هل سيربح المغرب اقتصاديا من التطبيع مع إسرائيل؟ .. خبراء يجيبون
اختلفت قراءات المحللين الاقتصاديين حول سؤال “ماذا سيجني المغرب اقتصاديا من علاقته بإسرائيل”، بين من يرى أن الدولة العبرية رائدة في مجالات تشكل نقطة ضعف بالنسبة للمغرب، وسيكون للعلاقات الثنائية بين البلدين انعكاس إيجابي على الجانبين.
بينما يرى فريق معارض أن الأمر لن يتجاوز انتعاشا نسبيا في المجال السياحي، مقابل آخرين يرون أن المغرب لن يجني شيئا من علاقة تتأرجح لصالح الإسرائيليين.
الكتاني: ملايير أمريكا في الصحراء لا تعني شيئا
عبر الخبير الاقتصادي عمر الكتاني عن تخوفه من الاستثمار الأمريكي في الصحراء المغربية، قائلا: “نحن أقزام أمام أمريكا، التي خططت منذ سنوات على تقسيم العالم الإسلامي لأنه غني، وبالتالي يجب أن تتجزأ، وما حصل في العراق وسوريا دليل على هذا، وهناك دول فلتت من هذا المخطط، ونحن فتحنا الباب بمصراعيه، والحسن الثاني كان يتحفظ من علاقته بأمريكا”.
واعتبر في تصريح لـ”آشكاين”، أن “ملايير من الدولارات في الجنوب لا تعني شيئا ولن تخلق جنة في المناطق الجنوبية، وممكن ان تخصص مليارا ونصف لبناء قاعدة، وهذا الكرم لا ينبئ بالخير، ومستقبل المغرب هو الاستثمار في التعليم والتثقيف ومراكز البحث وتطوير الكفاءات وغيرها”.
الشرقي: اسرائيل رائدة في عدد من المجالات المتطورة
من جهته، قال محمد الشرقي، الخبير الاقتصادي، إن الإعلان الأمريكي سبقته روح وطنية بعد تحرير الكركرات، إذ شعر المغاربة بالاعتزاز والفخر وكان هناك إجماع داخل المجتمع، أي أن هذه التحولات تعزز هذا الإجماع وهده الروح والشعور بالانتصار للشرعية الوطنية التي أكدتها الشرعية الدولية، قبل أن تتوالى عمليات افتتاح القنصليات الدولية في الصحراء تحت تنويه دولي أيضا، قبل أن يأتي الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء وهو ما زاد من فخر المغاربة.
وعن ما سيجنيه المغرب اقتصاديا من علاقته بإسرائيل في خضك هذا الاتفاق، أشار الشرقي في اتصال بالجريدة إلى أن الأخيرة تمتلك شركات كبرى تعمل في كبرى الدول، وتريد أن تدخل افريقي، والمغرب بوابة نحو القارة وهذه حقيقة لا غبار عليها، واسرائيل لها مصالح للدخول عبر المغرب، وقد سبق لها أن طلبت الانضمام كعضو شرفي أو عضو ملاحظ في منظمة سيدياو.
وأضاف الشرقي أن “العلاقات الاقتصادية فهي متنوعة، فمثلا هناك السياحة، هناك إسرائيليون يريدون العودة إلى بلدهم وهناك من يريد زيارة عائلته. إلى جانب التكنولوجيا والبحث العلمي والأقمار الاصطناعية والاتصالات والتواصل والذكاء الاصطناعي، فالإسرائيليون متفوقون في هذا المجال ولا ينكر أحد. ونحن نعتمد على الفلاحة والزراعة ولهم تطور في هذا المجال”.
وأبرز أن الاسرائيليين متطورون في المعاملات المالية، ويريدون ولوج السوق المغربية عبر مركز الدار البيضاء، ولديهم رغبة للامتداد نحو افريقيا وأوروبا، وهذا التنافس حول المغرب إلى منصة”.
وشدد الخبير الاقتصادي في حديثه مع آشكاين على أن الإدارة الأمريكية المقبلة لديها اهتمام بإفريقيا، وقد أتى بايدن إلى مؤتمر الأعمال الافريقية في مراكش منذ سنوات، وبالتالي تهتم أيضا بالاستثمار في القارة ولا تريد أن تترك فراغا أمام التنافس الصيني الروسي الأوروربي”.
أقصبي: الاقتصاد الوطني غير قادر على مجاراة
في سياق القراءات التحليلية كان عمر أقصبي، المحلل الاقتصادي، قد أكد في مداخلة ضمن ندوة نظمتها مؤسسة محمد عابد الجابري للفكر والثقافة، مساء الأربعاء الماضي، حول “تحديات المشهد الاقتصادي.. والوضع العربي”، أن “الواقع الاقتصادي المغربي لن يؤدي إلى النتائج التي يتم تسويقها، وهذه الصفقة ستكون لصالح الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل على حساب المغرب واقتصاده”.
واعتبر أن الاقتصاد المغربي غير قادر على مجاراة نظيره الإسرائيلي، متوقعا أن تكون الحصيلة مشابهة للحصيلة المحققة من اتفاقية التبادل الحر مع الولايات المتحدة الأمريكية. موضحا أن الاقتصاد الإسرائيلي قوي ومتطور؛ وهو ما تزكّيه الأرقام المتعلقة بالناتج الداخلي الخام في إسرائيل، حيث ناهز، في سنة 2019، سقف 400 مليار دولار أمريكي، بينما سجل الناتج الداخلي في المغرب 117 مليار دولار.
