لماذا وإلى أين ؟

في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة.. تتزايد نسب العنف ضد الرجال

سعيدة مليح

بالتزامن مع تخليد المغرب لليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، أثير النقاش حول التأثيرات التي تولدت عن فترة الحجر الصحي المنزلي، إذ اضطرت الأسر للتجمع من جديد داخل جدران البيت الواحد، فتعددت طرق المعيشة داخل المنازل، هناك من استغل الظرفية للراحة من ضغوط الحياة المهنية عاملا على تحسين نفسيته وتوفير طاقته، وهناك من تأزمت نفسيتهم بشكل مضاعف، فباتت أخبار العنف الأسري تتزايد يوما تلوى الآخر، نساء يُعنفن، وأطفال يتم ضربهم بقسوة، وكان للرجال كذلك نصيب من العنف الأسري.

“الرجال كذلك يتعرضون للعنف الجسدي من طرف النساء، آخر الحالات التي توصنا بها رجل قامت زوجته بحرق وجهه بالماء الساخن”، هكذا انطلق الهمزي فؤاد رئيس الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق الرجال في حديثه مع “آشكاين” معربا عن سخطه ممن وصفهن بـ”النساء الطاغيات”، مؤكدا “ما قبل الحجر الصحي كنا نتلقى تقريبا ما يناهز 25 شكاية من الرجال المعنفين في اليوم الواحد، أما في الفترة الأخيرة فقد أصبحت عدد الشكايات المتوصل بها تفوق 60 شكاية يوميا، ووزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة لا تتحدث في حملاتها وخرجاتها الإعلامية إلا عن حقوق النساء والطفل، ولا تنجز الدراسات إلا عن النساء المعنفات، في الوقت الذي ترتفع فيه نسب الرجال المعنفين أيضا، وأساسا إن المجتمع يقوم على الطرفين المرأة والرجل، فلا يجب إلغاء أي طرف منهما”.

رجال في مناصب عليا يتعرضون للعنف الأسري

وأضاف الهمزي بأن شكايات الرجال الذين تم تعنيفهم من طرف زوجاتهم تزايدت أثناء فترة الحجر الصحي، سواء تعلق الأمر بالعنف النفسي أو اللفظي أو الجسدي، مشيرا “عدد كبير من الرجال ذو مناصب في القطاعات الخاصة ومسؤولين في الدولة يتعرضون للتعنيف من طرف زوجاتهن، متسائلا “لا أفهم عقلية النساء التي تقوم بعنيف رجالهن، هل أصبح الرجل هو عدو المرأة، بعض النساء طغت فعليا”.

“الرجل يتعرف للتعنيف ولكنه لا يقوى على الحديث” مضى الهمزي متحدثا عن العنف ضد الرجال بلغة غاضبة كاشفا على أن المجتمع المغربي لا يرحم الرجل المعنف في حين أنه يتعاطف مع المرأة المعنفة، قائلا “الرجل لا يقوى على الكشف عن معاناته في ظل هذا المجتمع المغربي الذي قد ينعته بأبشع الصفات إذ قال أنا رجل وأتعرض للعنف اللفظي والنفسي والجسدي من طرف زوجتي، مجتمعنا المغربي لا يرحم”.

أغلب الطالبين للدعم الأسري هن “نساء”

من جهتها، كشفت فاطمة عريف رئيسة جمعية صوت الطفل في المغرب، في حديثها مع “آشكاين” أن “الجميع أصبح معنفا، إذ أن كورونا عرت المجتمع المغربي وكشفت على أننا لا نستحمل بعضنا البعض، وقعت صدمة في مجتمعنا الذي كان يعرف تجمعات أسرية، فما بين عشية وضحايا تغير النظام المعيشي”.

وزادت عريف أنه “بفعل الحجر الصحي بات الجميع محتجزا بين أربعة جدران والجميع تأزم نفسيا”، مشيرة أن جمعيتها التي تشتغل بالأساس على تأثير العنف عن الأطفال، رصدت أن أغلب طالبين الدعم الأسري هن نساء، قائلة “أصبحنا إثر فترة الحجر الصحي المنزلي نعرف حالات متزايدة من الطرد المنزلي، والاغتصاب، والضرب المتفاقم، فتفاقم العنف بدرجة كبيرة”.

وفي إطار تِعدادها لأسباب تفاقم العنف الأسري، رجحت عريف أن “الرجل لم يستحمل طول فترة مكوثه بالمنزل، لأنه ليس من السهل على شخص كان حركيا في يومه الجلوس في المنزل، ناهيك عن الغلاء المعيشي، ودراسة الأطفال عن بعد، وعدد من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية الأخرى”، غير أنها أكدت في السياق نفسه “حين نتوصل بملف العنف الأسري نضطر لسماع كافة أطرافه من الزوجة والزوج والأطفال”.

وأردفت عريف “أيضا داخل الحجر المنزلي تزايدت حالات الانتحار خاصة من فئة النساء، كذلك ارتفعت نسب الاغتصاب، وأصبح العنف الأسري في الحجر الصحي ممنهجا وساديا، مما رفع العديد من الحالات الأسرية في الاضطرابات السلوكية والاكتئاب، فأصبح هناك تلذذ في الجريمة، بمعنى أن هناك شخص يُعنِف وشخص آخر يوثق الجريمة بتصويرها، وهنا يجب أن يكون العقاب مشددا لكلا الطرفين، وللأسف في سياق كل ما ذكر من حالات عنف فالضحية الحقيقية هم الأطفال”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x