لماذا وإلى أين ؟

بناجي: الكاريكاتير في المغرب يخضع لخطوط حمراء تحد من إبداعية الفنانين

سعيدة مليح

كشف الناجي بناجي رسام الكاريكاتير ورئيس الجمعية المغربية للكاريكاتير، على أن فن الكاريكاتير في المغرب “يخضع لخطوط حمراء كثيرة تحد من إبداعية الفنانين، بالإضافة للتهميش والإقصاء الممارس في حقهم وبشكل متعمد، ولعل أبرز مثال على ذلك هو عدم فتح أبواب الجرائد للفئات الشابة التي تشق طريقا بثبات وعن علو كعبها في المسابقات العالمية”.

ودعا بناجي في حديث مع “آشكاين” الجهات الوصية الاعتناء بهذا النوع من الفن التعبيري، ومشتكيا من “إقصاء رسامي الكاريكاتير مؤخرا من الحصول على بطاقة الفنان”، مشيرا “ربما باتت نهاية هذا الفن وشيكة في ظل الظروف المزرية الذي يعيشها القطاع الإعلامي وخاصة منه الورقي الذي يستقطب هذه الفئة المشاكسة.

حيف يطال الكاريكاتير

وأعرب الناجي عن حزنه جراء “الحيف” الذي يطال فن الكاريكاتير في المغرب، في الوقت الذي يحظى فيه الفنانين المغاربة من رسامي الكاريكاتير بتقدير من دول العالم، مردفا “أتمنى أن يتم الالتفات لهذا الفن وإعطائه ما يستحق من الاهتمام مستقبلا عبر دعم مهرجانات ومسابقات بجوائز محفزة للمشاركين، وكذلك دعم الجمعيات المهتمة بهذا الفن المشاكس، والأخذ بأفكارهم واقتراحاتهم، فالفنانين المغاربة ليس لهم تمثيلية في وزارة الثقافة لكننا لازلنا محسوبين على المجلس الوطني لصحافة، بحكم أننا نشتغل في قطاع الصحفي كما لنا عدة جمعيات تحاول أن تجمع شمل هذه المجموعة المشاكسة كما لنا تمثيليات في منضمات عالمية تهتم بالفن الكاريكاتير كالاتحاد العالمي لرسامي الكاريكاتير”.

وأكد بناجي في السياق ذاته، على أن الكاريكاتير كباقي الفنون الأخرى يواجه صعوبات كثيرة تضيق عليه هوامش الحرية والتعبير، بالقول “ما زال يُنظر إليه كفن للسخرية والتهكم” مشددا على مسألة أن “الكاريكاتير لا يؤدي دوره في ظل غياب الوعي الحقيقي والديمقراطية، باختصار يمكن وصف حال الكاريكاتير في بلادنا بالطفل العاجز عن النمو”.

فن يعري الواقع

وزاد الناجي الحاصل على عدد من الجوائز الدولية، بأن لفن الكاريكاتير القدرة على تعرية الواقع وتسليط الضوء على أشكال الفساد والظلم ويعتبر سلاح سلمي إصلاحي، فالكاريكاتير يستطيع أن يرتقي بالوعي الجماهيري ويحفزه للعب دور فاعل في الدفاع عن قضاياه، فهو كفن بصري تفاعلي مقاوم ناقد له القدرة على النقد يفوق المقالات الصحفية فهو يستلم مواضيعه من واقعه الاجتماعي والسياسي مثل جائحة كورونا، الأزمة الاقتصادية والاجتماعية أو القضية الصحراء الوطنية كمعبر الكركارات، وهو قادر على التأثير في الرأي العام.

وأردف متحدث “آشكاين”، “شخصيا أعتبر الكاريكاتير أفضل وسيلة للتعبير، عبر تحويل القضايا وهموم المواطن العادي لمادة ساخرة سهلة عميقة وهادفة، بهدف انتقاد الممارسات خاطئة بأسلوب هزلي ضاحك، عبر استخدام السخرية الذكية لنقل الهموم الاجتماعية والسياسية، ليكون جزءاً فاعلاً في مسيرة التغيير والتطوير وبناء المستقبل”.

وفي سياق حديثه، طالب الناجي المسؤولين بالوزارة الوصية بالاهتمام الكافي بهذا الفن، مشيرا “إن بلادنا تعج بالمواهب الفنية التي تحتاج إلى التشجيع والتحفيز، ونتمنى أن يكون الاهتمام بهذا الفن كباقي الأنواع الفنية المختلفة كالغناء والسينما مثلا، وذلك عبر تخصيص مهرجانات ومسابقات على امتداد السنة”.

وختم بناجي، حديثه بالقول “كورونا هذه السنة منعتنا من المهرجان الدولي للكاريكاتير بإفريقيا الذي يعرف مشاركة أكثر من 84 دولة، وهو واحد من المهرجانات القليلة التي تنظم بالقارة السمراء ويهتم بمشاكل القارة كندرة الماء وأطفال الشوارع والهجرة السرية، غير أننا كلنا أمل أن تزول الجائحة وتعود الأمور لسالف عهدها حتى يستمر عطاء هذا العرس الإفريقي الذي ينتظره كل رسامي الكاريكاتير في كافة أنحاء العالم”.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x