لماذا وإلى أين ؟

أخنوش على خطى الخطيب…ولكن

فؤاد بوعالي

طالعت مقالة الصديق والمناضل القوي والأستاذ الفاضل أحمد ويحمان : “أجندة “الأمزغة المتصهينة”” الذي علق فيه على التحاق بعض المنتسبين للعمل الأمازيغي بحزب التجمع الوطني للأحرار” ملخصا مقالته في عنوان فرعي: “محبي إسرائيل في المغرب الكبير” و محبي “محبي إسرائيل في المغرب الكبير” يلتحقون بأخنوش”.

وبما أن حديثه حديث مطلع على خبايا العلاقة مع الكيان الصهيوني فلست مؤهلا ولا مخولا مناقشته في تفاصيلها لكن رأيي الخاص في الحدث ينطلق من نقطة جوهرية قد تعيننا على فهم السياق. فالسيد أخنوش ليس رجل سياسة، بل رجل اقتصاد أدخل عنوة في السياسة وحساباتها وصراعاتها  ليقوم بأدوار معينة على رأس حزب إداري مهمته الرئيسة ليس التعبير عن تطلعات الشعب أو التفكير في حاجيات القاعدة المجتمعية بل لتنفيذ استراتيجية الدولة و خياراتها في التداول الحزبي وضرب المنفسين واستيعاب المخالفين.

وحتى حين يوظف بعض الشعارات النضالية فتوظيفه يكون فجا وغير مقبول إلا من طرف مريديه. والمريد هنا ليس سياسيا أو إيديولوجيا بل مريد منفعة وحاجة.

حين نستوعب هذه الحقيقة سنفهم أن الأمر لا يتعلق بمؤامرة وإنما بوظيفة، من بين وظائف أخرى، وُكِل بها منذ التحاقه بالأحرار تتمثل في استيعاب متطرفي العمل الثقافي الأمازيغي.  فعلى خطى الدكتور الخطيب الذي استطاع استيعاب جزء مهم من الحركة الإسلامية وأدخلهم تحت جبة السلطة بعد أن كانوا على هامشها لردح من الزمن، مما مكن المغرب من تجاوز أزمات خطيرة كانت ستعصف باستقراره في لحظات معينة، فقد وكلت الدولة مسألة استيعاب العديد من أطياف التيار الأمازيغي للعديد من الشخصيات والهيئات، البعض منهم تم احتواؤه في المعهد الملكي للأمازيغية بميزانيته الضخمة، لكن الذين اختاروا العمل السياسي ظلوا على هامش مائدة الرحمة.

فلكونهم سيسوا الأمازيغية وراهنوا على جعلها مطية لتحقيق مطامح سياسية سواء من خلال استعداء الأحزاب القائمة أو الاستنجاد بالخارج ظلوا على الدوام خارج اللعبة. وقد كان من مهام حزب البام،  الذي استفاد من قدرات الدولة المادية والمعنوية والإدارية استيعاب هؤلاء.

فهل هي مصادفة أن يظهر أخنوش في نفس وقت تخلي الدولة عن البام؟

وهل مصادفة أن العديد من هؤلاء المتطرفين الذين كانوا يتسولون على أبواب إلياس العماري قد ولوا وجوههم جهة الحمامة صدحا أو خفية؟

لكن مسار الاحتواء محكوم عليه بالفشل لعدة أسباب: من أهمها كون تجربة الخطيب كانت مع تيار له عمق اجتماعي حقيقي وليس حالة إعلامية، لذا فوجود بعض هذه الوجوه في قائمة الأحرار لن تفيده سياسيا أو انتخابيا، بل قد تضره،  لأنها وجوه تظهر في الإعلام وفي الصالونات والكواليس والندوات دون أن يكون لها وجود واقعي في عمق المجتمع. وإن كانت هذه الأطراف تحاول الاستفادة من مقدرات الدولة في سبيل تحصين منافعها فإن  جعل حزب الإدارة بوابة ذلك يضرب في مصداقيتها وشعاراتها التي كانت حتى وقت قريب تصدح بها في كل المنتديات.  لكن الأهم في اعتقادنا أننا أمام حالة هرولة من التطرف باسم الهوية نحو البحث عن مكان تحت ظل المؤسسات.

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

4 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
متتبع
المعلق(ة)
28 نوفمبر 2020 12:25

السؤالين اللذان وضعهما صاحب المقال-المعروف بعدائه للامازيغيين بحكم استيلابه العميق..- سؤالان مطروحان بخلفية سلبية واضحة فاضحة حيث ان اخنوش موجود في الساحة السياسية قبل البام ثم ان هؤلاء الذين ينعتهم بالمتطرفين هوكلام غير مؤسس على وقائع ملموسة.كلام فضفاض والا فليذكرهم بالاسماء.
يبدو لي ان هذا”الدكتور” يتحين الفرص لاثارة نعراته اتجاه الامازيغيين.
UN DOCTEUR”UNIVERSITAIRE” XÉNOPHOBE,C’est malheureux

مريمرين
المعلق(ة)
الرد على  ملاحظ
28 نوفمبر 2020 11:05

الثعلب حين أدرك أنه لن يصل إلى العنب قال ” هذا عنب حامض” و مضى.
الرأي يجابه بالرأي يا سيد “ملاحظ” …. فيستفيد الجميع .

تيلي
المعلق(ة)
28 نوفمبر 2020 08:19

حزب الاشرار حزب العصابات،فالمال والسياسة خطان متوازيان لايلتقيان الاعندنا بقدرة قادر.

ملاحظ
المعلق(ة)
28 نوفمبر 2020 00:02

هذا كلام حامض ماذا كان سيقول صاحب المقال انههم التحقوا بركبه باركة من المزايدة والفهامات الخاوية.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

4
0
أضف تعليقكx
()
x