات، و80 ألف دولار لتطوير كرة القدم للشباب.
وقد زادت وكالة الأسفار ‘‘astra travel‘‘ من ورطته حين أكدت أنها توصلت بدورها من الاتحاد الإفريقي للعبة في ماي 2016 بما مجموعه 296 ألف و146 دولارا، من أجل حجوزات للطيران، وأكدت أن الكاف لم يوضح المبلغ بأي وثيقة عن عدد الأشخاص الذين دفع مصاريف تنقلاتهم، ولا الوجهات، ضمنها تحمل مصاريف رحلات حج لعدد من المسؤولين.
شركة معدات فرنسية
عندما أُسندت إلى أحمد أحمد مهمة الترتيب لبطولة أمم أفريقيا للمحليين في نونبر 2017، أصبحت شركة فرنسية، بعد سبعة أشهر من توليه مهام منصبه، متخصصة في صناعة معدات صالات الألعاب الرياضية وموردا رئيسيا لثاني أكبر اتحادات الفيفا. ليتبن أن أحمد أحمد قام بمخالفة مالية صريحة، وذلك عندما قام بإلغاء صفقة الشراكة مع شركة المعدات الرياضية “بوما” التي كانت ترعى الاتحاد الأفريقي بمبلغ 250 ألف دولار، مقابل التعاقد مع شركة “تاكتيكال ستيل” الفرنسية المهتمة بتصنيع الأدوات الرياضية والتي يديرها صديق أحمد القديم، مقابل ما يزيد على مليون دولار .
هذه الشركة المغمورة قدّمها رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم واختارت فرنسا مقرا لها، وباتت ممولا رئيسيا للكاف بالمُعدات، بما في ذلك ما يتعلق ببطولة أمم أفريقيا التي تلت التقديم على الرغم من عدم عرض الشركة معدات تتعلق بكرة القدم على موقعها الإلكتروني.
وبرزت الفضيحة في دجنبر الأول 2017 عندما ألغى الكاف طلبا بقيمة 248,055 دولار من شركة بوما الألمانية للملابس الرياضية وتقدم بطلب آخر بديل إلى شركة تاكتيكال ستيل الفرنسية بقيمة 1,015,313 دولار، وكان ثمة خصم بنسبة 60 في المئة على اتفاق الشركة الألمانية.
إلا أن أحمد أحمدحينها كان يؤكد أن اتفاق بوما كان على شراء 13,378 من المنتجات غير الموسومة بعلامات الشركة المصنعة وأن اتفاق تاكتيكال ستيل كان على شراء 35,460 من المنتجات الموسومة، لكن الوثائق تشير إلى أن الفارق بين الطلبيتين كان أقل بكثير؛ وأن الاتفاق مع شركة بوما كان على شراء أكثر من 15 ألف منتج، فيما كان الاتفاق مع شركة تاكتيكال ستيل على شراء نحو 22 ألف منتج.
هدايا ومزايا
تقرير PWC كشف أن معاملات “الكاف” النقدية شابتها خروقات من نوع آخر، حيث تم التدقيق في 10 معاملات بطريقة عشوائية، وأبرزت لجوء “الكاف” إلى صندوقه، وتدوين الأموال التي يتم صرفها في هذا الباب، في خانة “مصاريف غير اعتيادية”، وهو ما أدى إلى ارتفاعها “بشكل مقلق”.
وبلغت المصاريف “غير الاعتيادية وتغطية المخاطر إلى 3,6 مليون دولار”، كما أن غياب الأثر الكتابي عن مجموعة من معاملات “الكاف” اعتبره التقرير، يصعب مهمة تحديد واستعراض المصاريف بشكل شامل ودقيق، ويجعل العملية مستحيلة.