الزهراني: الثقافة تعاني كثيرا والعاملون فيها مسهم الضرر (حوار)
إن جائحة كورونا لم تترك مجالا إلا ومسته بالضرر، وجعلت رواده يعانون المرار، ويتجرعون الصمت أو الشكوى، راجين أملا في غد أفضل، وأملا في أن اللقاح يكون حلا فعالا من أجل العودة لمعايشة الحياة الطبيعية، ومن أجل تجاوز العراقيل، والانطلاق في مزاولة الأنشطة المعتادة.
قطاع الثقافة في المغرب، لا يُستهان بنسبة الضرر الذي أصابه، وفي هذا الإطار “آشكاين” حاورت شامة الزهراني، رئيسة جمعية فلامون للفن والتنمية السوسيوثقافية ورئيسة منظمة سيوف اليونسكو بالمغرب، فضلا عن كونها مديرة المهرجان الدولي للفلكلور التقليدي أكادير، للحديث عن المشاكل التي يعاني منها قطاع الثقافة بالمغرب، جراء تفشي فيروس كورونا المستجد.
نص الحوار:
بداية، كيف غيرت جائحة كورونا ملامح الأنشطة الثقافية والفنية، في المغرب خاصة؟
أثرت جائحة كوفيد-19 تأثيرًا مفاجئًا وكبيرًا على القطاع الثقافي، إذ ألحقت الأزمة الصحية العالمية وما نجم عنها من شكوك، أضرارًا جسيمةً بفعاليات المنظمات والأفراد كافة، من الموظفين والمستقلين في هذا القطاع، فانعكست سلبيا القطاع الثقافي في المغرب، بداية من إلغاء شامل لكافة الأنشطة، المهرجانات، إغلاق أبواب المسارح والقاعات السنيمائية وما غيرها.
بالمقابل، لوحظت جهود مكثفة لتوفير خدمات بديلة أو إضافية عبر المنصات الإلكترونية، فتحولت الفعاليات الثقافية من أرض الواقع إلى العالم الافتراضي.
هل الأنشطة التي تم تنظيمها عن بعد، لقيت نفس اهتمام تلك التي كانت تنظم واقعيا؟
أكيد، لقيت اهتماما، لأن الكل حاول الانخراط في الدينامية الثقافية والتضامنية التي عرفتها هذه المرحلة، رغم غياب الإمكانيات المادية، وذلك من خلال عدة مبادرات في شتى القطاعات، إلى جانب ذلك، قامت عدة جمعيات ومنظمات مدنية أخرى بمبادرات ثقافية وتضامنية كثيرة ومتنوعة للمواكبة والتحسيس في زمن الجائحة.
كالمهرجان الدولي للفلكلور التقليدي بأكادير المنظم من جمعية فلامون للفن والتنمية السوسيوثقافية الذي نظم هذه السنة دورة ٪ 100 رقمية باستقبال 11 دولة، وجلب جمهور افتراضي أكتر من خلال التركيز على الحفاظ على التراث اللامادي، فشخصيا أرى أنها لقيت اهتماما، وأرى أن دورها أساسي بوصفها مصدرا للمرونة المجتمعية. وعبر التاريخ، غالبًا ما نشهد كيف أدت الأزمات الكبرى إلى نهضة الثقافة وتفتق أشكال جديدة من الإبداع، التي تُعد مسألة حيوية جدا للتقدم البشري، وبذلك يكون المجتمع المدني الفاعل والنشيط – وهذا دوره – قد ساهم في مواكبة الإجراءات الاحترازية من تفشي الفيروس القاتل.
وبذلك يكون المجتمع المدني الفاعل والنشيط، قام بدوره وساهم في مواكبة الإجراءات الاحترازية من تفشي الفيروس القاتل.
طيب، ما مدى التأثير الذي لحق العاملين في المجال الثقافي، هل تضرروا اجتماعيا واقتصاديا نتيجة تفشي فيروس كورونا؟
إلغاء الفعاليات الثقافية وإغلاق المؤسسات الثقافية وعجز الفنانين عن دفع أثمان ورسوم احتياجاتهم ونفقاتهم، وتأثر قطاع السياحة الثقافية بشكل كبير وغدا تأثير جائحة كوفيد 19 في القطاع الثقافي أمر محسوس. ولهذا التأثير جوانب اجتماعية واقتصادية، فهو يؤثر على الحق الأساسي في الوصول إلى الثقافة، والحقوق الاجتماعية للفنانين والمهنيين المبدعين، فضلا عن تأثيره في حماية مجموعة متنوعة من أشكال التعبير الثقافي.
ختاما أقول، إن الثقافة تعاني كثيرا والعاملين فيها مسهم الضرر أكتر، فالكثير من الفنانين والمبدعين، ولا سيما أولئك الذين يعملون في ظلِّ اقتصاد غير نظامي لم يعودوا قادرين على تغطية نفقاتهم، ولا حتى على إنتاج أعمال فنية جديدة، نسأل الله أن يرفع علينا هذا الوباء.