لماذا وإلى أين ؟

باحث موريتاني: إذا دعمت الجزائر البوليساريو لدخول حرب ضد المغرب ستدفع ثمنه غاليا (حوار)

كشف الباحث والمحلل السياسي الموريتاني؛ محمد أفو، أن الجزائر لن تورط نفسها في حرج ديبلوماسي، من حجم دعم جبهة البوليساريو ماليا وعسكريا لدخول حرب ضد المغرب، لأنها “ستدفع ثمن ذلك غاليا”، مشيرا إلى أن الجزائر تستعرض قوتها لـ”حفظ ماء الوجه فقط، لتقول إنها لا تتخلى عن حلفائها”، أما واقع الأمر فـ”لن تورط نفسها في حرج ديبلوماسي ومالي وعسكري وأمني من قبيل الحرب على المغرب”.

وبخصوص موقف الحياد الذي إلتزمته موريتانيا خلال الأحداث الأخيرة، أكد أفو في حوار مع “آشكاين”، أن موريتانيا تدفع ثمن حيادها، لأن مصالحها وُضعت على المحك أكثر من مرة، مستبعدا استمرار الحياد الموريتاني من هذه القضية، لافتا إلى أنها “ستتجاوز ذلك لمصلحة الاستقرار وحدود آمنة وعلاقات جيدة مع المغرب”.

وخلص الباحث الموريتاني، إلى أن الموريتانيين يدركون اليوم أن “جبهة البوليساريو تكن لهم العداء والحقد”، مشددا على أن الجبهة “لم تنجح في خلق علاقات جيدة حتى مع موريتانيا؛ بسبب غياب مدرسة سياسية لدى الجبهة”، مسترسلا “أريد أن يعيش الصحراويون في دولة قوية مثل المغرب”، وفق المتحدث.

نص الحوار:

مرحبا، كيف ترى موقف الحياد الموريتاني حيال الأحداث الأخيرة بالصحراء؟

أهلا، حياد موريتانيا في هذه الفترة أو غيرها؛ حياد تدفع ثمنه، لأن المصالح الموريتانية وُضعت على المحك أكثر من مرة، واليوم كذلك هي على المحك، فقد استنفرت موريتانيا جنودها لحماية حدودها الشمالية، واستنفرت كل إمكانياتها الإقتصادية طيلة الأيام التي أغلق فيها المعبر الحدودي، وبالتالي فلا يمكن الصمت عما يحدث، ونتجاهل مصالحنا بهذا الشكل، فقط لأننا إلتزمنا الحياد في فترة زمنية معينة.

لا أقول إن هذا الحياد غلطة، لكن يجب أن يكون أكثر مرونة، فالدول تراجع مواقفها السياسية، والحكومات الموريتانية المتعاقبة تعرف جيدا ثمن موقف الحياد في هذا الصراع، وبالتالي لا أعتقد أن هذا الحياد سيستمر في المستقبل من الناحية الفعلية، وليس القانونية، حيث ستتجاوز موريتانيا الحياد لمصلحة الاستقرار وحدود آمنة وعلاقات جيدة مع المغرب.

على ذكر الحدود، كيف تعلق على ما يعرف بـ”عملية الكركرات” التي أقدم عليها المغرب مؤخرا؟

أعتقد أن للمغرب كامل الحق في السيطرة على الأراضي المتاخمة لحدود موريتانيا، لأنني أرى أن جبهة البوليساريو غير قادرة على بناء دولة آمنة، خاصة أن الشريط الحدودي بينها وبين موريتانيا هش أمنيا وغير قابل للحياة، وبالتالي فالإعتراف بدولة في هذا الشريط لصالح قلة من الناس لا تمتلك أدوات بناء الدولة، سيكون شوكة في خاصرة موريتانيا على المستوى الأمني والإقتصادي، وشوكة في خاصرة تكتل المغرب الكبير إلى أن تقوم الساعة.

البوليساريو لم تنجح في خلق علاقات جيدة حتى مع موريتانيا؛ أقرب الناس إليها من الناحية الثقافية والقبائل، وذلك بسبب غياب مدرسة سياسية لدى الجبهة، بل هي متكلسة في خطاب ينتمي لحقبة الستينات والسبعينات، فأقل ما كان يجب فعله هو وضع استراتيجية للتعاون مع الجيران؛ مثل موريتانيا التي اعترفت بهم، ولذلك بدأت شعبية هؤلاء تتآكل اليوم في موريتانيا، وأصبح الموريتانيون يدركون أن البوليساريو يكنون لهم العداء والحقد، وبالتالي فأنا ضد قيام دولة هذه الجبهة، وأريد أن يعيش الصحراويون في دولة قوية مثل المغرب، وأدعم عملية الكركرات التي قامت بها المملكة، بحيث أنها عملية كيسة دبلوماسيا وعسكريا، استردت الحق وأحرجت العدو ولم تتجاوز الاتفاقات الدولية.

جبهة البوليساريو تدق طبول الحرب، فهل هي قادرة على ذلك بدعم من الجزائر؟

الجزائر لن تورط نفسها في حرج ديبلوماسي بهذا الحجم، لأن فاتورة دعمها للصحراء في السبعينات والثمانينات ليست تكلفة دعمها الآن، فإذا دعمت الجزائر البوليساريو لدخول حرب ضد المغرب، وإمدادها بالسلاح، ستدفع ثمن ذلك غاليا، لأن المغرب نجح في كسب نجاحات ديبلوماسية في هذه القضية، ويحظى بدعم من دول الخليج؛ خاصة الإمارات، باعتبارها رقما فاعلا وكبيرا، ومحرج جدا معاداته أو الوقوف في وجهه.

إذا دعمت الجزائر البوليساريو لدخول حرب ضد المغرب، فإنها ستخسر علاقتها مع موريتانيا كذلك، وأعتقد أن الجزائر تستعرض قوتها لحفظ ماء الوجه فقط، لتقول إنها لا تتخلى عن حلفائها، أما أن تورط نفسها في حرج ديبلوماسي ومالي وعسكري وأمني فستفقد الكثير، بحيث ستواجه فرنسا، موريتانيا، دول الخليج، أمريكا وأوروبا التي ستحافظ على مصالحها بالمنطقة، وبالتالي لا أتوقع أن تدعم الجزائر البوليساريو لدخول الحرب.

الحقيقة أن الجزائر بدأت تتخلى عن القضية في الميدان، لكنها على المستوى الديبلوماسي محرجة، فليس من السهل أن تتخلى عن حلفائها في هذه الفترة، والمشكلة لم تحل بعد، لكن في الواقع؛ اللعبة تغيرت تماما، والجبهة أصبحت بدون حلفاء، ولن تستمر في المستقبل.

أخيرا، كيف سيكون مستقبل هذه القضية بعد الأحداث الأخيرة؟

أعتقد أن مسار الاستفتاء سينتهي في آخر المطاف إلى حكم ذاتي، فالمغرب نجح في خلق مناخ تنموي في الأراضي المتنازع حولها، وسياسة الاستقطاب التي ينهجها المغرب قوية جدا، فليس هناك من يستطيع أن يعيش في هذه البيئة القاحلة، ويرى إخوته وأبناء عمومته يعيشون في رغد آخر؛ وفي دولة آمنة لها مؤسسات وجيش وتعليم، وهذه السياسة ستستنزف الصحراويين بالمخيمات، كما أعتقد أن جبهة البوليساريو تآكلت كثيرا وتعتمد على قادة تقليديين، والمتوقع أن الجيل الجديد سيكون أكثر عقلانية، وسيتنازل عن القضية بكل بساطة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

3 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
dedah
المعلق(ة)
24 نوفمبر 2020 17:50

نحن في موريتانيانعطي لكل حق حقه ونقف بين الاخوة والاشقاء علي نفس المسافة ونحترم الراي وراي الاخيروباحترام السيادة الموريتانية واحترام حدودها السيادية واليفهم الكل ان موريتانيالن تساوم اطلاقا في علاقاتها الدولية ومراعاة مصالحها الامنية وسياسية والاقتصادية.

Taika
المعلق(ة)
الرد على  بندق
24 نوفمبر 2020 17:20

Nous esperons que nos freres algeriens trouvent enfin la raison car cette situation n est favorable ni au maroc ni a l agerie. Et que nos freres sequestres a tindouf regagbent leyrs freres au sahara marocain ild sobt tiujours les bienvenus. Nous devons tous oeuvrer pour un maghreb arabe uni . Assez de temps et d argent perdus. Nous devons orenter tous nis moyens vers le developpement de nos pays.

بندق
المعلق(ة)
24 نوفمبر 2020 14:06

الله يهدي الجزائريين يرجعو لرشدهم الاتحاد فيه خير كبير لنا و لهم أسأل الله ان يجمع شملنا و الله إذا تخلى حكام الجزائر عن جماعة الانفصال فلن يسبب لهم ذالك اي إحراج بالعكس ستحظون باحترام الشعبين المغربي و الجزائري و حبهما و اتحاد الشعبين سيجب ما قبله.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x