لماذا وإلى أين ؟

إكرام تشيوتي: الحكومة آخر همها هو الفن والأصوليون أول المنتقدين (حوار)

هي فنانة تشكيلية صاعدة، بسرعة البرق سطع نجمها، بفضل رسوماتها الواقعية ولوحاتها التشكيلية التي تُجسد وجوها لشخصيات معروفة أو أخرة من خيالها، كانت مواقع التواصل الإجتماعي منبرا منح لها الفرصة للإنتقال من العالم الإفتراضي إلى الواقع، إنها إكرام تشيوتي، التي أبهرت عددا من الفنانين “أصدقائها في الحرفة”، وكذا العديد من النشطاء والمتتبعين الذين شهدوا لها بالموهبة وبالمستقبل الزاهر في هذا المجال، ولهذه الأسباب وغيرها عملت “آشكاين” على محاورة إكرام من أجل تسليط الضوء على مسارها الفني وتطلعاتها.

أولا، من تكون إكرام تشيوتي؟

اكرام تشيوتي فتاة عمرها خمس وعشرون سنة أقطن بمدينة القنيطرة،  وأنحدر من سيدي قاسم، رغم أن أصولي ريفية، كما أنني حاليا أتابع دراستي في سلك الماستر تاريخ و حضارة، متخصصة في تاريخ شمال إفريقيا جنوب صحراء بالفترة الوسيطية.

أفضل أن أقول عن نفسي أنني هاوية في مجال الرسم، كما أنني فقط “أخربش في الرسم”، ولا أحب أن أقول عن نفسي فنانة أو محترفة، بل أفضل أن أترك الناس يقولون ذلك بناء على تقييمهم لي.

طيب، إكرام لم تدرس الفن التشكيلي أي يمكن القول أن الرسم هو موهبة، هل تتطلعين لدخول عالم الإحتراف؟

طبعا، أنا لم ادرس الرسم، فمدرسة الرسم بالنسبة لي هي منزلي، والأدوات التي مكنتني من التعلم، هي الإرادة، أما التقنية فقد اكتبتها بالتجربة خلال هذه المسيرة التي تطلبت مني ست سنوات للوصول إلى هذا المستوى الذي يقترب من الإحترافية، وطبعا فأنا أتطلع لعالم الإحتراف.

جيد، إكرام أليست هناك صعوبات تعترض مسيرتك الفنية لكونك امرأة؟

طبعا الصعوبات تختلف باختلاف الأشخاص وأيضا هناك صعوبات من المجتمع و الآليات التي قد تمكنني من الذهاب بعيدا في هذا الميدان، بحيث هناك انتقادات لاذعة وأخرى غبية وسخرية وتشكيك في مصداقية رسوماتي، كما أن هناك انتقادات حادة من بعض المتدينين الأصوليين لأنني أهتم في أغلب رسوماتي على تفاصيل جسد المرأة، بحكم أنني أستلهم ذلك من الفن الكلاسيكي القديم حول الجسد.

وطبعا ازدادت، بفعل ذلك، حدة النقد إلى درجة السب والشتم، طبعا لأن جسد الأنثى يشكل لهم عقدة في هذا المجتمع.

نعم، تلجئين في رسوماتك إلى الكثير من الجرأة، بتجسيد صور نساء عاريات، لماذا هذا الإختيار بالضبط، وما هي الرسالة؟

رسالتي الأولى، هي أن ذلك الجسد يظهر بشكل عادي في مجتمعات عرفت قمة التحضر والرقي في جميع المجالات، حيث يعتبر الجسد فنا راقيا وجميلا، كما أن الأديان على اختلافها كان جسد المرأة حاضرا بقوة، وخير دليل على كلامي هو نظام الحريم في قصور السلاطين، حيث تبقى النساء (الحريم) عاريات الصدر بشكل عادي جدا، بل إنه في الكتابات الفقهية القديمة في فجر الإسلام يتم وصف جسد المرأة بالتفاصيل المملة، تصل إلى درجة وصف العملية الجنسية…

أما الرسالة الثانية، هي  خروج الجسد عن مهمته البيولوجية المتمثلة في الرضاعة والولادة والجنس، لأن أحسن ما أنجبت الطبيعة هي جسد الأنثى بتفاصيله، مما يفتح شهيتي للرسم، ولهذا أقول بأن هذا الجسد الأنثوي لا يثير الرجل غريزيا فقط، بل إنه يثير أيضا ريشة الفنان، الذي يحاول أن يقدمه على شكل رسالة.

لكن الفنان يجب أن يكون متعدد الأفكار، وبالتالي إذا اعتمدت إكرام على نفس “الستايل” في الرسم هل ستدخل في النمطية؟

طبعا، فالفنان يثير مجموعة من المواضيع عن طريق أفكار يلخصها في أعمال فنية، والجسد هو فقط ميول في الوقت الحاضر، وأكثر من ذلك فموضوع تخرجي في سلك الماستر هو “الجسد”، حيث أردت أن أعطيه بعدا أكاديميا وأدعمه بالمجال الفني، وفي ما بعد سأهتم بمواضيع أخرى لأن نظرتي تتوسع كلما بحثت وقرأت واطلعت على تاريخ الفن.

طيب إكرام، كيف تقيمين تعامل الجهات الحكومية المسؤولة مع فنانين صاعدين ومحترفين خاصة في الفن التشكيلي؟

آخر هم الحكومة هو الفن، وحسب نظرتي المتواضعة، فالمسؤولون “مامسوقينش” لينا، وخير دليل على ذلك هي أن أغلب المبادرات الفنية في هذا المجات جاءت من أناس يعشقون الفن وليس من الوزارة، وأمر آخر مهم هو أن الفن التشكيلي لا يتفاعل معه عموم الشعب بل فقط النخبة، لأنه (الشعب) يضع الخبز في المرتبة الأولى.

ماهي رسالتك للجهات الوصية، وكذا للفنانين التشكيليين في المغرب

رسالتي هي يجب الإهتمام وتسليط الضوء على الفئات المبدعة التي لم تُمنح لها الفرصة من أجل البروز، في وقت يتم منح فرص عديدة لأناس تافهين ,اشخاص ينشرون الغباء في أوساط الشعب.

ورسالتي لباقي الفنانين هي المزيد من التألق، الذي يتأتى بالإيمان بذواتهم وقدراتهم، لأنهم فعلا يشكلون نخبة المجتمع، وأن تكون مختلفا في هذه البيئة فهذا في حد ذاته إنجاز عظيم.

كلمة أخيرة

هي على شكل نصيحة لأي شخص في مجال الفن، “مهما واجهتك الصعوبات في مسيرتك ومهما تعرضت للفشل ومهما تألمت وواجهك الشك والعجز لا يجب عليك أن تستسلم للوصول إلى النجاح والعظمة لأن الوصول للقمة يأتي من عمق المعاناة والصعوبات التي تعرض لها في حياته”، وشكرا لكم على الإستضافة في هذا الحوار.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x