لماذا وإلى أين ؟

الشيات يرصد خلفيات تجميد “مؤتمر الأحزاب العربية” عضوية “البيجيدي” (حوار)

في آخر تطور على خلفية قضية استئناف المغرب لعلاقاته الرسمية والدبلوماسية مع إسرائيل، أعلن الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية ​عن تجميد عضوية حزب العدالة والتنمية، كرد لإدانة انخراط أمين عام حزب “البيجيدي”، الذي وقع اتفاق تفاهم مع إسرائيل بصفته رئيس الحكومة.

هذا المؤتمر يرى أن “تطبيع” البيجيددون مع إسرائيل هو طعن في صميم ​القضية الفلسطينية​ وانتهاك واضح لتاريخ حزب العدالة والتنمية، وخرق لميثاق الأحزاب العربية، الأمر الذي دفع “آشكاين” إلى محاورة المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية، خالد الشيات لتوضيح دلالات تجميد هذه العضوية في ظل تحرك مثل هذه التنظيمات لإخراج بيانات “مناسباتية” وأحيانا عدة تستهدف جهة معينة بغض النر على السياق العام.

نص الحوار؟

ماذا يعني تجميد عضوية “البيجيدي” من “المؤتمر العام الأحزاب العربية”؟

هو مجرد رد فعل على واقع متشردم كباقي ردود أفعال جبهات مكافحي ومناهضي التطبيع، ويعتبر ردا انتقائيا في حق المغرب لوحده دون باقي البلدان العربية، ففي الوقت الذي كان بالإمكان أن تجتمع مكونات المؤتمر لتدارس ملابسات وخلفيات هذا القرار دون الرجوع إلى ميثاق هذا التجمع.

وقرار تجميد عضوية “البيجيدي” من داخل هذا التجمع يغلب عليه الطابع القومي الإسلامي، وهو دعاية مجانية ومحاولة لإعطاء صورة قاتمة عن المملكة من خلال حزب المصباح الذي يعد عضوا بالمؤتمر وتسويقها للجمهور العربي.

وما لا يريد أن تفهمه مثل هذه الهيئات هو أن قرار “التطبيع” ليس قرار حزب معين أو جهة معينة، وإنما هو قرار تتخذه الدولة، بمعنى لا دخل لحزب “البيجيدي” في الموضوع، رغم أن رئيس الحكومة هو نفسه الأمين العام لحزب العدالة والتنمية.

كيف برأيكم، يساهم هذا المؤتمر في حلحلة قضايا العرب، علما أن تواجده في الساحة مناسباتي إن لم نقل غائب؟

بالرجوع إلى آخر قضية تم التطرق إليها من طرف هذا المؤتمر، نجد أنه كان قد رفع شعارا لدعم سوريا منذ مدة دون التطرق إلى عدد كبير من القضايا التي تلت الشعب السوري، وهذا يعكس مدى بعد هذا التجمع عن قناعات وطموحات الشعوب العربية التي تريد الانعتاق وتواقة للديمقراطية.

فإذا كان هذا المؤتمر تحركه جهة معينة بحسب القضية المثارة، فإن الوظيفة الوحيدة التي يقوم بها هي ضرب الدول أو الجهات المراد استهدافها، ولا أعتقد أن هذا التجمع له أي أدوار تذكر في حلحلة قضايا الشعوب العربية وليس له أي مستقبل سواء ببقاء “البيجيدي” داخل هياكله أو بدونه.

منذ مدة لم تعد التنظيمات العربية لها أي دور فعال في حل النزاعات والمشاكل التي تعيشها الدول العربية، وأتحدث هنا أيضا عن جامعة الدول العربية، حيث اقتصرت على التطبيل لنظام سياسي معين وضرب نظام سياسي آخر.

لماذا حزب “البيجيدي” لم يصدر أي تعقيب أو رد عن الموضوع، في اعتقادكم؟

أظن أن الأمر يرتبط بهيئات الحزب الداخلية التي ربما هي بصدد مناقشة كيفية الرد على قرار تجميد العضوية، علما أن القرار اتخذ بين شخصين عبر اتصال هاتفي بين الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية، ورئيس المؤتمر العام للأحزاب العربية.

فإذا كان هذا القرار مهما بالنسبة لحزب العدالة والتنمية فسيتم الرد عليه عن طريق الأمانة العامة،

لماذا لم يعلق مؤتمر الأحزاب العربية على الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء؟

القصد هو خدش صورة المغرب وصورة حزب العدالة والتنمية، وأي شيء إيجابي لصالح المغرب يتم إغفاله أو التغاضي عنه، كما هو الشأن للجارة الشرقية الجزائر التي سخرت جهودها كاملة لتخوين المغرب للقضية الفلسطينة.

كانت هناك عدة محاولات في العالم العربي كما هو الحال للأحزاب القومية والإسلامية للملمة التشتت الفكري الذي يعج فيه العالم العربي لكن بدون نتيجة، بل زادوا من الشتات وساهموا في تأزيم الأوضاع عن طريق الانحياز لقضايا وإغفال أخرى.

 

 

 

 

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

2 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
شهم
المعلق(ة)
28 ديسمبر 2020 20:50

إنبطاح بعض هيئات وأحزاب و شخصيات من مفكرين و سياسيين لمغاربة منذ عقود عند عتبة العرب والعروبيين في المشرق و تنكرهم للهوية المغربية الخاصة التي جعلت المغرب مستقلا عن تبعية المشرق لقرون و تزوير الهوية الوطنية التي بسببها كان المغرب إمبراطورية قوية في العالم جعل المشارقة يظنون أنفسهم أعلى شأنا من المغاربة و صنفوهم كتابعين لهم يأمروننا و يتصرفون معنا بدونية حسب مصالح أوهامهم وأمراضهم النفسية وشعاراتهم القومجية و الاخونجية.. البيجيدي يستحق فطالما وقف ضد هوية المغاربة إرضاءا لأسياده المشارقة بل صاروا يحكون نكات عن المغاربة لإضحاك أسيادهم هناك

Mohand
المعلق(ة)
28 ديسمبر 2020 20:47

من خلال هذا الموقف تبين ان هؤلاء اعداءالمملكة وانهم بقايا القومية العربية الفاشية الفاشلة الذين كعادتهم في كل مرة يحاولون زعزعة الاستقرار في المملكة والتاريخ شاهد على ذالك بهذا الموقف وكانهم يعولون على حزب العدالة والتنمية ان تقود الوطن الى تناحر سياسي وربما فتنة كبيرة لاكن من يجعل الضرغام ل الصيد بازه—تصيده الضرغام في ما تصيد—نحن مغاربة قبل كل توجهات افهموها كيف شءتم

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x