لماذا وإلى أين ؟

خبير يتحدث عن علاقة الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء بصفقة شراء طائرات درون متطورة (حوار)

تزامنا مع الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، يوم الخميس 10 دجنبر المنصرم، نقلت وكالة رويترز أن “إدارة ترامب أرسلت إخطارا للكونغرس بأنها تتفاوض مع المغرب حاليا على صفقة بقيمة مليار دولار”.

الصفقة المرتقبة التي ذكرتها “رويترز”، تبيع بموجبها أمريكا للمغرب 4 طائرات كبيرة مسيرة من طراز “إم كيو- 9 بي”، وذخائر موجهة بدقة عالية، وهو ما أثار عدة تساؤلات حول “علاقة هذه الصفقة بالاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على أراضيه الصحراوية؟”.

وفي هذا الإطار أوضح المحلل والخبير العسكري المغربي محمد شقير، في حوار مع “آشكاين”، أسباب عقد هذه الصفقة في هذا التوقيت بالضبط، مبينا الأثر الذي قد تحدثه صفقة بهذا الحجم في تطوير العتاد العسكري، ودورها في تغيير التوازنات العسكرية إقليميا.

وفي ما يلي نص الحوار:

بداية.. ما هي قراءتكم العسكرية لعقد صفقة بيع 4 طائرات حربية أمريكية للمغرب تزامنا مع اعتراف ترامب بمغربية الصحراء؟

هذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها المغرب باقتناء أسلحة، وخاصة الطائرات من الولايات المتحدة، وكلنا يعرف بأن الولايات المتحدة تعتبر سوقا أساسية بالنسبة للمغرب للتزود بالمعدات العسكرية خاصة منذ أن بدأ المغرب في تطوير أسطوله الجوي بالإضافة إلى تطوير معداته الجوية.

إذ أن هناك مجموعة من الصفقات كانت من خلال اقتناء طائرات “إف-16″، إضافة إلى اقتناء دبابات “برامس”، إلى جانب مجموعة من المعدات العسكرية، ومؤخرا تم في إطار شراكة بين المغرب وأمريكا، الاتفاق على مجموعة من الصفقات العسكرية إلى جانب الاستثمار في مجال التصنيع العسكري، في إطار اتفاقية ستمتد من 2020 إلى 22030.

وبالتالي فإن مسألة تزامن إقرار الرئاسة الأمريكية بالاعتراف بمغربية الصحراء، واحتوائه على بند يروم تقديم صفقة تهم بالأساس شراء او اقتناء بعض طائرات “درون”، كل هذا يدخل في إطار هذه السيرورة، خاصة وHن المغرب يشكل حليف عسكري رئيسا بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، وهو الشيء الذي يظهر في مجموعة من المناورات التي تجمع بينهما، بما فيها “مناورات الأسد الإفريقي”.

بالتالي فهذه المناورات تدخل في إطار التعاون العسكري بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، والذي سيتطور في مستقبل الأيام، نظرا للتحديات المطروحة على صعيد المنطقة وعلى الصعيد الدولي.

ما هو الأثر الذي قد تحدثه هذه الصفقة في تطوير العتاد العسكري المغربي؟

منذ تولي الملك محمد السادس للحكم بدأ في تطوير التسليح والمعدات العسكرية للجيش المغربي، سواء فيما يتعلق بأقمار التجسس، التي بالمناسبة تم اقتناؤها من طرف فرنسا، لأن المغرب يحرص على تنويع مصادر تسلخه. فرغم أن الولايات المتحدة الأمريكية تعد سوقا رئيسا، فهذا لا يمنع أن يقوم المغرب باقتناء معدات من طرف مصادر أخرى للتزويد العسكري.

وكما قلت إنه في إطار هذا التطوير، خاصة الذي يشمل مجال الأسطول الجوي، اقتنى المغرب آخر طراز في الطائرات العسكرية وهي “إف-16” وعمل أيضا على اقتناء طائرا “فايبر” بشكل آخر من الطائرات المتطورة.

ففي هذا الإطار عمل أيضا على اقتناء طائرات “درون”، المعروف بأنها من أحدث الطائرات بدون طيار، من حيث فاعليتها في التجسس وضرب المواقع العسكرية بشكل دقيق، والمغرب محتاج لهذه الطائرات.

وضمن هذا الاتفاق يعتزم المغرب اقتناء خمس طائرات تقريبا، من هذا النوع، نظرا كما قلت لحاجة المغرب للاستعداد لمواجهة أي تحرك على المستوى الحدودي مع الجزائر، أو تحركات البوليساريو.

والمعروف أن أمريكا عادة لا تسمح ببيع هذه الطائرات إلا لعدد محدود من الدول والمغرب يعد إحدى هذه الدول، فيقتني هذه الطائرات لتعزيزي أسطوله الجوي العسكري.

ما يروج حاليا هو عزم أمريكا بيع أربع طائرات كبيرة مسيرة من طراز “إم كيو- 9 بي”، وذخائر موجهة بدقة عالية، في نظرك، هل هذه الصفقة قادرة على قلب التوازنات الإقليمية على مستوى العتاد العسكري؟

في ما يخص منطقة شمال إفريقيا، المعروف أن الدول التي تعد قوة إقليمية في المنطقة، هي كل من مصر والجزائر والمغرب، وتعمل كل واحدة من جانبها على اقتناء أحدث الأسلحة، خاصة على المستوى الجوي.

بمعنى أن المغرب في إطار تسابقه نحو التسلح، خاصة مع الجزائر، يسعى إلى دعم وتطوير أسطوله الجوي، وبالتالي حصوله على هذه الطائرات. إضافة إلى اقتنائه لقمرين تجسسيين، محمد السادس الأول والثاني، وأكيد أنه سيدعم موقعه العسكري، خاصة على مستوى شمال إفريقيا.

خاصة أن للمغرب علاقات تعاون وتحالف مع قوى كبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وأكايد أن حصول المغرب على هذه النوعية من الطائرات، والتي لن تسح أمريكا ببيعها إلا لدول محددة، سيقوي موقعه بشمال إفريقيا خاصة من الناحية السياسية والعسكرية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x