رئيس أول جماعة مغربية تبرم اتفاقية توأمة مع بلدة إسرائيلية يكشف لـ”آشكاين” تفاصيل الاتفاقية (حوار)
تتسارع الأحداث بخصوص موضوع استئناف الإتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الديبلوماسية بين المملكة المغربية وإسرائيل، أو مايسميه البعض بـ”التطبيع”، حيث أنه مباشرة بعد إعلان القرار، سارعت مجموعة من الهيئات السياسية والرياضية بالمغرب إلى فتح قنوات تواصل مع منظمات ومؤسسات إسرائيلية. مثال ذلك؛ إعلان جماعة ترابية بإقليم الحسيمة، عقد اتفاقية توأمة مع بلدية إسرائيلية.
إعلان رئيس جماعة لوطا بإقليم الحسيمة؛ المكي الحنودي، عقد اتفاقية توأمة بين الجماعة التي يترأسها وبلدية إسرائيلية، يطرح عددا من الأسئلة حول هذه المبادرة، وخلفياتها وماذا ستستفيد منها الجماعة؟ وهل هي مبادرة شخصية من رئيس الجماعة، أو هناك جهات وراءها؟ وهل المشاورات حول هذه الإتفاقية كانت قبل إعلان التطبيع؟ أم بعده؟
رئيس جماعة لوطا بإقليم الحسيمة؛ الحنودي، كشف في أول خروج إعلامي له، حيثيات إتفاقية التوأمة، مشيرا في حوار مع “آشكاين”، إلى أن هذه المبادرة جاءت بعد استئناف الإتصالات والعلاقات الديبلوماسية بين المملكة المغربية وإسرائيل. مشددا على أنه هو من بادر إلى ذلك، “دون أي تدخل أو توجيه من أحد”، موضحا أن الجانب الإسرائيلي رحب بالمبادرة.
وفيما يلي نص الحوار:
بداية، حديثنا عن حيثيات اتفاقية التوأمة بين جماعة لوطا وبلدية إسرائيلية؟
علاقتنا مع اليهود تمتد لزمن بعيد، هناك يهود مغاربة وآخرون غير مغاربة يستحقون الإحترام وتبادل التجارب والخبرات، وفي هذا الإطار تأتي هذه الإتفاقية، حيث أن هناك اتصالات مؤكدة، بيني بصفتي رئيس الجماعة الترابية لوطا، وبين فعاليات يهودية بالمغرب؛ وأخرى بدولة إسرائيل، بغية الدفع بهذا المشروع إلى الأمام، وإخراجه لحيز الوجود. وقد لامسنا تفاعلا إيجابيا من الطرف الآخر، ونحن بصدد الإعداد لعناصر التوأمة وأركانها الأساسية.
مقاطعا .. وما إسم هذه البلدية الإسرائيلية؟
أتحفظ حاليا عن الكشف عن إسم البلدة وليس البلدية، التي تم اختيارها لتوأمتها بجماعة لوطا، لسبب أساس متعلق باتفاق بين الطرفين في هذا الشأن، إلى حين استكمال الترتيبات اللازمة. وسوف يكون بعد ذلك إعلان واضح مع دعوة وسائل الإعلام لمواكبة توقيع اتفاقية التوأمة بشكل رسمي وعلني.
طيب، ما هي أوجه التعاون الذي ستشتغلون عليه؟ وماذا ستستفيد جماعتكم؟
بخصوص أوجه التعاون، سوف نركز على تبادل تجارب وخبرات قطاعية، تتمثل أساسا في البنيات الأساسية والقطاعات المنتجة كالفلاحة والتأهيل الصناعي، وكذا القطاعات الإجتماعية، وتناغم وجهات نظر المجتمعات المدنية، وبالموازاة مع ذلك سنركز على القوى التقدمية وقوى السلام لإسرائيل وجميع اليهود بالعالم، قصد إيجاد الحلول السلمية للصراع الذي دام طويلا، والعمل على بناء الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967.
أعلنتم مبادرة التوأمة بعد قرار “التطبيع”، لكن هل علاقتكم مع التنظيمات الإسرائيلية في هذا الموضوع كانت قبل أو بعد “التطبيع”؟
التفكير في عقد اتفاقية توأمة جماعة لوطا بإحدى البلدات الإسرائيلية، جاء بعد إعلان قرار استئناف الإتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الديبلوماسية بين المملكة المغربية وإسرائيل، ولم يكن في مقدورنا تجاوز الموقف الرسمي، باعتبارنا نمثل مؤسسة دستورية/جماعة ترابية.
أخيرا.. هل هذه التوأمة اجتهاد شخصي؟ أم هي بتوجيهات معينة؟
طبعا هذا المبتغى، وهذا المشروع هو قناعة واجتهاد شخصي، وليس هناك أي تدخل أو توجيه لهذا المنحى من طرف مؤسسات الدولة أو الحكومة، فنحن نعتبر التوجه الأممي والإنساني السلمي الذي اختاره جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، وخطواته الشجاعة وكل مبادراته، إطارا أساسيا لكل مبادراتنا المستقبلية المتعلقة بهذا المنحى التصالحي الرائع.
