2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

تعرف الساحة السياسية المغربية هجرة ملحوظة لنشطاء الحركة الأمازيغية لأحزاب أخرى، ما خلف سجالا محتدما بين أعضاء الحركة الواحدة، بين مؤيد ومعارض للخطوة، وبين من يتبرأ من أصحاب الخطوة، بعدما كانوا من أعمدة الحركة المدافعة عن “الهوية الأمازيغية”.
وتفاعلا مع هذه الأحداث المتوالية، ظهرت مبادرة جديدة، موسومة بـ”مشروع حزب التجمع من أجل التغيير الديموقراطي”، كنواة أولية يجتمع فيها نشطاء الحركة الأمازيغية، بهدف تأسيس حزب جديد “يحتوي” نشطاء “تامزغا” من “الهجرة الجماعية” إلى الأحزاب السياسية.
وفي هذا السياق، أوضح عمر إسرى، الناطق الرسمي باسم مشروع حزب التجمع من أجل التغيير الديموقراطي، في حوار أجرته معه “آشكاين”، أسباب تأسيس هذا الحزب، مبينا الأهداف التي يحاول نشطاء الحركة الأمازيغية تحقيقها عبر تأسيسه، كما كشف عن المكونات والفعاليات السياسية المنتمية له.
وفي ما يلي نص الحوار:
– ما هي أسباب إنشاء حزب التجمع من أجل التغيير الديموقراطي؟ وما هي دواعي اختبار هذا الاسم ؟
فكرة تأسيس مشروع حزب التجمع من أجل التغيير الديموقراطي نضجت بعد تقييم ذاتي وموضوعي للوضع السياسي بالمغرب الذي يعيش أزمة بنيوية، وكذا لمقاربة المقعد الشاغر التي ينهجها الكثير من الشباب، منهم من ينتمي إلى تيارات معينة ومنهم عدد كبير من المستقلين الذين لم يجدوا ذواتهم وتطلعاتهم في العرض السياسي القائم.
اخترنا اسم التجمع من اجل التغيير الديموقراطي، أولا لأن الأمر يتعلق بـ”تجميع” عدد من التيارات على رأسها مناضلين من الحركة الأمازيغية واليسارية والنقابية والحقوقية والنسائية والمستقلين، أما التغيير الذي نريد فهو حتما تغيير ديموقراطي هادئ من داخل المؤسسات حسب ما تتيحه الآليات الديموقراطية و القانونية.
– هل سيكون حزبكم بخلفية عرقية أمازيغية ؟ وما هي مكوناته؟
مشروع حزبنا ليس أمازيغيا أبدا، هو مشروع حزب مغربي منفتح على كل المغاربة، نعم يتوفر على تصور متقدم جدا لإعادة الاعتبار للأمازيغية لأنها عانت كثيرا من التهميش، لكنه يناضل أيضا من أجل العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروة طبقيا ومجاليا، وإشراك الشباب في جميع المبادرات التي تهم الوطن، و جعلهم في طليعة التغيير الديموقراطي من داخل مراكز اتخاذ القرار، و الدفاع عن المساواة بين المرأة والرجل وقضايا أخرى.
خلفية الحزب هي “تامغربيت” بقيمها المتجسدة في الاعتدال والتسامح والانفتاح والتضامن، و”الديموقراطية الاجتماعية” كنموذج سياسي واقتصادي واجتماعي ناجح في الكثير من الدول.
مشروعنا هو نتاج المزج بين هذين العنصرين، بالإضافة إلى تصورنا للتنمية المستدامة والقائم على أربع مرتكزات: النمو الإقتصادي، العدالة الاجتماعية، الاستقرار الإيكولوجي، والثقافة كرافعة للتنمية.
أما عن مكونات المشروع فقد ذكرتها وهي مزيج من أبناء الحركة الأمازيغية واليسارية والنقابية والحقوقية والنسائية وعدد كبير من الشباب المستقل.
– هل يحاول الحزب الجديد احتواء نشطاء الحركة الأمازيغية وتجميعهم بدل هجرتهم الجماعية إلى الأحزاب ؟
يوجد بمشروعنا المئات من أبناء الحركة الأمازيغية، وهناك عدد كبير سيلتحق بنا مستقبلا، لسنا في حاجة إلى احتوائهم فهم من بناة المشروع، إلى جانب مناضلين من الحركة اليسارية والنقابية والنسائية وعدد كبير من المستقلين.
نحن نحترم التحاق عدة أفراد بأحزاب أخرى، نحترم اختياراتهم وننأى بأنفسنا عن ممارسة الوصاية عليهم.
مشروعنا يتوفر على رؤية وتصور أكثر تقدما فيما يخص إعادة الاعتبار للأمازيغية لغة وثقافة، لكن في إطار الإيمان بالتنوع، نفتخر كذلك بالدارجة والحسانية، وندعو إلى تكافؤ الفرص بين اللغتين الرسميتين، فمشروعنا الشبابي منفتح كما قلت على كل المغاربة بدون استثناء. وشعارنا في هذا المجال “التنوع في خدمة الوحدة والاستقرار”.
يجب الدفاع عن اللغة الامازيغية والهوية المغربية المركبة في اطار الامة المغربية مهما كان الحزب.