2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
أين اختفى تطبيق “وقايتنا” الذي كلف وزارة الصحة الملايين؟

بعد أشهر من إطلاق تطبيق “وقايتنا” تحت إشراف وزارتي الداخلية والصحة، وبتعاون مع وكالة التنمية الرقمية والوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، ومساهمة عدد من المقاولات الوطنية، بهدف الإشعار باحتمال التعرض لعدوى فيروس كورونا، وما عرفه من حملة واسعة للتحسيس تحت شعار “بوقايتنا….نبقاو على بال”، ومن جدل ونقاش بين المواطنين، غاب الحديث فجأة عن التطبيق في الآونة الأخيرة، ولم تصدر وزارة الصحة لحدود الساعة تقييمها له، وحاولت “آشكاين” التواصل مع الجهات الوصية من وزارة الصحة ولم تتلقى أي رد.
وكان آخر بلاغ صادر عن وزارة الصحة بخصوص تطبيق “وقايتنا” في تاريخ 25 يونيو المنصرم، أي في فترة الحجر الصحي المنزلي، قد أشار بأن التطبيق “يتجاوز عتبة مليوني تحميل”.
وعاد التساؤل عن التطبيق، يحتل نقاشات رواد التواصل الاجتماعي، في الآونة الأخيرة، من قبيل “أين غاب التحسيس بخصوص تحميل تطبيق وقايتنا؟ هل فعلا التطبيق يعمل من أجل التجسس على المواطنين؟ هل التطبيق لم يُحدث نجاعته فاضطرت وزارة الصحة أن تصمت بخصوصه؟ ومن سيحاسب عن الكلفة المالية لهذا التطبيق؟”.
ونشر عدد من المواطنين في حساباتهم على الفيسبوك، بكونهم اضطروا إلى حذف التطبيق من هواتفهم الذكية لأنهم يستهلك بطاريات هاتفهم، فيما أفاد البعض الآخر عن عدم تحميلهم للتطبيق لأنهم لم يلاحظوا أي مستجد يشجعهم على التحميل.
ربما وزارة الصحة لم تجد له وقتا كافيا
من جهته زهير لخديسي، المدير العام لشركة “ديال تيكنولوجي” المساهمة في تطوير تطبيق “وقايتنا”، تساءل في حديثه مع “آشكاين”، “لا أدري ما الهدف الحقيقي الذي سعت إليه وزارة الصحة من خلال التطبيق، فذلك مرتبط بظروف عمل الوزارة، ومدى حاجتها إلى المعلومات المحصل عليها من خلال التطبيق، الذي يعمل جيدا، أما عن تطويرنا له فقد كان بشكل تطوعي، لم نتلقى عنه أي تعويض مادي، إذ كان هدفنا الأساسي هو المساهمة من طرف شركتنا كشيء من المواطنة”، مشيرا “من حق المواطن التساؤل عن سبب صمت وزارة الصحة بعد أشهر من إطلاق تطبيق “وقايتنا”.
وأضاف، “هدفنا نحن من التطبيق هو إنقاذ حياة المواطن، لكن ربما وزارة الصحة لم تجد له وقتا كافيا في الآونة الأخيرة، خاصة مع ارتفاع نسب المصابين بفيروس كورونا”، مشيرا إلى أن “تطوير تطبيق وقايتنا هو لصالح الدولة من أجل ترقب المخالطين والمصابين، بكثير من السهولة”، مردفا “التطبيق بمجرد ما انتهينا من تطويره قمنا بتسليمه لوزارة الصحية، وهي الوحيدة الآن المخول لها الزيادة في تطويره، أو رؤية المعطيات الخاصة المتعلقة به، أو معرفة عدد المواطنين المستخدمين له”.
قبل إطلاق التطبيق بأيام قليلة
وكان قد قال محمد اليوبي، مدير مديرية علم الأوبئة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة، قبل إطلاق التطبيق بأيام قليلة، إن “التطبيق المعلوماتي للإشعار وتتبع الحالات المحتملة التي تعرضت لفيروس كورونا، سيمكن من تشخيص الحالات المخالطة للمصابين بالفيروس والتكفل بها بسرعة أكثر، سيمكن من التكفل بالحالات المخالطة قبل ظهور الأعراض عليها، وتفادي المضاعفات والوفيات، والحد من انتقال الفيروس لأشخاص آخرين وتفشيه في المجتمع”.
وعن التطبيق، كان قد قال أمين رغيب، خبير معلوماتي، في فيديو له توضيحي على قناته باليوتيب، إن “التطبيق سيعتمد على تبادل هوية المستخدم عبر البلوتوث، بين هاتفين، أحدهما يعود إلى شخص سيتم تحديده لاحقا كحالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، بينما يعود الهاتف الثاني للشخص المخالط الذي سيتوصل بإشعار يتضمن مجموعة من الإرشادات المتعلقة بكيفية التكفل بحالته”.
من جهته، كان قد أوضح عبد الحق الحراق، مدير أنظمة المعلومات والاتصال بوزارة الداخلية، خلال ندوة صحفية مشتركة عن بعد منظمة بين وزارة الصحة ووزارة الداخلية لتقديم “وقايتنا”، أن هذا “التطبيق المغربي المحض تم تطويره من طرف فريق مكون من 40 شخصا من مختلف القطاعات العمومية والخاصة، اعتمادا على مبادئ الذكاء الجماعي والابتكار والمرونة، وشهد مشاركة طوعية لمجموعة من المقاولات الوطنية الناشئة”.