لماذا وإلى أين ؟

الكنبوري: لا أومن بمسمى الذئاب المنفردة (حوار)

شهد المغرب عدة تهديدات إرهابية منذ مطلع هذا العام، باءت بالفشل، بعد تدخلات استباقية للمكتب المركزي للأبحاث القضائية (البيسيج)، كان آخرها تفكيك خلية تطوان أمس الجمعة، بتوقيف ثلاثة متطرفين يشتبه في ارتباطهم بهذه الخلية الإرهابية، تتراوح أعمارهم ما بين 21 و38 سنة، وتربط أحدهم علاقة عائلية بمقاتل بصفوف “داعش” بالمنطقة السورية العراقية.

هذه التهديدات المتكررة، تعيد طرح تساؤلات عدة حول أصلها، وعلاقة هؤلاء الأفراد الذي يتم تجنيدهم بالتنظيم الإرهابي “داعش”، كما يثير سؤال علاقتهم بمفوهم “الذئاب المنفردة” التي “تشتغل بشكل منفصل عن التنظيمات الإرهابية”.

وفي هذا الصدد، يتحدث الخبير في الجماعات المتطرفة، الدكتور إدريس الكنبوري، في حوار أجرته معه “آشكاين”، عن علاقة هؤلاء الأفراد بتنظيم “داعش”، وما مدى صحة تلقيبهم بـ’الذئاب المنفردة’، مبينا الدوافع التي تجعل الأفراد  للتجند ضمن هذه التنظيمات

وفي ما يلي نص الحوار:

ما تعليقكم على التدخلات الاستباقية الذي يقوم بها المكتب المركزي للأبحاث القضائية(البيسيج) لتفكيك الخلايا الإرهابية؟ آخرها تفكيك خلية تطوان؟

منذ إنشائه إلى اليوم، أبان المكتب المركزي للأبحاث القضائية عن مهنية واحترافية عالية في ترصد وتعقب وتفكيك الخلايا المتطرفة ببلادنا، بشكل لفت أنظار عدد كبير من الدول الأوروبية والعربية.

وأنا أعتقد أن إنشاء المكتب جاء تتويجا للخبرة التي راكمتها الأجهزة الأمنية المغربية طيلة المرحلة الماضية.

ليس من السهل التعامل مع تهديدات من نوع جديد وجيل جديد حيرت دولا ذات تاريخ أمني كبير مثل الدول الأوروبية، لأن هذه التهديدات ليست تقليدية لا من حيث الفكر ولا من حيث الممارسة والتكتيك.

أما فيما يتعلق بخلية تطوان فهذه سادس خلية أعتقد يتم تفكيكها منذ بداية العام الجاري، وهي تذكرنا ببدايات تشكل خلايا داعش بالمغرب، من خلال استقطاب شبان من هذه المدينة ومن حي جامع المزواق بالذات الذي وضع تطوان في مركز الاهتمام الدولي.

هل يعتبر ظهور الخلايا الإرهابية بأعداد منفردة وقليلة، بمثابة محاولة عودة “للذئاب المنفردة” لتنفذ عملياتها بالمغرب؟ وهل يمكنك أن تقربنا من طريقة عملها؟

شخصيا لا أومن بمسمى الذئاب المنفردة، فهذا مفهوم ظهر في أوروبا وفرنسا بوجه خاص بسبب عدم فهم آليات عمل التنظيمات الإرهابية.

المقصود بالذئاب المنفردة الأشخاص الذين يتصرفون بطريقة معزولة عن التنظيم ودون تلقي توجيهات. لكننا لا يمكن أن نعرف طبيعة العلاقة بين الفرد والتنظيم، من الناحية التنظيمية. لكن من الناحية الفكرية هناك روابط تتمثل في التبعية ومحاولة التطابق مع أهدافه.

ثم في المغرب لم يظهر هذا النوع، والخلايا التي تم تفكيكها تتكون من أفراد، وكلمة خلية نفسها تدل على هذا، لأن الخلية هي ما فوق اثنين.

في نظرك، ما هي الدوافع التي تجعل الأفراد يتجندون في مثل هذه المنظمات الخطيرة؟

الدوافع متعددة وأحيانا مركبة؛ فهناك دوافع اجتماعية وأخرى سياسية وثالثة ايديولوجية ورابعة نفسية. لكن عموما هناك الطابع الاجتماعي المتمثل في السخط والرفض والانتقام للأوضاع.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
مواطن
المعلق(ة)
5 ديسمبر 2020 22:30

هذا دليل على تواضعك المعرفي. والاهم انه قد يكون حتى من بين من يعتبرون انفسهم محللين ذئاب منفردة.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x