لماذا وإلى أين ؟

بالأرقام.. وزارة الصحة تكشف خريطة إصابات “السيدا” في المغرب

عندما اكتشف الباحثون فيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) قبل 39 عاما، كانوا متأكدين أن إيجاد لقاح ضده ليس إلا مسألة وقت ليس إلا، لكن تصوراتهم  كانت خاطئة بعدما تيقنوا أن أساليب التلقيح التي أثبتت نجاعتها مع فيروسات أخرى فشلت في مقاومة الإيدز حتى الآن.

ومن بين الأسباب المهمة التي ساهمت بشكل كبير في فشل الباحثين والعلماء عن إيجاد تطعيم للفيروس هو كون الأخير له قدرة هائلة على التحول بشكل مستمر لكي لا يتعرف عليه جهاز المناعة، وفق ما أوضحه اختصاصي الفيروسات في جامعة بوخوم الألمانية ، كلاوس أوبرلا الذي كرس 15 سنة من حياته من أجل تطوير لقاح ضد المرض الذي أصبح العديد من الأشخاص  في مختلف بقاع العالم يتعايشون معه عن طريق أخذ الأدوية والعقاقير.

وشدد كلاوس قائلا “نحن لا نواجه فصيلة فيروسية واحدة، وإنما سربا كبيرا من الفيروسات التي تتحول باستمرار”. ما يؤدي إلى تغيير شكل غلاف الفيروس بسرعة فائقة من جيل إلى آخر، إذ لا يتمكن جهاز المناعة من تشخيص الفيروس عند لقائه مرة ثانية لأنه غير وجهه في وقت قصير جدا. علاوة على ذلك طور الفيروس استراتيجيات تمكنه من تحاشي جهاز المناعة، فلا يسجله هذا الجهاز كمسبب للأمراض، لهذا لا يهاجمه.

وتشير الإحصائيات الأممية برسم سنة 2019، أنه على المستوى الدولي، فإن حوالي 37.9 مليون شخص يتعايشون مع فيروس “السيدا”، و23.3 مليونا منهم يخضعون للعلاج، أما عدد المتوفين بسبب الأمراض المرتبطة بهذا الداء فيقدر بـ770 ألف شخص.

وعلى المستوى الوطني، ووفق إحصائيات مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض برسم سنة 2019، فإن حوالي 21 ألف شخص مصاب بالإيدز في المغرب، كما أن عدد المتوفين بسبب الفيروس يبلغ ما بين 400 و900 حالة وفاة سنويا بالمغرب.

وفي إحصائيات جديدة صادرة اليوم من طرف وزارة الصحة بمناسبة اليوم العالمي للإيدز الذي يصادف فاتح دجنبر من كل  سنة،فإن نسبة الأشخاص المتعايشين مع فيروس السيدا بالمغرب، والذين يعرفون إصابتهم بلغ %78، مع ولوج %90 منهم إلى العلاج بمضادات الفيروس القهقرية، وإبطال الحمولة الفيروسية عند %92 منهم.

وأوضحت الوزاة في بلاغ لها أن الخطة الاستراتيجية الوطنية لسنة 2023 لمحاربة داء السيدا، مكنت الوزارة خلال سنة 2019 وبتعاون مع جميع المتدخلين، من توسيع عملية الكشف عن الفيروس، حيث تعتبر  هذه الانجازات تندرج ضمن التدابير المتخذة للقضاء نهائيا على هذا الداء في أفق سنة 2030، كمشكلة للصحة العامة، وذلك وفقا لأهداف التنمية المستدامة التي انخرطت فيها المملكة.

وأوضح البلاغ أن المغرب، على غرار باقي دول المجتمع الدولي، يخلد اليوم العالمي للسيدا تحت شعار “استمرارية مكافحة السيدا: مسؤولية مشتركة”، مؤكدة على أهمية ضمان الولوج إلى خدمات الوقاية والرعاية ضد فيروس نقص المناعة البشري، وذلك بالرغم من سياق الأزمة الصحية المرتبطة بفيروس كورونا المستجد الذي يشهده المغرب.

ولبلوغ هاته الغاية، يضيف المصدر، أن وزارة الصحة عملت على ضمان استمرارية الرعاية للأشخاص المتعايشين مع الفيروس، ولا سيما من خلال ضمان الولوج إلى العلاج المضادات القهقرية (antirétroviraux)، وذلك بالتعاون مع الشركاء المؤسساتيين ومنظمات المجتمع المدني وبدعم من الصندوق العالمي وبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بمكافحة فيروس نقص المناعة البشري، حيث تمت تعبئة جميع الموارد اللازمة من أجل ذلك.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x