لماذا وإلى أين ؟

جبرون: البيجيدي لن يتضرر انتخابيا من موافقته على التطبيع (حوار)

يعيش حزب العدالة والتنمية حالة غليان داخلي منذ توقيع أمينه العام سعد الدين العثماني الاتفاق الثلاثي بين المغرب وأمريكا وإسرائيل، والذي يرسم بموجبه الموقعون خارطة التطبيع المغربي الإسرائيلي، وهو ما جرّ على العثماني انتقادات لاذعة وصلت حد المطالبة بعقد مجلس وطني استثناني، تأجل بعد تدخل من عبد الإله بن كيران.

هذا التنافر الذي يعرفه الوضع الداخلي للحزب، فرض مجموعة من التساؤلات حول مستقبل حزب العدالة والتنمية في المشهد السياسي، بعد توقيع أمينه العام لقرار التطبيع، خاصة وأن الحزب طالما تغنى بملف مناهضة التطبيع لكسب تعاطف المغاربة.

ولاستجلاء مآلات الحزب بعد هذا الحدث، تستضيف “آشكاين” المفكر والمؤرخ المغربي امحمد جبرون، للحديث عن الأضرار المحتملة لهذا التوقيع على “البيجيدي” داخليا وانتخابيا، إضافة إلى تطرق المحلل السياسي جبرون إلى الدور المستقبلي للأمين العام السابق للحزب، عبد الإله بنكيران داخل “حزب المصباح”، وإمكانية عودته لقيادة الحزب وللمعترك السياسي.

وفي ما يلي نص الحوار :

هل سيتضرر حزب العدالة والتنمية انتخابيا بعد توقيع أمينه العام لقرار التطبيع المغربي الإسرائيلي؟

في تقديري الشخصي لا أظن ذلك، لأن القاعدة الناخبة من المغاربة بشكل عام، عادة لا تصوت بناءً على مواقف في ملفات خارجية، فما يتحكم عادة في مزاج الناخبين ووجهتهم هي علاقة القرب التي تجمع المرشحين أو الحزب بالسكان والمواطنين.

وعلاقة القرب هذه فيها إما الخدمات المتبادلة، الحضور، الترافع، وإلى غير ذلك. وبالتالي، فهذا ما يحسم الأمر، وهو ما يشكل نقطة قوة لحزب العدالة والتنمية، ولا أظن أن يكون لهذا الموضوع أثر في الانتخابات.

ما مدى تأثير هذا الأمر على حزب العدالة والتنمية داخليا؟

أعتقد أن هذا الأمر سيتوقف عند غضبة ستستغرق أياما فقط.

وحزب العدالة والتنمية له الآليات التي تمكنه من التحكم من ردود الفعل المشابهة لما رأيناه، لذلك لا أظن أن الأمر سيتطور ويأخذ مدى أكثر مما تابعناه على وسائل الإعلام وفي مواقع التواصل الاجتماعي، والمتفاعلون قلة على أية حال، وهذه الردود كانت متواضعة في مواقع القيادة في حزب العدالة والتنمية.

بالتالي لا أتوقع أن يكون هناك أمر له تأثير كبير أو شيء من هذا القبيل،  والموضوع سينسى قريبا كما تم نسيان كثير من الأمور.

في نظرك، وبعد كل هذه الأحداث التي شهدها الحزب عقب قرار التطبيع، هل سيعود بنكيران لجمع الشمل؟ خاصة بعد خرجته الأخيرة التي حاول فيها تهدئة الوضع الداخلي للحزب.

هذا أمر مستبعد؛ وأستبعد أن عبد الإله بنكيران ربما قد يعود لقيادة الحزب، قد يكون في المعارضة وهذا أمر ممكن، أما على مستوى الحكم فلا أظن ذلك.

فعبد الإله بنكيران يمكن أن يخدم الحزب والمغرب من مواقع أخرى، ولا أظنه من داخل الحكومة ودائرة الحكم، لأن عبد الإله بنكيران أدى وظيفته ودوره ولا أعتقد أن تكون له فرصة في المرات القادمة.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x