لماذا وإلى أين ؟

ماذا ستستفيد أمريكا من “تطبيع” المغرب علاقته مع إسرائيل؟ لومير تجيب (حوار)

استأثر موضوع استئناف الإتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الديبلوماسية بين المملكة المغربية وإسرائيل، باهتمام بالغ على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، خاصة أن الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها قوة دولية، لعبت دور الوساطة في وصول الطرفين إلى اتفاق وقع أمس الثلاثاء من قِبل الأطراف الثلاثة.

وفي هذا الإطار، تطرح علامات استفهام كثيرة حول وساطة الولايات المتحدة الأمريكية، لوصول المغرب وإسرائيل إلى اتفاق لإستئناف العلاقات بينهما، خاصة في ما يتعلق باستفادة أمريكا من هذا الإتفاق؟ وهل ذلك مرتبط بالمنافسة الإقتصادية والسياسية بينها وبين كل من روسيا والصين؟

الباحثة في القانون الدستوري والعلوم السياسية؛ شريفة لومير، ترى أن أمريكا تبحث من خلال الوساطة بين المغرب وإسرائيل، عن تقوية موضع قدمها في المغرب، خصوصا أنه يعتبر بوابة أفريقيا نحو أوروبا والعكس، مشيرة في حوار لها مع “آشكاين”، إلى أن ذلك يندرج إطار المنافسة بين أمريكا وروسيا والصين، خاصة في الآونة الأخيرة التي عرفت تجاذبات قوية بين هذه الأطراف.

وهذا نص الحوار:

ما دلالة حضور أمريكا طيلة مراحل توقيع الاتفاقيات بين المغرب وإسرائيل؟

أكيد أن الحضور الأمريكي كطرف ثالث في العلاقات بين المغرب وإسرائيل له دلالته، فالجانب الأمريكي بدوره يبحث عن تقوية موضع قدمه في المغرب، وذلك من خلال تعزيز التعاون بينه وبين المملكة، وتبني استراتيجيات عمل مشتركة، من قبيل توقيع مذكرة تفاهم بشأن تنفيذ خارطة طريق عشرية تهدف إلى تعزيز التعاون العسكري والأمني، ودعم القرار الملكي بإطلاق وتعزيز صناعة عسكرية وطنية، وغيرها من مجالات التعاون بين الطرفين.

كما أن الإعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، خلق قفزة إيجابية للعلاقات بين البلدين، وأعطى نفسا جديدا في التعاون، وله انعكاسات على باقي الدول. ولعل أهم بوادر هذه الدينامية؛ انخراط مجموعة من الدول في فتح قنصليات في الأقاليم الجنوبية المغربية.

مقاطعا .. لكن ما هي المكاسب التي ستجنيها أمريكا برعايتها لـ”التطبيع” المغربي الإسرائيلي؟

الإتفاقيات المبرمة بين الأطراف الثلاثة أمس الثلاثاء، تفيد ما طرحت سابقا بخصوص بحث أمريكا عن طرق للاستفادة من العلاقات المستأنفة بين الطرفين، من خلال التوسط أو التعاون. لكن في الحقيقة هي تبحث عن تقوية مكانتها وتعاونها بشكل خاص مع المغرب، خصوصا أنه يعتبر بوابة أفريقيا نحو أوروبا والعكس، بالإضافة إلى العديد من الخصائص التي يمتاز بها من حيث طبيعة علاقاته الإيجابية مع الشركاء الأوروبيين، وانفتاحه على العمق الأفريقي.

كما أن عملية استئناف الإتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الديبلوماسية بين المملكة المغربية وإسرائيل، من شأنها تعزيز استفادة أمريكا، على اعتبار أنها حليفة لإسرائيل، وبالتالي فهي معادلة تتأسس على الربح لكل الأطراف على مختلف الأصعدة خاصة الإقتصادية منها والسياسية.

طيب، وهل الحضور الامريكي بالمغرب خلال هذه الفترة مرتبط بالمنافسة أو “الصراع” الامريكي الروسي الصيني؟

طبعا، ذلك يدخل في إطار المنافسة بين أمريكا وروسيا والصين، خاصة في الآونة الأخيرة التي عرفت تجاذبات قوية بين هذه الأطراف. لكن الأهم هو كيفية تعامل المغرب مع هذه الصراعات، والاستفادة منها بشكل فعال، بمنطق ربح جميع الأطراف، استطاع بذلك تتويج جهوده لسنوات للظفر باعتراف أمريكي بسيادته على الصحراء. لذلك فالمغرب من المنتظر أن يصبح قِبلة للاستثمارات والتعاون الخارجي من مختلف الشركاء، وهذا ما يفترض أن يتعامل معه المغرب بمقاربة جديدة تروم تقوية موقفه تجاه كل الفرقاء الإقتصاديين والسياسين.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x