لماذا وإلى أين ؟

هشام الوالي يسرد أصعب لحظات تجربته مع فيروس كورونا (حوار)

أصاب فيروس كوفيد19 العديد من الفنانين المغاربة، حيث أودى بحياة البعض وشكل صدمة لدى ذويهم وجمهورهم، فيما لم يتغلب على آخرين ممن تمكنوا من النجاة وعيش فصل جديد من فصول الحياة.

الفنان المغربي هشام الوالي واحد من الممثلين الذين هزموا الجائحة بإصرار وعزيمة يحكي تفاصيلها في حوار مع “آشكاين”، مؤكدا أن تجربته مع المرض كانت صعبة للغاية خاصة أن رحلة علاجه امتدت لـ 22 يوما.

أولا حمدا لله على سلامتك.. حدثنا عن تفاصيل إصابتك بفيروس كوفيد19

شكرا لك.. في الحقيقة لا أعلم كيف تمكن الفيروس من إصابتي، علما أنني شخص بيتوتي، سيما مع الجائحة قد لا أخرج لأسبوع أو أكثر إلا إذا ذهبت لزيارة والدي فقط، كما أنني لا أذهب إلى المقاهي أو أخرج فقط من أجل الخروج، بل أكتفي بالجلوس في غرفتي لأشاهد التلفاز أو للمطالعة والكتابة.

ويمكنني القول أنني أكثر شخص في العائلة يلزم البيت، إلا أنني أول واحد سأصاب بالكوفيد19، وهذا أمر غريب كذلك، علما أن زوجتي تشتغل في قطاع الصحة وكل وسائل التعقيم والتطهير نستخدمها لمواجهة الفيروس سواء في جميع غرف المنزل والسيارة، لكن الله سبحانه كتب لي أن أصاب بالمرض.

ماهي أصعب لحظة عشتها خلال إصابتك بالمرض؟

.بالنسبة لأصعب اللحظات التي مررت بها مع كورونا ليس المرض في حد ذاته بقدر ما هو البعد عن أبنائي ووالدي، والأمر الذي كان يحز في نفسي هو عدم تمكني من أن ألتقيهم وأعانقهم بشكل عادي بالرغم من أن المسافة بيني وبينهم لا تتجاوز 10 دقائق.

كان من الصعب مقاومة الفراق، حيث وبعد مرور 10 أيام على مرضي وذات ليلة على الساعة الحادية عشر، طلبت من زوجتي- التي فضلت البقاء معي للاعتناء بي وبالتالي مرضت هي الأخرى- الذهاب بالسيارة للاطمئنان على والدي من بعيد ومن خلال نافذة غرفة الجلوس حيث تمكنت من رؤيتهما دون أن يشعرا ب يولك أن تتخيلي مقدار الألم الذي شعت به لكني في الأخير “بردت على قلبي بشفتهم”.

وكذلك الأمر مع أبنائي، لم أتمكن من رؤيتهم إلا بعد مرور 15 يوما على إصابتي، حيث طلبت من شقيقتي التي كانت تعتني بهم أن ترافقهم في نزهة قصيرة إلى محل للبقالة، حتى أتمكن من رؤيتهم من بعيد من داخل زجاج السيارة، وكانت لحظات صعبة للغاية أن ترى أبناءك دون أن تتمكن من التحدث إليهم وعناقهم.

كيف كانت نفسيتك؟

نفسية المريض بكورونا تعرف تقلبات، وعندما تكون مصحوبة بألام فطبعا النفسية تكون محطمة للغاية، خصوصا أن الحامل للفيروس قد يصاب بحمى صعبة جدا كما أن الجسم يكون ضعيفا ولا يقوى على الحركة، ومايزيد من تدهور النفسية أيضا الأخبار التي تسمعها هنا وهناك عن وفيات أشخاص بسبب ذات المرض، سيما أولئك الذين هم في نفس سنك أو الشباب في مقتبل العمر.

فعند الإصابة بكورونا، فإن الشخص يتراءى له أن الموت قريبة جدا منه، بالرغم من أن الموت دائما قريبة لكن المرض حقا يشعرك وكأنها مسألة وقت لتكون في عداد الموتى وفي عداد إحصائيات أرقام المتوفين بالمرض. لكن بعد تقريبا أسبوع من إصابتي بالمرض تحسنت نفسيتي كثيرا، إذ لم أتخلى قط عن الصلاة والدعاء رغم أنني لم أكن أقوى في الكثير من الأوقات على الوقوف وبالتالي كنت أصلي جالسا وأقرأ القرآن وأتواصل مع العائلة وأبنائي عبر اتصالات بالفيديو.

ومن بين الأسباب التي جعلت نفسيتي تتحسن هو كون شقيقي الفنان رشيد الوالي الذي كتب عني منشورا وتقاسمه على خاصية “سطوري” بالإنستغرام يسأل الدعاء لي، الأمر الذي تفاعل معه العديد من المتابعين والجمهور المغربي الذي وصلتني منهم كم كبير من الدعوات لي ولزوجتي لدرجة أنني توصلت بوابل من الاتصالات والرسائل التي أعطتني شحنة قوية لأتمكن من التغلب على المرض.

تختلف أعراض المرض من شخص إلى آخر، فما هي الأعراض التي شعرت بها عند إصابتك بالمرض؟

في بادئ الأمر، شعرت بارتفاع درجة حرارة جسمي، وآنذاك طلبت من زوجتي أن ترافق أبناءنا إلى منزل أختي لأنني شككت في إصابتي، وبعد يومين فقدت حاسة الشم وبعد يوم فقدت حاسة التذوق وبعدها قمت بتحليل مخبري ولم أستطع الانتظار لأعرف النتيجة فقمت بفحص بالأشعة “راديو” على مستوى الصدر، ليتم إخباري أني حامل للفيروس، وكذلك كانت نتيجة التحليلة التي جاءت إيجابية.

ومن بين الأعراض الأخرى التي كانت تنهك قواي هي الإسهال وضيق التنفس، أما بخصوص زوجتي التي أصيبت من خلال فالأعراض التي شعرت بها تختلف عني فهي فقدت فقط حاستي الشم والتذوق والحمد لله أنها لم تشعر بأي أعراض أخرى.

والحمد لله أنني اليوم شفيت من المرض بعد أن خضعت للبروتوكول المعمول به من طرف وزارة الصحة، خاصة الكلوروكين والفيتامينات، إذ بعد 18 يوما بدأت أشعر بتحسن وبدأت أستعيد عافيتي بممارسة الرياضة إلى أن أتممت 22 يوما وتأكدت من خلة جسمي من الفيروس.

بماذا تنصح جمهورك والمغاربة قاطبة انطلاقا من تجربتك مع المرض؟

هناك العديد من الناس لا يؤمنون بوجود المرض، ويمكنني أن أؤكد لهم أن المرض موجود وعب جدا أن تخوض معركته، كما أن هناك أناس كثيرون وافتهم المنية به، وفي المقابل هناك آخرون تمكنوا من التغلب عليه، لكن في خضم كل هذا يجب أن يحترم المرئ التدابير الاحترازية والاحتياطات الممكنة لتجنب الإصابة بالعدوى.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x