باحث يعدد أسباب “هروب” مغاربة عبر “قوارب الموت” لعيش “حياة وردية” (حوار)
رغم ما يعيشه العالم من أزمات متوالية، جراء ما خلفته جائحة كورونا على اقتصادات البلدان المتقدمة والنامية على حد سواء، تواصِل أفواج من الشباب والأسر المغربية تكرار محاولة العبور للضفة الأخرى حيث “الحياة الوردية” كما يعتقدون.
وظهرت في الآونة الأخيرة فيديوهات وصور لعائلات وشباب مغاربة وثقوا رحلاتهم الخطرة في أعالي البحار بزوارق تقليدية، يشقون بها أعتى الأمواج، هربا من “واقع لم ينصفهم”.
وعطفا على ذلك، أوضح رئيس مرصد الجنوب لحقوق الأجانب والهجرة، بكار السباعي، أسباب تنامي هذه الظاهرة وأثر الجائحة على ارتفاع منسوبها في المغرب.
وأورد بكار السباعي، المحام والباحث في الإعلام والهجرة وحقوق الإنسان، مجموعة من حلول التي ينبغي ان تتخذها الدولة للحد او تقليص منسوب هذه الظاهر التي “تهدد رأس المال البشري”,
وفي ما يلي نص الحوار:
ما تعليقكم على تنامي الهجرة غير الشرعية في الآونة الأخيرة موازاة مع الأجواء المتوترة للحدود الدولية والإغلاق الذي تعرفه بسبب الجائحة؟
طالما كانت حركات الهجرات غير الشرعية تحديا للسياسات الحدودية الدولية، ومرد هذا يرجع إلى الظروف التي تعيشها الضفتين، سوا الشمالية أو الجنوبي.
وكون جائحة كوفيد-19 أزمت الوضعية الاقتصادية عبر العالم، أصبحت معها الحلول غير القانونية تشهد إقبالا منقطع النظير، وهذا ما تؤكده الإحصائيات في هذا المجال.
هل لجائحة كورونا وأضرارها الاقتصادية على المغرب سبب في تنامي “هروب” الشباب والأسر إلى الضفة الأخرى؟
أولا يجب ان نعلم أنه لا يمكن لعاقل أن ينكر أن لجائحة كورونا أضرارا اقتصادية على المستوى الماكرو والميكرو- اقتصادي، هذه الأضرار نلتمس تداعياتها في اختيار الشباب للهجرة والهروب للضفة الشمالية لكسب قوتهم وإعالة أسرهم المعوزة.
وبالتالي، فرأس المال البشري تضرر أيضا وبشكل كبير، مما يحتم على الشباب المقاومة بدل المغامرة بحياتهم، والحياة الأفضل في ظل الخطاب الاجتماعي وخلال جائحة كورونا تبقى تطرح تساؤلا كبيرا على المسؤولين.
ما هي الحلول الممكنة في نظرك للحد أو تقليص منسوب هجرة الشباب والأسر المغربية؟
المدخل الأساس للحد من منسوب الهجرة للشباب والأسر المغربية، هو اقتصادي بامتياز، وذلك بتوفير عمل شريف وسكن لائق، وتوفير الحد الادنى من شروط الحياة الكريمة، الشيء الذي نفتقده بكل صراحة.
وهذا يجعلنا نسائل السياسات العمومية الموجهة للشباب في هذا الإطار.
إذن، وكما قلت، فإن المدخل هو اقتصادي بامتياز، ويجب توحيد السياسات الموجهة للشباب في هذا الإطار.
