لماذا وإلى أين ؟

محام يتهم وزارة الصحة بـ”التقصير” في إنقاذ الغماري

قال جمال الدين معتوق، الخبير القانوني، إن الصحافي الراحل صلاح الدين الغماري “بعد أن تعرض لضيق في التنفس، وفقد وعيه، تدخل طبيب جاره لمساعدته بالإسعافات الأولية للتنفس، بينما تأخرت سيارة الإسعاف في الحضور إلى عين المكان، وأتت بعد ثلاثين دقيقة من الاتصال بهم بدون توفرها على الأكسجين، مما اضطرهم لانتظار سيارة إسعاف ثانية بها القليل فقط من الأكسجين، ثم حين وصولهم للمصحة الأولى في مدينة المحمدية لم يجدوا بها مكانا، وقبل وصولهم إلى المصحة الثانية توفي صلاح”.

وأضاف المحامي معتوق، في حديث له على إحدى الإذاعات الخاصة، “نعم نحن مسلمين ونؤمن أنه حين تأتي ساعة الإنسان لا يستقدم ولا يستأخر، ولكن يجب على الإنسان القيام بعمله وواجبه على أحسن وجه”، متسائلا “كيف يعقل أن لا تتزود سيارة الإسعاف بالأكسجين اللازم لإنقاذ حياة إنسان؟، لأنه في الواقع يستحيل أن لا تتزود سيارة الإسعاف بقنينة للأكسجين أو قنينتين، وهي أشياء ضرورية للتنقل الاستعجالي”.

وزاد معتوق، “السيارة التي أتت لتقل الراحل صلاح الدين الغماري، كانت تابعة لوزارة الصحة، الشيء الذي يُظهر ضُعف منظومتنا الصحية، وأنها لا ترقى إلى مستوى الإنسان والمواطن المغربي”، مشيرا “حرام أن لا يكون هناك تتبع لهذا القطاع الحيوي والهام من طرف المسؤولين عليه، أتمنى من وزارة الصحة فتح تحقيق في هذا الملف، لتُخبرنا هل هناك تقصير في الأمر”.

“إذا ثبت أن هناك أي تقصير ستكون هناك متابعات قانونية” ويضيف المتحدث نفسه، مشيرا “لأن الأمر سيكون متعلقا بقتل غير عمد إذا تبث التقصير، لأنه إن كانت هناك قنينة أكسجين في سيارة الإسعاف كان من الممكن أن يتم إنقاذ الصحافي الراحل صلاح الدين الغماري”، مؤكدا “إذا تبث التقصير يجب معاقبة المسؤولين”.

ووجه جمال الدين معتوق، سؤالا لوزير الصحة، “هل له إلمام بأن هناك سيارات إسعاف بدون تجهيزات كافية لإنقاذ حياة الإنسان، أهمها قنينات الأكسجين، وهل هناك مراقبة، هل هناك تقارير مُنجزة على جودة سيارات الإسعاف، هل نهتم فقط بالسيارات الفخمة للمسؤولين وننسى الاهتمام بسيارات الإسعاف التي تهم إنقاذ حياة المواطن”.

فيما رجت مواقع التواصل الاجتماعي بعد وفاة الصحافي صلاح الدين الغماري، بمنشورات لمواطنين يستنكرون “ردائة المنظومة الصحية في المغرب، وضعف خدماتها”، مشيرين إلى “تأخر سيارات الإسعاف في الوصول لعين مكان الشخص المريض، ونقص الأكسجين في كل من سيارات الإسعاف والمستشفيات”.

وقالت فوزية مواطنة مغربية في تعليق لها على الموضوع، “للأسف قطاع الصحة في المغرب يعرف حالة متدهورة، والنموذج الحي نراه من داخل المستشفيات العمومية، وللأسف ما أكثر الأشخاص الذين توفوا نتيجة تأخر سيارات الإسعاف، ونتيجة عدم التوفر على الأكسجين الكافي، ما أكثر الحالات المشابهة لصلاح الدين، وهنا يجب فعلا تفعيل ربط المسؤولية بالمحاسبة”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

3 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
مغربي
المعلق(ة)
17 ديسمبر 2020 10:16

التجهيزات الصحية مهملة ومتقشفة لكن التعويضات سخية والسيارات الفارهة لا تعرف أي تقشف !

طالب موجز
المعلق(ة)
16 ديسمبر 2020 23:16

فعلاً لا حياة لمن تنادي كما قال الأخ
الكل يعرف واقع المنظومة الصحية و المرتبطة كذلك بالمنظومة التعليمية و بمفهوم أكبر ألا و هو الديمقراطية مفارقة بسيطة و فرق شاسع بين الواقع و الخيال… اعلام عمومي يرسم صورة حسنة… او بالأحرى صباغة الواقع الذي لا يخفى على أحد… ف الى متى؟؟؟

Berkani
المعلق(ة)
16 ديسمبر 2020 19:44

لاحياة لمن تنادي.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x