لماذا وإلى أين ؟

منسق فدرالية اليسار: الاستحقاقات المقبلة ستكون غير مسبوقة

آشكاين/جواد التلمساني

اعتبر المنسق الحالي لفدرالية اليسار الديمقراطي، عبد السلام العزيز، بأن المشهد السياسي في البلاد يتسم بالانحباس الشامل، مؤكدا عدم تعبيره عن مطامح الشعب المغربي.

واعتبر عبد السلام العزيز، في حواره مع “آشكاين”، بأن الأداء السياسي لفدرالية اليسار الديمقراطي، إيجابي جدا، وأن الخطوات النهائية لاندماج مكوناتها، سيعلن عنها في 27دجنبر الحالي، مشددا على نتائج الفدرالية في الاستحقاقات المقبلة ستكون متميزة وغير مسبوقة.

وفي ما يلي نص الحوار :

⁃ ما هو تقييمكم للوضع السياسي بالبلاد ؟

الوضع السياسي في البلاد سبق و وصفناه بحالة الانحباس الشامل، مشهدنا السياسي لا يعبر عن مصالح وتطلعات مختلف الفئات و الشرائح الاجتماعية و التعددية العددية لا تعكس تعددا في البرامج و التوجهات السياسية، لأن أغلب الأحزاب السياسية تفتقد الاستقلالية. في بلادنا نعاني من ثنائية الاستبداد والفساد، حيث أصبحت لوبيات المال و الرأسمال الريعي مؤثرة بشكل كبير في القرار السياسي و الاقتصادي، بالإضافة طبعا لاملاءات المؤسسات المالية الدولية. نحن نعتقد أن بلادنا في حاجة موضوعية لبناء مؤسسات ديمقراطية تترجم السيادة الشعبية و دولة الحق والقانون.

لقد عرت الجائحة التي تضرب بلادنا وباقي دول العالم، عن مجموعة من الاختلالات و أعطاب نموذجنا السياسي و نموذجنا التنموي بشكل عام. لذا كنا نأمل أن يستخلص الجميع دروس المرحلة و إعادة النظر في كل الاختيارات لكن نلاحظ جميعا غياب أي إرادة الإصلاح الحقيقي.

فعلى المستوى الاقتصادي والاجتماعي يتضح من خلال القانون التعديلي لمالية سنة 2020 وقانون المالية لسنة 2021 استمرار نفس الاختيارات
و غياب أية إجراءات خاصة بمواجهة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية للجائحة و منها دعم الطلب خصوصا وأن القدرة الشرائية لآلاف المواطنين انهارت بسبب فقدانهم لمصدر قوتهم.

أما على المستوى السياسي والحقوقي فنحن نؤكد كفدرالبة اليسار بضرورة تنقية الأجواء السياسية من خلال إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وفي مقدمتهم معتقلي الحراكات الاجتماعية في الريف و جرادة ووقف متابعة الصحفيين و المدونين والنشطاء الحقوقيين وخلق جو من الثقة خصوصا مع ما تعرفه قضية وحدتنا الترابية من تطورات و استعداد بلادنا لدخول سنة انتخابية ستكون نسبة المشاركة فيها مؤشرا أساسيا حول مصداقية و ثقة المغاربة في العملية السياسية.

– كيف تقيمون الأداء السياسي والتشريعي لفدرالية اليسار الديمقراطي؟

في تقديرنا أداء فيدرالية اليسار الديمقراطي كان إيجابيا جدا. سياسيا كانت الفيدرالية حاضرة بمواقفها و رأيها و اقتراحاتها في كل القضايا الوطنية والقومية و حاضرة كذلك ميدانيا و نضاليا عبر مختلف الواجهات. على المستوى التشريعي فأداء فيدرالية اليسار الديمقراطي كان ممتازا رغم تواجدنا في البرلمان بنائبين فقط لكن أداء الرفيقين عمر بلافريج ومصطفى الشناوي كان متميزا بجرأتهما في طرح القضايا التي تهم أوسع شرائح المجتمع وكانا بالفعل الصوت التقدمي اليساري والديمقراطي داخل الغرفة الأولى و جسدنا فعلا فكرة استراتيجية النضال الديمقراطي عبر نضالهما من داخل المؤسسة التشريعية.

– أين وصل جدل اندماج مكونات الفدرالية، وهل الأمر محسوم بعد استحقاقات 2021؟

اندماج أحزاب فيدرالية اليسار الديمقراطي هو قرار المؤتمرات الوطنية للأحزاب الثلاث و قد تقدمنا بخطوات مهمة نحو تحقيق الاندماج من خلال فتح النقاش عبر كل المستويات حول القضايا التي يقال أنها خلافية. و في آخر اجتماع للهيئة التقريرية للفيدرالية عبرت أغلبية كبيرة من المتدخلين عن ضرورة الإسراع بالاندماج قبل الإنتخابات وتكوين لجنة تحضيرية للمؤتمر الاندماجي، لكن كانت هناك بعض الأصوات التي تقول بالاندماج ما بعد الانتخابات ووضعنا خارطة طريق لستة أشهر وتكونت لجان لمناقشة القضايا السياسية و التنظيمية للحزب المزمع بناؤه ورغم ظروف الجائحة، اشتغلت أغلب اللجان والتي ستقدم أشغالها خلال اجتماع الهيئة التقريرية يوم 27 دجنبر الحالي .

إن مشروع إعادة بناء اليسار قناعة راسخة لدينا و لدى المناضلين اليساريين والتقدميين و سنستمر في العمل بدون كلل على تجسيدها و بناء الحزب الاشتراكي الكبير، فوحدة اليسار ليست رغبة ذاتية بل هي حاجة تاريخية ومجتمعية . إن الوضع الوطني المنحبس و المنفتح على احتمالات متعددة في حاجة للتغيير و الإصلاح الجدري في مختلف الحقول الدستورية والاقتصادية والاجتماعيةو البيئية و من تم الحاجة إلى حزب يساري ديمقراطي قادر على تجسيد طموح المغاربة للتغيير الديمقراطي من خلال خوض النضالات المجتمعية و المؤسساتية و تعديل موازين القوى لصالح القوى و الطبقات الطامحة لبناء مغرب آخر مغرب الديمقراطية و الحرية والعدالة الاجتماعية.

– كيف ترون حظوظ الفدرالية في الاستحقاقات المقبلة؟

لقد حظيت الفيدرالية خلال انتخابات2016 بتعاطف كبير و التفت حولها نخبة من المثقفين و المبدعين و الشباب و فئات واسعة من كل شرائح المجتمع، كنا نأمل أن ندخل الإنتخابات كحزب واحد موحد لكي نراكم، لكن رغم ذلك فإننا على ثقة أن أداءنا السياسي و حضورنا القوي بمواقفنا ونضالاتنا وأداء رفيقاتنا و رفاقنا في المؤسسات سواء بالبرلمان أو الجماعات الترابية سيشكل دفعة قوية للفيدرالية في هذه الإنتخابات. و سنعمل على التقدم في النتائج رغم كل ما يحيط بالانتخابات في المغرب من مسلكيات تمس بشفافيتها ونزاهتها من انحياز الإدارة لبعض الأحزاب واستعمال المال والدين لإفساد العملية الانتخابية وعدم التكافؤ في الولوج للدعم و الإعلام العموميين ومحاولات البعض تهميش أحزاب اليسار المناضل . إن خوضنا معركة الانتخابات بشكل جماعي وانفتاحنا على القوى والحساسية الديمقراطية والنشطاء الحقوقيين و المدنيين والمثقفين ونحن نعد لهذه الانتخابات لمن شأنه أن يعطي الفدرالية نتائج متميزة وغير مسبوقة.

– ما هو تعليقكم على دعوات المشاركة المشروطة في الاستحقاقات المقبلة؟

قرار المشاركة في الإنتخابات هو من القضايا الثلاث التي تقرر فيها أجهزة الفيدرالية و ليس أجهزة الأحزاب الثلاث. مبدئيا قرارنا هو المشاركة و لحد الساعة لم يتم اتخاذ أي قرار آخر غير ذلك، و سنستمر في النضال من أجل تحقيق شروط نزاهة الانتخابات، و من أجل انفراج سياسي يعيد الثقة ويأسس لمرحلة جديدة عنوانها بناء مغرب الديمقراطية، مغرب الحقوق والحريات ، المغرب القوي القوي القادر على مواجهة كل التحديات الداخلية منها و الخارجية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
ملاحظ
المعلق(ة)
7 ديسمبر 2020 23:02

كل حكومات العالم غلبها كرونا لكن كون كنت انتم ستغلبونه جبهاتكم صحيحة باز.

اتحادي رجاوي
المعلق(ة)
7 ديسمبر 2020 22:24

اخي العزيز…ادعوك ومن قلبي ان تستيقظ من احلامك ، وان لا تضيع وقتك مع المغاربة….عودوا الى وعيكم والى جادة صوابكم…فلن تحصلوا على اكثر من مقعدين او ثلاثة في الانتخابات…فالمغاربة قسموا الاحزاب في المغرب الى معسكر الخير والى معسكر الشر والكفر…فالعدالة والتنمية هو حزب الله والتصويت عليه واجب شرعي…وانت وانا كفرة ملحدون علمانيون نريد نشر الفاحشة في الذين امنوا…
عودوا لرشدكم…
عودوا للاتحاد…المغرب يحتاج لكم في مناصب التسيير …فنحن في رئاسة البرلمان ووزارة العدل ومناصب سامية بتسعة عشر مقعدا…نضالنا لاربعين سنة في المعارضة …السجن والاعتقال…وفي الاخير ابتلانا المغاربة ببن كيران واليزمي…اكلوا الغلة كلها…
اتقوا الله في انفسكم وعودوا لرشدكم…

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x