2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
أزيد من مليون مستخدم بقطاع المقاهي والمطاعم مهددون بالتشرد

في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد بالمملكة المغربية، والحديث عن اكتشاف سلالة جديدة من الفيروس، عدد من القطاعات الحيوية مسها الضرر والقلق، واشتكى العاملين فيها من تأزيم وضعيتهم الاجتماعية، كما هو الشأن بالنسبة لأكثر من مليون ونصف يد عاملة في أكثر من 200 ألف مقهى ومطعم في ربوع المملكة، وفقا لأرقام غير رسمية.
وفي هذا الصدد، يقول نور الدين الحراق رئيس الجمعية الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم بالمغرب، إن “القطاع كان يعيش في ظل أزمة كبيرة، ما قبل تفشي فيروس كورونا بالمملكة المغربية، لكن في فترة الحجر الصحي خصوصا تم تعميق الأزمة، والإحساس بالمعاناة” مشيرا “هناك مقاهي انخفض رقم معاملاتها إلى 70 في المائة، وهناك مقاهي أخرى رغم أنها مفتوحة إلا أنها لا تعرف إقبالا كبيرا، تقريبا الكل تضرر من هذا الوباء، خاصة أننا نعمل الآن بنسبة 50 في المائة فقط”.
فقدنا الأمل في 2020
“مهنيو المقاهي والمطاعم فقدو الأمل في سنة 2020″، يزيد الحراق في سياق حديثه، معلقا على القرار الأخير للحكومة بإغلاق المقاهي لمدة ثلاثة أسابيع بأربعة مدن مغربية بأن مهنيو القطاع “يعرفون جيدا أنه من الصعب رفع رقم معاملاتهم في نهاية رأس السنة، خاصة مع تشديد التدابير الاحترازية المتخذة من طرف الحكومة، كل ما نتمناه الآن هو أن تكون السنة القادمة أفضل، وأن يرفع الله هذا الوباء”.
ويضيف الحراق، في حديثه مع “آشكاين” إن “توقيت عمل المقاهي أصبح رهينا بالوضعية الوبائية التي تعيشها كل مدينة، عموما يتراوح ما بين السابعة مساءا، إلى حدود الساعة الحادي عشر ليلا، وطبعا في ظل العمل وفق هذا التوقيت، أصبح رقم المعاملات للمقاهي والمطاعم منخفض، مما شكل معاناة مضاعفة بالنسبة لمهنيين القطاع”.
القطاع يعرف عشوائية
ولعدم توفر رقم إحصائي رسمي لعدد المقاهي المتواجدة في المغرب، يتأسف نور الدين بالقول “قطاع حيوي، يقوم بتشغيل أزيد من مليون ونصف يد عاملة، ويشكل قوة كبيرة من حيث الاستثمار، وله شراكات عمل مع عدد من القطاع الأخرى كصناع الكراسي، وشركات صنع وتوزيع القهوة، وغيرها، لكن للأسف لا يتوفر على أرقام رسمية، وليست هناك دراسة استراتيجية لمعرفة نقط قوة القطاع ونقط ضعفه”.
يزيد المتحدث ذاته، إن “هذا القطاع يفتقر لقانون منظم، إذ يعرف عشوائية كبيرة، وللأسف أيضا ليس هناك أي حدود ما بين تجارة وأخرى، إذ أصبحا نرى بائعين الخضر والمجازر وعدد من المحلات الأخرى لهم آلات بيع القهوة”.
“شُل القطاع” بهذه العبارة يزيد نور الدين الحراق، في سرد نسبة المعاناة التي لحقت بالقطاع قائلا: إن “عدد كبير من الأجراء غير مصرح بهم لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وقد راسلنا مرارا وزير الشغل بخصوص هذه المسألة، وقمنا بتنبيهه من خطورة الوضع الذي يعيشه الأجراء، وأخبرناه بأن أرباب المقاهي لا يريدون الضرر للأجراء، ولكن طبيعة عملنا من الصعب فيها تنزيل كافة القوانين المقررة”.
إكراهات المجال لا تُعد ولا تُحصى
“هناك نوع من الانتقاص والحيف في التعامل معنا” يزيد الحراق، مشيرا “قمنا بمراسلة كل من رئيس الحكومة وعدد من الوزارات والمؤسسات المعنية بالقطاع، وللأسف لم نتلقى تجاوبا، كذلك هو الأمر بالنسبة للجماعات المحلية التي استمرت في إرسال إشعاراتها إلينا”، مؤكدا “القطاع يعرف ضررا كبيرا، وليست هناك أي التفاتة إلينا، على الأقل يجب القيام بعدد من الإجراءات الملموسة الكفيلة بتخفيف معاناة الشغيلة، مقارنة بدول أخرى التي قامت بإجراءات للتخفيف من الضرر الذي عاشه هذا القطاع الحيوي”.
وختم الحراق، حديثه مع “آشكاين” قائلا “حاليا هناك نقاش مع ممثلي الأجراء، ومع النقابات على أساس انعقاد جلسة عمل مع مدير الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، ووزير الشغل، من أجل توضيح الصورة حول ما يقع في هذا القطاع، إذ ما نعيشه الآن هو أزمة حقيقية، وهذا أمر غير منطقي، ولا بد من تصحيح للوضعية، لا بد من الحسم في الموضوع”.