لماذا وإلى أين ؟

رحل صلاح .. ولم ترحل كورونا بعد (بورتريه)

“وداعا صلاح الدين الغماري..”، أتت هذه العبارة كصفعة على قلوب المغاربة، لم تُصدق في البداية، وكان خبرا تمنى الكثيرون لو أنه مجرد إشاعة، لكنه يقين، توفي الصحافي الذي احتل قلوب المواطنين المغاربة أطفالا وشبابا وأمهات وآباء،عن عمر يناهز الخمسين سنة، توفي قبل أن يذيع خبر نهاية الجائحة، كما قال يوما “حتا أنا باغي نقولكم يوما ما، صافي سالينا مع كورونا”، وكأنه ذهب ليترك لنا رسالة صارمة “احترموا التدابير الاحترازية”.

2M.ma on Twitter: "#التعليم_عن_بعد ب #المغرب: وزير التربية الوطنية @Saaid_Amzazi يحل ضيفا على صلاح الدين الغماري بعد قليل في برنامج "أسئلة #كورونا"… https://t.co/jbstCJyb2x"

“خللي حتى تدوز الجائحة..” كانت العبارة الأشهر التي قالها الصحافي الراحل صلاح الدين، ورددها عنه مواطنون كثر، في أحلك مواقف فترة الحجر الصحي المنزلي، كان يرسل الأمل في عمق لحظات الألم، عبر برنامجه اليومي على القناة الثانية “أسئلة كورونا”، ورحل قبل أن يُبث برنامجه الجديد “صوتكم”، الذي اعتكف قبل أيام ليضع عليه اللمسات الأخيرة.

صبيحة هذا اليوم، الجمعة، مواطنون من كافة الفئات العمرية شدت الرحال إلى المستشفى الإقليمي في مدينة المحمدية، في أجواء سيطر عليها الحزن والأسى، وتصدرتها تمتمة الدعاء، حضروا من أجل مواساة أهله وتعبيرا منهم على محبة عارمة للصحافي الراحل في صمت.

من البداية..

وُلد الصحافي صلاح الدين الغماري في الثامن من أبريل 1970، بمدينة مكناس،  حيث ترعرع بها، ودرس في مدارسها المحلية، متقنا للغة العربية منذ الصغر، وشغوفا بمهنة الصحافة، حيث عمد إلى إصدار مجلة الزهور أثناء دراسته في المرحلة الثانوية.

ولأن صاحبة الجلالة غمرت اهتماماته، انتقل للعمل في مجلة السفير المغربية مع خاله أحمد بالمهدي الحبيب، ثم للعمل في مكناس إكسبريس في بداية التسعينات، وسِنهُ آنذاك لم يبرح العشرين.

لكن بالرغم من الفرص التي أتيحت له مهنيا، لم يتهاون في دراسته، وأتم تكوينه في الصحافة السمعية البصرية، قبل السفر لروسيا من أجل الدراسة العليا، وهناك عمل بالقناة الروسية الرابعة من خلال برنامج “نظرة الآخر”، قبل أن يكون للوطن، مستقرا بمدينة الدار البيضاء، وصحفيا في القسم السياسي للقناة الثانية.

من زلزال الحسيمة إلى جائحة كورونا

جائحة كورونا لم تكن أول نافذة لصلاح إلى قلوب المغاربة، إذ في سنة 2004 شد الرحال إلى مدينة الحسيمة وكان موفدا للقناة الثانية في تغطية للزلزال الذي شهدته المدينة آنذاك، ثم دخل للبيوت المغربية كمقدم للأخبار الرئيسية.

صلاح الدين الغماري إعلامي مغربي اكتسب شعبية كبرى بسبب كورونا | مجلة سيدتي

في فترة الحجر الصحي المنزلي، اضطر صلاح الدين الغماري عن التخلي عن اللغة العربية الفصحى، والأسلوب الإعلامي الرسمي، وتسلح باللهجة المغربية، مطلا بشكل يومي من خلال برنامج “أسئلة كورونا” ليفسر ويوضح ويشرح كل ما يخص تدبير الجائحة، وإجراءات الطوارئ الصحية باستقبال ضيوف ومسؤولين من كافة المجالات، فاحتل آنذاك قلوب المغاربة وعقولهم، وأصبح صحافي ذو صيت كبير، وشهرة واسعة.

 

وداعا صلاح..

تُوفي الصحافي صلاح الدين الغماري، في ساعة متأخرة من يوم الخميس الموافق للعاشر من ديسمبر 2020، بمدينة الزهور المحمدية، بسكتة قلبية، عن عمر يناهز الخمسين سنة، ويتم دفنه بجانب قبر والده الراحل، بمسقط رأسه، مدينة مكناس.

وكانت القناة الثانية أول من أعلنت خبر وفاته بمنشور على صفحتها الرسميّة في كل من الفيسبوك تويتر جاء فيها: «‏ببالغ الأسى والحزن تلقينا خبر وفاة زميلنا الاعلامي المتميز صلاح الدين الغماري. رحم الله الفقيد … وداعًا صلاح.»

رحيل الصحافي صلاح الدين الغماري.. صدمة وتأثر بالغ وسط زملائه – كيفاش

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x