لماذا وإلى أين ؟

حمضي يكشف تفاصيل اقتناء المغرب 65 مليون جرعة من لقاحي كورونا (حوار)

سيتوصل المغرب في الأيام القادمة بـ 65 مليون جرعة من لقاحات فيروس كوفيد19، فيما الاستعدادات والتحضيرات لأكبر حملة وطنية للتلقيح بالبلاد تضع لمساتها الأخيرة بعد عملية محاكاة للتدريب على العملية بدءا من وصول اللقاح وتخزينه بمقر الوكالة المستقلة للتثليج وكيفية تسيير العملية من طرف الأطر الصحية والسلطات المختصة.

ولمعرفة تفاصيل أكثر عن ملايين الجرعات التي ستصل المغرب، قامت “آشكاين” بمحاورة  الطيب حمضي ، رئيس النقابة الوطنية للطب العام والباحث في السياسات والنظم الصحية، حيث تطرق لعدد من النقاط التي تهم استراتيجية التخزين وسياسة التوزيع وكذا نقاط أخرى متعلقة بالاستراتيجية الوطنية للتلقيح التي يترقب أن يتم انطلاقها قريبا.

نص الحوار: 

وزير الصحة أعلن عن اقتناء 65 مليون جرعة من لقاحات كورونا، فهل ستصل المغرب دفعة واحدة؟

الـ65 مليون جرعة للقاحات كورونا التي تم اقتناؤها من طرف المغرب لن تصل في دفعة واحدة وإنما دفعات، كل واحدة على حدة، ويتعلق الأمر بلقاحي شركة “سينوفارم” الصينية وشركة “أسترازينيكا” البريطانية.

والهدف من الاستراتيجية الوطنية للتلقيح هو تطعيم 25 مليون مغربي، بمعدل جرعتين للشخص، وهو ما يعادل 50 مليون جرعة، لكن ال15 مليون جرعة المتبقية، هي كاحتياط في حالة ما إذا تمت خسائر في الجرعات مثلا، فهنا يكن لدينا الاحتياط الكافي.

وفي حالة ما إذا أثبتث الدراسات الكلينيكية أن المناعة الجماعية أكثر من معدل 25 مليون مغربي، وتم فتح المجال أمام الأشخاص الأقل من 18 سنة، فطبعا سيتم توسيع دائرة المستفيدين من التلقيح.

على مستوى سلسلة التبريد، فهل يتم تخزين اللقاحات في مقر الوكالة المستقلة للتثليج فقط أم هنالك مكان آخر نظرا لملايين الجرعات التي ستصل المغرب؟

صحيح كان تصريح لوزير الصحة أن تخزين هذه اللقاحات سيتم في مقر هذه الوكالة، لكن ما يجب أن نعرفه هو أن اللقاحات كما قلت ستأتي عبر دفعات، حيث سيتم تزويد الأقاليم بكل دفعة وصلت وبالتالي المباشرة في تطعيم الأشخاص في إطار الحملة الوطنية للتلقيح .

يعني لن يتم تخزين ملايين الجرعات بكميات كاملة وطوال الوقت دون المباشرة في عملية التلقيح، كما أن الوكالة لا يمكن، في اعتقادي، أن تخزن أكثر من 20 مليون جرعة. ستأتي الكميات في الوهلة الأولى ويتم تخزينها في الوكالة ويتم توزيع عدد منها حسب كل منطقة أو إقليم.

الصين صادقت أمس الخميس على لقاح “سينوفارم” فمتى يمكن أن يصل اللقاح إلى المغرب ؟

في فترة الجائحة، الإجراءات تختلف عما كانت عليه في الأيام العادية، حيث كانت المختبرات تنتظر الترخيص ثم تبدأ عملية إنتاج اللقاح، اليوم عدد من شركات الأدوية والتي تطور لقاحات كورونا باشرت بالموازاة مع التجارب السريرية، في إنتاج كميات بالملايين في انتظار الترخيص لتصديرها وتسويقها عالميا، وكانوا ينتجون هذه الجرعات وفي استراتيجيتهم هامش الخسارة في حالة لم يتم الترخيص لها سيتم إتلافها.

وبخصوص لقاح سينوفارم فقد تمت المصادقة عليه، في انتظار أن تصادق عليه السلطات الصحية المغربيةـ وتبقى المسألة متعلقة بكيفية توزيع الصين للقاحها والوقت الذي ستتم فيه العمليه، على اعتبار أنها تعاقدت مع عدد كبير من البلدان.، لأن استراتيجية التوزيع هي الأخرى عملية ليست بالهينة خصوصا أن الشركات تبحث لتتموقع في الأسواق العالمية.

“سينوفارم” لم تنشر نتائج تجاربها السريرية وتمت المصادقة على لقاحيها، في المقابل”أسترازينيكا” نشرت نتائجها ونسبة فعالية لقاحها لكن لم يتم بعد الترخيص له، ما تفسيرك دكتور؟

صحيح شركة سينوفارم لم تنشر نتائج تجاربها السريرية بعد، لكن الإمارت المتحدة فعلت ذلك، وصادقت السلطات الإماراتية على اعتماد لقاح “سينوفارم” وقالت إن نسبة فعاليته بلغت 86 في المائة، أما الشركة في الصين فهي انتظرت إلى غاية تجميع جميع الدراسات والمعطيات التي همت 30 ألف متطوع، ليتم نشرها في المجلات العلمية والأكاديمية بعد أن أرسلت ملفها كاملا للسلطات الصحية التي وافقت عليها، وبخصوص شركة “أسترازينيكا”، فإن السلطات الصحية البريطانية سترخص للقاح الأسبوع المقبل.

أما أسترازينيكا فقد نشرت النتائج الأولية لتجاربها السريرية يوم 8 دجنبر الجاري والتي همت 11 ألف متطوع من أصل 24 ألف متطوع، و  قد تم الإعلان عن نسبة فعالية اللقاح بنسبة 70 في المائة، لكن هناك إعادة تجميع للدراسة، حيث مؤخرا تبين أن اللقاح فعاليته بلغت نسبة 90 في المائة بعد أن تم تلقيح بعض المتطوعين، عن طريق الخطأ، نصف جرعة في مرحلة أولى وبعدها جرعة كاملة بعد 4 أسابيع، عوض جرعتين كاملتين مدة الفرق بينهما شهر.

هذا الخطأ أعطى نتائج إيجابية، وتم التفكير في إعادة الدراسة ليتمكنوا من التأكد من نسبة فعالية اللقاح واعتماد هذه الطريقة التي لم يتوقعوها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x