لماذا وإلى أين ؟

والدة التلميذة الممنوعة من الدراسة بسبب الحجاب: حكم القضاء أنصف بنات المغاربة

أحمد الهيبة صمداني – آشكاين

“أنا جد فرحة، ولو كان هناك مصطلح يعبر عن شعوري أكثر من الفرح لقلته”، عبارات متناثرة لم تتسع لفرحة والدة التلميذة التي نصرها القضاء، أمس الأربعاء (25 نونبر)، بإرجاعها لمقاعد الدراسة، بعد أن منعتها مدرسة “دون بوسكو” التابعة للبعثات الفرنسية بالقنيطرة بسبب حجابها.

مرافعة وجب تدريسها

تتسابق الكلمات تباعا على لسان والدة التلميذة، لتوصل شعورها بانتصارها وابنتها في قضية شغلت الرأي العام المغربي، إلا أنها فضلت قبل ذلك، أن تثني على مجهودات المحامين الذين لم يألوا جهدهم في الدفاع عن ابنتها المحرومة من الدراسة، فاستدركت بقولها إن: “أول ما يمكنني أن أقوله هو أن مرافعة الأمس عن إبنتي وجب أن تسجل وتدرس في كلية الحقوق، وهناك بعض الأمور التي لم أكن أعرفها في ما يتعلق بحقوق الإنسان وحقوق الطفل، لأن هناك تعسفات تعرضت لها ابنتي ولم أدركها”.

تسترسل أم التلميذة التي كسبت تعاطف معظم المغاربة، شارحة غُبنها في جهلها للقانون بما وقع لابنتها، حين تم”استنطاقها في المؤسسة التي طردتها، يسألونها: من أرغمك على لبس الحجاب؟، ولم أعرف أن ذلك ممنوع بشكل مطلق، إلى أن سمعت المحامي وهو يدين استنطاق الطفلة في المدرسة، لأنه يمنع منعا كليا استنطاق طفل، ولو من طرف قاضي التحقيق، إلا بإذن من النيابة العامة وبحضور وبموافقة الوالدين، وهذه في حد ذاتها قضية”.

وتتابع والدة التلميذة ثناءها على نبل المحامين الذي تكبدوا عناء المرافعة الطويلة، بقولها: “كما سبق وأن ذكرت أن جميع المحامين الذين ترافعوا عن ابنتي رفضوا تسلم الأتعاب، رغم أن الجلسة استمرت أكثر من 3 ساعات؛ فأن يأتي محام ويترك أشغاله من أجل قضية ابنتي ويهيء لها، هو ما يدل على أن الخير مازال في أبناء البلد؛ ومازال القضاء منصفا وهناك عدل”.

حكم أنصف بنات المغاربة وانتصر للعدالة المغربية

“أعتبر أن هذا الحكم الذي أنصف ابنتي، قد أنصف بنات جميع المغاربة”، وهذا نصر للعدالة المغربية”، تستطرد الأم بعباراتها المفعمة بالفرحة التي تخالجها، موردة أنه: “يجب أن تكتب كلمة في حق أولائك المحامين، لأنهم كما ساندوا ابنتي سيساندون شخصا آخر، فمن تكون ابنتي حتى يقفوا بجانبها، فلا بد أن تكون في الأيام المقبلة ابنة أحد من المغاربة”.

وخلصت الأم، بنبرة خافتة في حديث لـ “آشكاين”، إلى العبر التي استقتها من قضية ابنتها، بقولها إن: “ما استفدته من قضية ابنتي، هو أن هناك العديد من المظلومين سكتوا عن حقوقهم، في حين أن هناك جهات حقوقية تدافع عن ملفاتهم مجانا، فقط عليهم أن يبحثوا عنها، بدل أن يجلسوا مكتوفي الأيدي ويتناولوا أدوية لتهدئة أعصابهم”.

حظر الحجاب اعتداء على الحق في حرية المعتقد والوجدان

دفاع التلميذة، رشيد بالعربي، لم يكن أقل فرحا من الأم بهذا الانتصار، إذ اعتبر أن هذا الحكم “انتصار لهذه الطفلة في الاستفادة من حقها في التعليم دون تمييز لأي سبب من لأسباب”؛ معتبرا أنه “بمثابة تنزيل للاتفاقيات الدولية المصادق عليها من قبل المغرب، خاصة العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وكذلك اتفاقيات حقوق الطفل”.

بلعربي، وفي تصريح لـ “آشكاين”، أثنى على مسايرة القضاء المغربي للاجتها العالمي بإنصاف التلميذة، مبرزا أن “هذا الحكم يساير الاجتهاد القضائي العالمي، لأن هناك أحكام أدلينا بها للمحكمة متعلقة بالقضاء السويسري، البلجيكي، والسويدي، حكموا في السنوات الماضية، ومنها ما صدر حديثا في الأسبوع الماضي بالسويد، إذ أمرت المحكمة بالسماح للتلميذة بالرجوع للمدرسة دون قيد أو شرط ، واعتبرت أن أي محاولة لفرض قيود من قبيل حظر الحجاب أو غيرها، بمثابة اعتداء على حقه الدستوري في حرية المعتقد وحرية الوجدان”.

نهاية القصة

وبهذا يكون القضاء الاستعجالي بابتدائية القنيطرة قد أغلق ملف قضية التلميذة التي منعت بسبب حجابها، إبتدائيا، بأمره مدرسة “دون بوسكو” بالسماح للتلميذة المعنية باستئناف دراستها لديها تحت طائلة غرامة تهديدية قدرها 2000 درهم عن كل يوم تأخير عن التنفيذ، مع شمول الحكم بالنفاذ المعجل، لأنه حسب الحكم الذي اطلعت عليه “آشكاين”، فإن “القانون الداخلي للمؤسسة يتنافى مع الدستور و التشريعات السارية المفعول في البلاد”.

ويستجيب بذلك القضاء المغربي، للضغط الإعلامي الذي شكلته تفاعلات النشطاء الفيسبوكيين وتغطية المنابر الإعلامية لهذه القضية التي شغلت الرأي العام المغربي، خاصة وأن هذه المدرسة تشبثت بقرارها، رغم أن والدة التلميذة لم توقع، مطلع الموسم الجاري، على القانون الداخلي لها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
ابو مريم
المعلق(ة)
26 نوفمبر 2020 22:22

ارى ان العدالة انصفت نسبة كبيرة لهم قناعات مماثلة، و خيبت امال من يتحينون امواج المستنقع لركوبها!

Zakaria
المعلق(ة)
26 نوفمبر 2020 12:35

ليست كل بنات المغاربة محجبات

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x