في زمن تفشى فيه الوباء، واشتدت فيه التدابير الاحترازية من منع للتجمعات البشرية، وفرض شروط استثنائية للسفر، وتراجع فيه مستوى التحصيل المادي، عدد من الشباب المغاربة شدت الرحال لمناطق نائية، رغبة منهم في تقديم مساعدات إنسانية، وفك العزلة على أُناس يعانون التهميش والفقر.
“أغطية، قفازات، جوارب، هذه أشد الأشياء التي تحتاجها ساكنة المغرب العميق”، يقول عماد الترماستي، مدير فريق الترحال للجميع، فرع القنيطرة، بعد عودته من قافلة تضامنية شبابية، تم تنظيمها نهاية الأسبوع المنصرم، بإقليم بولمان، مضيفا “أغلبنا لهم هوايات تسلق الجبال والتخييم، وتجمعنا حب المغامرة، الشيء الذي يجعلنا فعليا نصل لمناطق جد نائية، وبعضها غير معروف، ولا يصلها المسؤولين”.
أصل الحكاية
ويضيف عماد، في حديثه مع “آشكاين” بأن “الحكاية انطلقت برغبة منا في تحقيق حلم صديقة لنا توفت بسرطان الدم، وكانت تهدف للوصول إلى مناطق نائية من أجل تقديم المساعدات، وإيصال الفرحة لسكان المغرب العميق، فقررنا بشراكة مع جمعية صوت القمر في مدينة فاس، تسخير رحلاتنا الترفيهية خِدمة لساكنة المغرب العميق”.
وعن التحضير للقافلة، يقول عماد، “مدة التحضير للقافلة الإنسانية استمرت لمدة ثلاثة أشهر، بالبحث عن الدعم المالي، وجمع المساعدات، وتواصلنا مع الجمعيات المحلية المتواجدة بدوار تارصيفت، إقليم بولمان، وهنا انطلق التنظيم بشكل مختلف، بتحديد الحالات المحتاجة، وطبعا أثرت الجائحة في كوننا لم نلعب مع الأطفال، وفي أننا حاولنا جاهدين احترام التدابير الوقائية أثناء عملية توزيع الملابس، والحاجيات على الساكنة”.
معاناة ساكنة المغرب العميق
“الرحلة امتدت لساعات وعرفت انطلاقتين الأولى من مدينة أحفير والثانية من مدينة الدار البيضاء”، من جهته يحكي محسن الدغناني كاتب عام الجمعية المغربية شباب الخير عن “قافلة تسنفست آيت مكون الاجتماعية بجبال الأطلس” مضيفا “ما أخدناه لسكان المنطقة يتمحور حول ملابس وأحذية وأغطية، ومواد غذائية أساسية، ثم ألعاب وحلويات للأطفال”.
ويشير محسن، “من مجمل المشاكل التي وقفنا عليها هي تلك الأمراض الجلدية والتقرحات التي يعاني منها الأطفال وكذا بعض النساء على مستوى جلد الوجه والأيادي نتيجة عدم توفرهم على كريمات تقيهم أشعة الشمس وبرودة الطقس”، مردفا “كما تم الوقوف على حالتين إنسانية من أجل مساندتهم ودعمهم ، الأولى أرملة لها 3 بنات تعيش في بيت صغير في وضع مزري لدى إحدى الأسر، أما الحالة الثانية فهو طفل يعاني من إعاقة على مستوى يده يحتاج إلى عملية جراحية قصد مزاولته حياته الطبيعية “.
نعتذر لهؤلاء الشباب فالمغاربة مهتمون أكثر بغزة فأطفال الفلسطينيين أهم من أطفال المغاربة خاصة إن كانوا أمازيغي..