لماذا وإلى أين ؟

ادويهي: أمناتو حيدر مات ليها الحوت

سعيدة مليح

على مر الأيام الماضية  ظل الدعم الدولي متواليا لتحرك المغرب العسكري السلمي والديبلوماسي من أجل ضمان حرية الحركة في معبر الكركارات الحدودي الذي يعد شريان المنطقة ونافذة العبور للعمق الإفريقي، ذلك من خلال  تأمينه وتخليصه من ميليشيات جبهة البوليساريو، بعد الالتزام بأكبر قدر من ضبط النفس وإشهاد قوات حفظ السلم الدولي على حجم الخروقات في المنطقة، وهو الشيء الذي تحدثنا فيه عائشة ادويهي، رئيسة “مرصد الصحراء للسلم والديمقراطية وحقوق الإنسان”، من خلال هذا الحوار الذي أجرته معها “آشكاين”.

نص الحوار:

طيب، ما هو تعليقكم على الأحداث الأخيرة في المعبر الحدودي الكركارات؟

من أجل الحديث عن حيثيات أحداث الكركارات التي نعيشها الآن لا بد من العودة إلى أصل المشكل مباشرة، ولا يجب قراءته بمعزل عما يقع حول التجاوزات التي تعرفها المنطقة العازلة، كما لا يمكن قراءته بمعزل عن السياقات الكبرى التي تعيشها هذه المرحلة.

وبالرجوع إلى معبر الكركارات وخرق الاتفاقية العسكرية رقم واحد مرفقة باتفاقية وقف النار ل1991، نلاحظ أن الإرهاصات الأولى لهذا العمل تعود لسنة 2016 من خلال انتهاك جبهة البوليساريو وتطاولها على المنطقة العازلة التي يفترض أن تكون منزوعة السلاح وليس بها أي تحرك مهما كان، إذن بهذا التطاول الذي جعلها تقوم ببناء بعض المنشآت الإدارية وخيم للتظاهرات وأنشطة وتداريب، كل هذه الأمور كان قد تفاعل معها مجلس الأمن ونبه إليها.

أيضا ما حدث في المعبر الحدودي الكركارات كان جد متوقع وذلك من خلال متابعتنا لما يقع داخل مخيمات تندوف، وأنه حان الأوان للتعاطي مع الأمم المتحدة، وبأنه يجب أن نصعد على جميع الجبهات والنضال في هذا الإطار، ودائما عن طريق الدعوة إلى حمل السلاح والتهديد بحمل السلاح، هذه الأمور التي أصبحت تصدر بكثرة وبزخم كبير مؤخرا من خلال الاجتماعات والبلاغات ومحاضرهم وأيضا تركيز بعض قياداتهم على ضرورة تنفيذ مخرجات المؤتمر الشعبي. وهو الأمر الذي تضاعف بشكل أكثر من خلال إرسال بعض العناصر التي حاولت البوليساريو جاهدة أن تبين أن لها طابع مدني، الأمر كله كان مدروسا من جبهة البوليساريو.

إذن، هل نجح المغرب بذلك في وضع حد صارم ونهائي لاستفزازات البوليساريو؟

لكي نحيل على الأسباب التي جعلت المغرب يتحرك، فما وقع في معبر الكركارات هو أنه لم يعرف الإغلاق فقط  من طرف ميليشيات البوليساريو، بل أيضا شهد أعمال الاستفزاز والبلطجة والتخريب وإشراك الأطفال هي هذا النوع من الأعمال، والأكيد هو أن الردود الدولية نبهت لهذا الأمر الوضع وتداعياته، فضلا على أن كل الوساطات خابت بها فيها وساطة الجارة الموريتانية والأمم المتحدة، أيضا إن سياسة ضبط النفس التي عمل عليها المغرب لمدة 22 يوم واستنفاذه لجميع المساعي الحميدة والديبلوماسية، إذن لا يمكن استمرار ذلك الاحتقان في تلك النقطة بالضبط التي تعد شريانا كبيرا ومهما ما بين المغرب وعمقه الإفريقي، وربط القارة الإفريقية مع القارة الأروبية.

لكل ما سبق كان له انعكاسات خطيرة بالأساس على الأسواق الموريتانية، من ارتفاع مهول للأسعار نظرا لشح المواد الغذائية، وتداعيات في ما يخص التحصيلات الجمركية والخدمات اللوجستيكية، مما يبين أهمية تدخل المغرب في ذلك الوقت، إذن فإن التدخل المغربي لا يمكن وصفه حتى الآن إلا بالتدبير الفعال والحكيم والحازم والحاسم، لأنه أولا أعاد السلم إلى المنطقة، وأعاد الوضع القائم، وأن العملية التي قام بها تطلبت الكثير من الدقة والمهنية، لم يحصل فيها أي احتكاك ولم تكن بها أي خسائر لا في الأرواح ولا المعدات، وأيضا كانت عملية وفق السلطات المخولة للقوات المسلحة الملكية، ومما يبين فعلا التدخل الحكيم للمغرب أنه لم يتلقى أي استنكار أو تحفظ، والاتحاد الإفريقي في تفاعله مع الأحداث أبان بدوره عن موقف إجابي وجد متوازن في هذا الإطار.

طيب، داخل هذه الأحداث كلها هل توفق في نظركم الإعلام المغربي في التغطية الكافية لأحداث الكركارات؟

في هذا الإطار لاحظت من خلال قرائتي المتواضعة أنه فعليا كانت هناك مواكبة كبيرة من طرف الإعلام، والتي تضاعفت بالرد المنطقي مع منسوب المغالطات والأخبار المضللة، إذن الإعلام كان حاضرا بقوة من البداية لكنه كان حاضرا بشكل أكبر لمجابهة المغالطات، وكذلك المجتمع المدني كان واضحا في آرائه أولا من خلال تأييده ومباركته للعملية ككل والتي كانت نقطة إجماع وطني وانخراط شعبي واعي.

 لماذا لم يتم الرد من طرفكم على أميناتو حيدر التي طالبت بحمل السلاح في وجه النظام ودعت لتجزيئ الوحدة الترابية؟

أرفض الجواب بشكل قاطع، لأن هذه المرحلة الكبرى التي نعيشها الآن هي أمور جادة وعلى مستوى دولي، أكبر من شخص “مات ليه الحوت”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
الدكتورة سعيدة
المعلق(ة)
27 نوفمبر 2020 22:26

تعلقي كمواطنة مغربية تحب وطنها وشعبها وتعرف معنى القيم والمبادئ هو لماذا لم يتم اعتقال انتو حيدر؟؟؟ في اسبانيا تم اعتقال زعماء كطالونيين عندما قالوا بالانفصال وفي عدة بلدان اغنية تم نفس الشيى اذن لماذا لا يتم اعتقالها؟؟؟ من ناحية اخرى على الجمعيات النسائية التحرك من اجل ادانتها

إسماعيل
المعلق(ة)
27 نوفمبر 2020 03:29

هل يمكن أن ننتظر من باب حزم المغرب التدخل كذلك العسكري لتطهير المناطق العازلة الأخرى التي تُقيم عليها البوليساريو بعض أنشطتها المناسباتية ؟! لأن الاتفاقيات الموقع عليها بإشراف أممي تنص على أنها تبقى عازلة !

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x