كريمة حباط …”يوتبرز” مجازة تحدت إعاقتها بالأمل
“أول وقوف بالنسبة لي كان على رجل اصطناعية، كان الأمر صعبا في البداية، لكن تأقلمت مع الوضع فيما بعد” هكذا انطلقت كريمة، في سرد قصتها قبل أن تعرف بنفسها “أنا كريمة حباط، حاصلة على شهادة الإجازة في الإعلاميات وسنة ثانية علم الاجتماع، أشتغل في مجال خبرة السيارات لمدة ستة سنوات، فاعلة جمعوية وصانعة محتوى على مواقع التواصل الاجتماعي” مشيرة ” منذ طفولتي الأولى، حصل لدي بتر في رجلي اليسرى، وحين وصلت لسني الثانية، انطلقت رحلتي مع رجلي الاصطناعية، إذ كانت الوسيلة الكفيلة لمساعدتي في المشي، وجعلتني أنجح في كل من المسار الدراسي والمهني والجمعوي”.
بصوت يكسوه الكثير من الثقة والإيجابية، تقول كريمة في حديث لـ “آشكاين” بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، “منذ طفولتي الأولى، اكتسبت من أسرتي مناعة لمواجهة المجتمع الذي لا يرحم، والذي ينظر بنظرة شفقة، وبتنمر، وكثرة الأسئلة الجارحة، فحاولت أن أكون دوما قوية، ومتصالحة مع إعاقتي، وأحب نفسي”، مؤكدة على كون التربية عامل أساسي لأي طفل من أجل أن يكون سويا، خاصة حين يتعلق الأمر بطفل “معاق”.
كنت أبحث عن أناس تشبهني ولم أجد
وعن تجربتها الشخصية، تضيف كريمة “منذ أول وهلة بدأت أستوعب فيها معنى أن تكون لي رجلا اصطناعية، انطلقت أبحث عن أناس تشبهني، فلم أكن أجد للأسف، كان هناك نقص كبير في البرامج الإعلامية في الحديث عن من يمتلكون أطرافا اصطناعية”، مشيرة “المجتمع المدني في الآونة الأخيرة، هو من عمل على تغيير نظرة المجتمع لذوي الاحتياجات الخاصة والاهتمام بهم، أكثر من اهتمام الدولة نفسها، فضلا على أن مبالغ الأطراف الاصطناعية في المغرب باهظ جدا، وهناك ندرة في الاهتمام بها”.
“الولوجيات في المغرب قليلة، وغير كافية بالمقارنة مع متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة”، تردف كريمة “كذلك عدد كبير من ذوي الاحتياجات الخاصة لا يستطيعون الذهاب إلى المدارس إذ يفتقرون لوسائل النقل، “مكنسهلوش الحياة على ذوي الإعاقة، ولا نحترم حاجياتهم، ولا يتوفرون على امتيازات كافية”.
أرفض استغلال إعاقتي
وبلهجة حادة يعتريها الإحساس بالألم، تضيف صانعة المحتوى في حديثها مع “آشكاين” “يحز في نفسي، وكيبقى فيا راسي كلما رأيت شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة يتسول في الشارع، في الوقت الذي أرفض فيه أنا استغلال إعاقتي، لأكون الحلقة الضعيفة التي تنتظر المساعدة من الناس”، مؤكدة بنبرة ممزوجة بين الأمل والتحدي “أردت قلب الموازين، لأكون أنا هي من يساعد المحتاجين رغما عن إعاقتي، لتكون لي بصمة نوعية في المجتمع، فكان هذا هو سبب ولوجي للعمل الجمعوي، وفعلا كلما عرفت هموم الناس، هانت علي همومي، وأقول الحمد لله على عطاء الله”.
أما في ما يتعلق بولوجها لمجال صناعة المحتوى، تقول “من خلال مواقع التواصل الاجتماعي عملت على إيصال صوتي، وصوت ذوي الاحتياجات الخاصة في المغرب، وأؤكد أنه “الإعاقة، هي إعاقة فكر وإحساس، وليست هناك إعاقة جسد”، وأكون سعيدة كلما استطعت أنني أقوى على التأثير الإيجابي في أشخاص آخرين”، وفي الختام “الحمد لله إن المجتمع المغربي اليوم، أصبح متصالحا مع مستعملي الأطراف الاصطناعية، ولم تعد لهم نظرة الاستغراب والشفقة، كما كان الأمر من قبل، إذ أنا شخصيا كان يقال لي “عندك رجل مونيكة”، وهذا الأمر بالفعل هو من التأثير الإيجابي لمواقع التواصل الاجتماعي، أكثر من الإعلام نفسه”.