بوميو يثير الجدل بوصفه الصحراء بـ”الغربية”..وأكاديمي يوضح

رغم إعلان الاعتراف الأمريكي لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، واعتماد الولايات المتحدة الأمريكية، في 13 ديسمبر من الشهر الجاري، خريطة للمغرب تضم الصحراء كاملة، وذلك في فعالية أقيمت بمقر سفارة واشنطن بالعاصمة الرباط، غرد مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، على حسابه الرسمي بـ”تويتر” “يسرني أن أعلن بداية عملية تشييد القنصلية الأمريكية في الصحراء الغربية” وفق تعبيره.

الشيء الذي أثار النقاش على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدد من التعاليق عن لفظ “الغربية” الذي أتى ملازما لـ”الصحراء” في تغريدة وزير الخارجية الأمريكي، قائلين “أن السبب في التسمية هو جغرافي فقط، بناء على موقعها “لأن هناك الصحراء الشرقية، فقط المغاربة معتادين على عبارة المغربية، والمصطلح جد عادي لأن المغرب كان يقول الصحراء المغربية، فقط دفاعا على أرضه أما هي غربية من ناحية الجغرافيا”.

وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الأمريكي، اليوم الجمعة، “نفتتح بأثر فوري موقع وجود افتراضيا يخص الصحراء الغربية، ويركز على دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، يليه قريبا قنصلية تعمل بكامل طاقتها”، مشيرا “موقع الوجود الافتراضي هذا ستديره السفارة الأمريكية في الرباط”، موضحا أنه سيتم العمل فورا بصيغة افتراضية عن طريق تقنية VIRTUAL PRESENCE POSTS إلى غاية الافتتاح الرسمي للقنصلية بمدينة الداخلة.

من جهته، ديفيد فيشر، سفير واشنطن بالرباط، قال “لقد اعترفنا بمغربية الصحراء، ودافعنا عن ذلك بين أصدقائنا، وسنتحدث عن ذلك مع شركائنا في المستقبل، لكن ما زلنا نؤمن بإشراف الأمم المتحدة على النزاع لإيجاد حل له، ونحن ندعم تعيين مبعوث جديد ونؤيد تلك الخطوات”.

“الغربية” لا تؤثر في مغربية الصحراء

وفي هذا السياق، قال حسن بلوان، متخصص في العلاقات الدولية والصحراء المغربية، إن تصريح وزير الخارجية بومبيو في ذكر الصحراء الغربية، “لا يؤثر في شيء، ولا يجب التأثير عليه بقدر ما يجب التركيز أكثر على الحدث الأهم، المتعلق بفتح دولة عظمى لقنصلية في مدينة الداخلة بما يشكله ذلك من تحول تاريخي في فصول الصراع حول الصحراء المغربية والذي فاق كل التوقعات”.

وزاد بلوان، في تصريح لـ “أشكاين” أنه “منذ اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسيادة المغرب على صحرائه كحدث بارز وصادم للبوليزاريو والجزائر، سرّعت الإدارة الأمريكية خطوات أجرأة هذا القرار، عبر الاعتماد الرسمي لخريطة المغرب كاملة، وإخطار مجلس الأمن بذلك، بالإضافة إلى توقيع مجموعة من الاتفاقيات الاقتصادية تهم المناطق الصحراوية بالدرجة الأولى”.

“إذن كل هذه الاجراءات توضح أن الولايات المتحدة الامريكية منخرطة بشكل جدي في جهود الطي النهائي لهذا الملف المفتعل الذي عمر طويلا”، يؤكد بلوان، في السياق نفسه، مشيرا “فبمجرد الحسم في الملف سيختفي مصطلح الصحراء الغربية، بما يحمله من حمولة سياسية، وسيقتصر توظيفه الجغرافي في إطار الوطن الأم والسيادة المغربية”.

وأردف المتحدث ذاته لـ”آشكاين”، “إن تصريح كاتب الدولة في الخارجية الأمريكية الذي يتحدث عن الصحراء الغربية، هو طبيعي من ناحية القانون الدولي على اعتبار أنه إقليم متنازع عليه في عرف الأمم المتحدة، بالإضافة إلى أن جميع الوثائق تتناوله باسم “الصحراء الغربية”، وهذا لا يطعن في مشروعية الموقف المغربي، ولا يتعارض مع مغربية الصحراء أو الصحراء المغربية، كما أن المصطلح لا يضيف نقاط للجبهة الانفصالية وداعميها في الجزائر”.

وختم المتخصص في العلاقات الدولية، بالقول “كل المؤشرات الآن والأحداث المتسارعة توحي بأن المنتظم الدولي والقوى الإقليمية، اقتنعت بأن هذا النزاع لا يخدم الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الجيوستراتيجية، وقد حان الوقت لطي هذا الملف في إطار الحكم الذاتي كمقترح طموح وقابل للتطبيق في الصحراء الغربية المغربية”.