لماذا وإلى أين ؟

هل تصلح تحاليل “بي سي إر” للكشف عن السلالة الجديدة لكورونا؟ .. البوزيدي يجيب (حوار)

شهدت الحالة الوبائية بالمغرب مؤخرا تراجعا على مستوى الأرقام والإحصائيات اليومية المعلن عنها من طرف وزارة الصحة، حيث لوحظ ليس فقط تراجعا على مستو إصابات الأشخاص بفيروس كوفيد19، وإنما حتى تراجعا على مستوى عدد التحليلات التي أصبحت تجريها الوزارة والتي تراجعت من أزيد من 17 ألف تحليلة في اليوم إلى حوالي 8 ألاف في اليوم، وهو الرقم الذي أظهرته نشرة كوفيد اليومية ليوم الإثنين 21 دجنبر الجاري.

وفي هذا الصدد، أكد الدكتور جمال الدين البوزيدي، الأخصائي في الأمراض الرئوية، في حوار مع “آشكاين” أن الأرقام لا تعكس الواقع وأن الوزارة الوصية تخلت منذ مدة عن التزاماتها في تدبير الجائحة وفق الاستراتيجية القديمة التي اعتمدتها والتي كانت ناجحة، بحسبه، مبرزا في ذات الوقت أن الحالة الوبائية في المغرب تعرف حالة من الضبابية سببها سياسة الوزارة.

وتطرق البوزيدي في هذا الحوار إلى الحديث عن السلالة الجديدة لفيروس كوفيد19 التي أربكت العالم وعجلت بإغلاق بعض الدول لحدودها مع بريطانيا، ومن بينها المغرب، كما أجاب عن بعض الأسئلة المرتبطة بطريقة الكشف عن هذه السلالة وما إذا كانت اللقاحات المعلن عنها لحد الساعة فعالة أم لا؟

نص الحوار:

انخفضت عدد تحليلات كورونا مؤخرا، فما قراءتكم للأرقام المعلن عنها يوميا من قبل وزارة الصحة بخصوص الحالة الوبائية ؟

في الحقيقة لايمكن الإجابة عن الشق الأول المتعلق بانخفاض عدد تحليلات كورونا لأن الأسباب تعرفها الوزارة وحدها، لكن ما يمكن أن أؤكد عليه هو أن الأرقام بصفة عامة لا علاقة لها بالواقع، ليس في المغرب وحسب بل وفي العالم بأسره، فالإحصائيات اليومية لا تمثل ذلك اليوم بعينه كما أن هناك العديد من المرضى الحاملين للفيروس لا تبدو عليهم الأعراض ولا يجرون تحاليل “بي سي إر”.

ونأخذ مثالا ليوم الإثنين (12دجنبر)، تم تسجيل تقريبا 877 حالة وهي أقل حصيلة منذ أشهر، في نظري هي ليست الحصيلة الحقيقية ليوم الإثنين، علما بأن المختبرات لا تعمل نهاية الأسبوع، وبالتالي يقع تراكم للتحليلات وفي بعض الأحيان لا يتم احتسابها في ذلك اليوم بذاته لأن المختبرات لا تقدم إحصائياتها بالكامل للوزارة في الوقت ذاته. إذن تقييم الأرقام أو الحالة الوبائية لن يكون موضوعيا في هذه الحالة وأؤكد على أن أرقام يوم الإثنين لا يمكن الاعتماد عليها بتاتا.

مقاطعة.. هل نفهم أن وزارة الصحة تتعمد ترك الوضعية الوبائية بالمغرب غير مفهومة؟

في المرحلة الأخيرة لاحظنا أن هناك نوع من التراخي في التشخيص الشامل للفيروس وفي المتابعة، حيث أن في المرحلة الأولى كانت هناك متابعة قوية ومنظمة وكانت القاعدة العامة تقول إن أي شخص ظهرت عليه أعراض المرض نقدم له الأدوية مباشرة وعندما تخرج نتائح التحليلة “بي سي إر” إيجابية نسارع بتقديم الدواء للمخالطين أو نجري لهم التحليلات ثم نخضعهم للحجر الصحي، وهذه الطريقة التي تسمى dépistage traitement et confinement اعتمدتها عدد من الدول التي نجحت في كبحها نوعا ما الفيروس كألمانيا.

لكن للأسف الوزراة تخلت عن هذه الاستراتيجية، مما جعل الحالة الوبائية في المغرب تفقد البوصلة، الأمر الذي ترجمته عدد من الوقائع من بينها أن المريض أو الذي ظهرت عليه أعراض المرض عندما يريد إجراء تحليلة كورونا قد يصل به الحد إلى أن ينتظر موعده بعد 3 أيام ناهيك عن انتظاره لنتائج هذه التحليلة، وفي أحايين أخرى يمكن أن تأتي التحاليل إيجابية ولا يتم مباشرة علاج المرضى في الوقت أو تقديم لهم البروتوكول العلاجي.

ما تعليقكم على ظهور السلالة الجديدة التي أربكت عددا من الدول وهل يجب القلق من هذه الطفرة الجديدة للفيروس؟

من المعلوم أن جميع الفيروسات تعرف طفرات متعددة ومختلفة، وفيروس كوفيد19 عرف، وفق خبراء في المجال، ما يناهز 180 طفرة جينية وحاليا فيه 7 أنواع، لكنها لا تختلف من حيث الجينوم والخصائص السطحية لها، وما يميز هذه السلالة الجديدة أنها أكثر انتشارا.

ومعلوم أيضا أنه من الناحية العلمية والبيولوجية أن الفيروس كل ما كانت سرعة انتشاره أكثر كل ما كانت شراسته أقل، وهذه قاعدة عامة لكن طبعا هناك استثناءات بحيث هناك بعض الطفرات التي تكون أكثر انتشارا تكون أيضا أكثر فتكا إلا أنها قليلة جدا.

وبحسب الدراسات، فإن هذه الطفرة وبحكم أنه لم يمر على ظهورها أزيد من شهر ونصف الشهر، فإنه ينتشر بالمقارنة بفصيلته بنسبة 70 في المائة، وبالتالي انتقال العدوى ستكون مضاعفة، و فيما يخص معدل الفتك فمن المبكر جدا أن نعرف الإجابة في هذا الوقت، ولكن حسب النتائج الأولية فإنه ليس أكثر فتكا أو شراسة من سابقه.

دكتور البوزيدي، هل تحليلة “بي سي إر” تبقى سارية المفعول للكشف عن هذه السلالة الجديدة وهل اللقاحات المعلن عنها ستكون فعالة ضد الفيروس مهما تحور؟

فعلا تحليلة “بي سي إر” تبقى منطبقة أو سارية المفعول على هذه الطفرة لأن الفيروس لم يغير من خصائصه السطحية التي تهدف جهاز المناعة، وكما قلت فيروس كوفيد19 عرف ما يناهز عن 180 طفرة جينية دون أن تتغير طريقة الكشف عنه.

وبخصوص اللقاحات، فإنها ستكون فعالة لأن كل المعطيات التي ذكرت سابقا تشير إلى أن الفيروس لم يغير من خصائصه السطحية، وبالتالي فلحد الساعة، لا معطيات تشير إلى العكس، كما أن العديد من الخبراء يؤكدون أن اللقاحات ستكون فعالة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x