لماذا وإلى أين ؟

خبير عسكري يُعَدّدُ خلفيات الحديث عن حصول المغرب على السلاح النووي الإسرائيلي (حوار)

يبدو أن تداعيات الاتفاق الثلاثي الذي جمع المغرب وأمريكا وإسرائيل، امتدت إلى أروقة  دبلوماسية جيران المغرب، فبعد الجزائر التي ما فتئت تهاجم المغرب في إعلامها ومن خلال مواقفها الرسمية، والتي ازدادت حدتها بعد تأمين معبر الكركارات وما رافقه ممن اعتراف أمريكي بمغربية الصحراء،، جاء الدور على الجارة الشمالية إسبانيا.

إذ أوردت صحيفة إسبانية، نقلا عن مصادر دبلوماسية، أن المغرب سلح نفسه من خلال استخدام ترسانات حليفيه الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، بعدما استطاع في الآونة الأخيرة الاستحواذ على سلسلة من طائرات التجسس الحديثة والتي تم تجهيزها بالصدفة مع إسرائيل، والمخصصة للحرب الإلكترونية. مشيرة إلى أن “الأجهزة التي حصل عليها المغرب جاهزة لجمع وتحليل البيانات من أنظمة دفاع أخرى، مما سيسمح للمغرب بالحصول على معلومات حول أنظمة الدفاع الإسبانية”.

ولمعرفة خلفيات هذه الأخبار الواردة من إعلام الجارة الشمالية إسبانيا، تستضيف “آشكاين” الخبير والمحلل العسكري المغربي، محمد شقير، للحديث عن صحة الأخبار الواردة، وهل يمكن أن تتم في الوقت القريب أو المتوسط القادم تحت مظلة التطبيع؟، ودور هذا النوع من الأسلحة في قلب الموازين الإقليمية.

وفي ما يلي نص الحوار:

بداية..ما قراءتكم لهذه الأنباء التي أوردتها الصحيفة الإسبانية بأن المغرب على وشك تسلم أسلحة نووية من إسرائيل؟

لوضع هذا الخبر في سياقه، من الضروري أن نربطه بما يجري حاليا في المنطقة المتوسطية، وبالأخص اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء؛ وأظن أن هذه الخطوة قلبت الأوضاع بشكل  أساسي في المنطقة، وحركت تخوفات كل من إسبانيا والجزائر.

فإذا كانت الجزائر لم تنظر بعين الرضى إلى هذا الموقف الأمريكي، فإسبانيا كقوة إقليمية، نظرت إلى هذا التحالف المغربي الأمريكي، بكثير من التخوف، نظرا لأنه سيقوي موقع المغرب، خاصة في إطار المباحثات الجارية حاليا، بعد قيام المغرب بترسيم حدوده البحرية، إضافة إلى فرض حصار اقتصادي على معبري سبتة ومليلية، علاوة على التسلح الذي تم بين المغرب وأمريكا، من خلال ما سمي باتفاقية الشراكة التي ستمتد من 2020 إلى 2030.

ولكني أظن أن الاعتراف بمغربية الصحراء من طرف أمريكا، والرغبة في فتح قنصلية لها بالداخلية، إلى جانب بناء علاقات دبلوماسية بين المغرب وإسرائيل، كل هذا جعل تخوفات إسبانيا تتزايد، وهو ما انعكس على هذا الخبر الذي نشرته هذه الصحيفة الإسبانية.

في حال تأكدت الأخبار، ما أثر ذلك على ميزان القوى الإقليمية العسكرية في شمال إفريقية والمنطقة عموما؟

أولا، هذا الخبر يصعب تأكيده، خاصة في المدى القصير والمتوسط.

فنحن نعلم أن إسرائيل حريصة كل الحرص على أن تكون هي الوحيدة التي من حقها امتلاك السلاح النووي، إذ شهدنا جميعا كيف تم تدمير المفاعل النووي العراقي سنة 1981، والضغوط التي تمارسها إسرائيل كي لا تمتلك إيران السلاح النووي، وكل هذا يجعل إسرائيل الدولة الوحيدة في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط التي تمتلك هذا السلاح.

ومن الصعب جدا، أن يتم التصديق بهذا الخبر، حتى ولو في إطار استئناف العلاقات ما بين المغرب وإسرائيل، وأنها تقبل بمد المغرب بمعلومات أو معطيات أو تسليحه في هذا المجال، نظرا لأن إسرائيل تلعب على توفرها كدولة وحيدة لهذا السلاح. إضافة إلى أنها تبقى دوما متخوفة ولا تثق بشكل أساسي في كل الدول العربية بما فيها المغرب.

هل تعتبر مثل هذه الصفقات الضخمة ذات راهنية للمغرب؟، خاصة وأن كورونا أنهكت اقتصاده الوطني؟

جائحة كورونا لا علاقة لها بهذا الأمر، إذ أنه يدخل ضمن المصالح العليا للدولة، وكل دولة تسعى إلى تملك أحدث أنواع الأسلحة، وأظن أن المغرب، قبل الجائحة وأثناء الجائحة، يعمل على التسلح بأسلحة أكثر حداثة، ونتذكر الصفقة التي أبرمها مع الولايات المتحدة الأمريكية، وحصوله على مجموعة من الطائرات بما فيها “إف-16″، وتفكيره في الحصول على “إف-35″، بالإضافة إلى الرغبة في الحصول على طائرات “درون”.

لذلك أظن أن هذا يدخل في إطار آخر يعمل على تأمين المغرب من خلال الحصول على أحدث الأسلحة، خاصة أننا نعرف أنه يواجه دولتين إقليميتي في المنطقة، فمن جهة نجد الجزائر ومن جهة أخرى إسبانيا.

بالتالي أعتقد أن المغرب سيظل يتسابق في هذا المجال، فقط فيما يخص السلاح النووي، أظن المسألة مستبعدة، على الأقل في الوقت الراهن.

ألا تتعارض هذه الأنباء مع خطاب إسرائيل بالدعوة للسلام؟ خاصة وأنها تبرر تطبيع علاقاتها مع الدول المناهضة لاحتلال لفلسطين على أنه بداعي إحلال السلام.

كل دولة لها رؤية خاصة عن السلام، وإسرائيل تبحث عن السلام بمنظورها هي، أي أن تكون هي الدولة القوية الوحيدة في الإقليم، والتي تتوفر على السلاح النووية، وبالتالي فامتلاكها للقوة الرابعة لا ينفي أنها تبحث عن السلام، ولكن كما قلت بمنظورها هي وبمصالحها هي.

بالتالي فمسألة البحث عن السلام، كل واحد ينظر إليه من وجهة المصالح الخاصة به، وإسرائيل تبحث عن هذا السلام بحيث تكون هي القوة الكبرى في المنطقة، وأن تحتل كل المناطق التي ترى أنها تضمن مصالحها الحيوية، ويبقى السلام له بعد مرتبط بمفهومه السياسي أو الحقوقي أو غيره.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x