لماذا وإلى أين ؟

أسيدون يكشف سر منع وقفة مناهضة التطبيع المغربي الإسرائيلي (حوار)

في خضم تسارع الأحداث التي تعرفها السياسة المغربية، جراء اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء، وإعلان استئناف العلاقات مع إسرائيل، وترقب زيارة رسمية لرئيس مجلس الأمن القومي لإسرائيل، ومستشار الرئيس الأمريكي، تصاعدت الآراء واختلفت، بين داعم لهذه القرارات، وبين رافض لها.

وفي هذا السياق، حاورت “آشكاين” سيون أسيدون، ناشط حقوقي من مواليد مدينة آسفي، مغربي من الديانة اليهودية، يشتغل في دعم القضية الفلسطينية، ورئيس حملة مناهضة  التطبيع مع إسرائيل.

 نص الحوار

بداية، ما هي قراءتكم لقرار استئناف العلاقات بين المغرب واسرائيل؟

إن العلاقات التطبيعية ما بين المغرب ودولة احتلال فلسطين قديمة ولا يمكن أن نتكلم عن استئناف بل هي متواجدة منذ 10 دجنبر، مرت إلى مرحلة جديدة تختلف عن سابقتها في النوعية، مثلا الجانب العسكري منها  كما سنراه، وفي التكثيف.

لم يكن تطبيع النظام المغربي مع محتلي فلسطين في الماضي سرياً لكنه كان مستوراً، يستحيل التداول بصدده عبر وسائل الإعلام، وعندما كنا نسائل المسؤولين كنا نوجه بالنكران، بينما كان يمكن لأي باحث أن يكشف ما وراء “المستور” بسهولة نسبية ونحن، حملة (bds) لمقاطعة إسرائيل، ولسحب الاستثمارات منها ولفرض العقوبات عليها، قمنا بهذا العمل وبفضح هذا الواقع وبمساءلة المسؤولين بصدده.

وهكذا إذن، كان هناك تطبيع اقتصادي منذ زمان، فتروج في الأسواق المغربية عدد من المواد المصنوعة في فلسطين المحتلة، والتي يستفيد من ترويجها المحتلين، منها آلات وتجهيزات لم تروج في أسواق الاستهلاك العامة ومنها ما يمكن لأي مستهلك أن يشتريه.

مثل تمور ‘المدجول’ ودواء منتوج في المغرب ولكن الملكية الفكرية لهذا الدواء تجعل المحتلين يتوصلون من جزء من ثمن الذي يدفع المواطن المغربي مقابله، ومن المنتظر أن يزداد هذا النوع من المواد في الوضعية الجديدة، وهكذا سيستفيد محتلو فلسطين من فتح أسواق الاستهلاك المغربية أمامهم، وبالإضافة إلى ذلك هناك مواد لأسواق مختصة مثل تجهيزات (للضخ الماء، وتصفيته وللسقي) المستعملة في الفلاحة منها منتوجات شركة الصهيونية، ومنها بذور شركتين المنتوجة، في الأراضي المحتلة التي شرعت الدولة بتوزيعها في أسواقنا، وهو ما نسميه بالتطبيع الفلاحي.

أما ما نسميه بالتطبيع البحري فهو في السماح للسفن الصهيونية التي تدخل ميناء الدار البيضاء منذ الثمانينات وميناء طنجة منذ بداية الألفية.

ناهيك عن التطبيع السياحي حيث تسمح السلطات الرسمية بالدخول إلى المغرب لأناس هم مجرمو حرب حيث يحملون السلاح ضد الشعب الفلسطيني، أي مستوطن، ذكر وأنثى، في دولة الاحتلال، يمارس 3 سنوات في الخدمة العسكرية بالإضافة إلى مدة شهر في الاحتياطي سنوياً في جيش الاحتلال، وعندئذ يقترف ما يسميه القانون الدولي بجرائم حرب كلما تم إطلاق النار على المدنيين الفلسطينيين، وهذا شيء يومي في فلسطين.

أما التطبيع المخابراتي فهو أقدمهم وهو مسلسل طويل، أول حصته مساعدة المنظمة الصهيونية في التهجير لجزء من طوائف المغاربة اليهود التي هي جزء من الشعب المغربي ونقلهم إلى فلسطين ليصبحوا بين عشية وضحاها مستوطنين حاملي سلاح ضد الفلسطينيين.

وأصعب الأنواع من التطبيع هو التطبيع العسكري الذي تجلى مثلا في اختيار تجهيزات إلكترونية، أما الآن، فنحن في ما هو الأخطر في المرحلة الجديدة ألا وهو دخول المغرب إلى جانب الملكيات الخليجية المطبعة في حلف عسكري مع دولة الاحتلال تحت المظلة الأمريكية.

ما هي كواليس الوقفة الاحتجاجية التي أقيمت بمدينة الرباط، ولماذا تم منعها في نظركم من طرف السلطات؟

لا يمكن أن نسمي ب”كواليس” ما شهدناه من اصطفاف ألفين أو ثلاث آلاف من قوات “القمع” في شوارع الرباط وبالأخص في شارع محمد الخامس لمنع الوقفة أمام البرلمان التي دعت إليها ست جمعيات مقاومة للتطبيع، فالهدف كان واضحاً، حرية التعبير عن رأي مخالف للرأي الرسمي محظورة، حرية استنكار تطبيع المغرب الرسمي مع محتلي فلسطين استنكاراً بالجهر وفي الشارع محظورة…

أما عن “أسرار” هذا الحدث وهو “سر” موثق بالفيديوهات إصرار أحد ضباط قوى الأمن على إزالة الكوفية الفلسطينية من المشهد والاستيلاء عليها، إذا كانت من مبادرته الفردية فهي فضيحة لأنها تبين تربية المكلفين ب”القمع” وما يكنون لفلسطين ورموزها من مشاعر، وإذا كانت من التعليمات فهي أفضح.

لا يعرف الكثيرون أنه في سنة 1968 عدت من فرنسا إلى المغرب، وعشت حينها ما يسمى ب”سنوات الرصاص” ما أبرز التفاصيل التي عايشتها خلال هذه الفترة؟

بعجلة، مثل عدد من الشبان المغاربة في الستينات، سافرت إلى فرنسا وبقيت فيها سنتين أدرس الرياضيات ورجعت في نهاية السنة 1968 لأكمل دراستي في الرباط، وأنا من الجيل الذي نشط ويأمن بضرورة تغيير الأوضاع في بلدي واعتقلت على إثرها وبقيت في السجن لسنوات.

وعند خروجي، استمررت في نشاطي كناشط حقوقي في ميادين مختلفة، ضد الرشوة والفساد مع ترانسبارنسي المغرب، وابتداءً من 2010 كان همي وعملي مركزينً على مناصرة قضية تحرير الشعب الفلسطيني في إطار حملة المقاطعة المعروفة بالحروف bds.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

2 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
متتبع
المعلق(ة)
19 ديسمبر 2020 13:14

ولماذا لم تلتحق باحدى الفصائل وتشارك في المقاومة المسلحة خصوصا وانه بامكانك الدخول الى فلسطين بسهولة ام انك فضلت المقاومة من الفنادق الفخمة اما عن سجنك فهو تعاونك مع البولزاريو والجزائر لانهم دفعوا لك اكثر حتى تتنكر لحق المغرب في ارضه باركة من التجارة بالكلام والشعارات الفارغة فمظم من يدعون انهم حقوقيون تجدهم مع من يدفع اكثر. انت لست اكثر عطفا ومحبة للشعب الفلسطيني اكثر من المغاربة كفى من المزايدة.

Borass
المعلق(ة)
19 ديسمبر 2020 11:30

بمادا تساعد وقفاتكم الفلسطينيين و هم نفسهم يقولون لقد تعبنا من شعاراتكم الفارغة و اتركوننا نحل مشاكلنا ونحن لا نحتاجكم.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x