2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

تواصل أوراق شجرة الشخصيات البارزة في المغرب بالتساقط تباعا، بعدما تمكن منها الفيروس التاجي، ليغادرنا إلى دار البقاء الناقد السينمائي والمدير السابق للقناة الثانية والمركز السينمائي المغربي، نور الدين الصايل، ليلة الثلاثاء الأربعاء، عن عمر 73 سنة.
عاشق للسينما ولاعب كرة قدم
ولد نور الدين الصايل بمدينة طنجة أواخر أربعينيات القرن الماضي، وترعرع فيها ليبرز عشقه للسينما، بتردده المتواصل على القاعات السينمائية العتيقة، ليطل بذلك على السينما العالمية مدبلجة حينها باللغة الإسبانية.
بالموازاة مع حب الصايل للسينما، كان رياضيا يمارس كرة القدم مع الفريق الأول بمدينة طنجة، وظل يلعب لصالحه حتى بعد انتقاله لدراسة الفلسفة بمدينة الرباط.
مسيرة مهنية حافلة لـ”عراب السينما المغربية”
نورد الدين الصايل، أحد الأسماء اللامعة في الساحة الثقافي، أو “عراب السينما” كما يصفه بعض النقاد. زخرت مسيرته المهنية بالعطاء المتواصل الذي جمع فيه بين الإنتاج وكتابة السيناريو والرواية.
ترأس في بدايات مسيرته الفيدرالية الوطنية لنوادي السينما بالمغرب، بعدما عمل على تأسيسها، رفقة العديد من الرواد في المجال، سنة 1973، وظل رئيسا لها لمدة 10 سنوات، والتي أسهمت بشكل ملحوظ في نشر الثقافة السينمائية بالمغرب.
وانطلقت بداية مساره المهني في القناة التلفزية المغربية الأولى ومستشارا للقناة الثانية في أوائل افتتاحها في ثمانينيات القرن الماضي، لينتقل للعمل في القناة التلفزية الفرنسية “كنال بلوس أوريزون”، للإشراف على إدارة البرامج بها.
الحس التواصلي الذي تمتع به الصايل مكنه من العودة للقناة الثانية، وهذه المرة ليصبح مشرفا على الإدارة العامة للقناة الثانية طيلة ثلاث سنوات امتدت بين 2000 و 2003.
لينتقل بعدها لرئاسة المركز السينمائي المغربي طيلة 11 سنة، امتدت من 2003 إلى 2014، وهي الفترة التي يعتبرها نقاد السينما “من أزهى فترات السينما المغربية من حيث كم الإنتاج وجودته”.
حركيته المتواصلة بين المحاضرة والتدريس وترأس اللجان وعضويتها، دفعته لتأسيس مهرجان خريبكة للسينما الذي يشكل موعدا هاما بالنسبة لمهنيي السينما الأفريقية، الذين يحجون إليه من مختلف دول القارة.
“رجل السينما الحقيقي”
فيما قال عنه مسؤول القسم الثقافي بقناة “ميدي1 تيفي”، بلال مرميد، انه “رجل السينما الحقيقي، إذ انتقلت معه السينما المغربية من 3 أفلام سنويا، إلى 20 فيلم سنويا بعد توليه منصب مدير المركز السينمائي المغربي، مؤكدا على أنه بمثابة ” باعث للروح في السينما المغربية كما وكيفا”.
وأكد مرميد، في تصريح صحفي لقناة “ميدي1 تيفي”، أن “الراحل كانت له نظرة وتصور واضحين لتطوير السينما المغربية، إذ كان يحرص على مرور السينما من إنتاج 3 أفلام سنويا إلى عدد محتم من الإنتاجات، وبعدها نبحث عن كيف يمكن أن تصبح محترما”، موردا أن “هذا ما نعيشه اليوم”.