شكلت سنة 2020 انتكاسة حقيقية للعالم بأسره جراء تفشي جائحة فيروس كوفيد19 الذي خيم بظلاله على العديد من مجالات الحياة، كما اعتبرت السنة التي نودع آخر أيامها اليوم الخميس 31 دجنبر، سنة الوفاة بامتياز، حيث تم تسجيل ترجل عدد كبير من الشخصيات المعروفة عن قطار الحياة.
هذه السنة، لا يختلف اثنان على أنها تاريخ للمواجع والمآسي، ولن يتوانى الكثيرون عن حذفها من أعمارهم إذا ما كان بالإمكان ذلك، إنها سنة قيدت حرية العالم وغيرت معالم الحياة الطبيعية المعهودة وخطفت أرواح الكثيرين من المواطنين سواء بسبب الجائحة أو كون البعض وصلوا لنهاية محطاتهم جراء أسباب أخرى.
وفي هذه المقالة قامت “آشكاين” برصد أسماء بعض الشخصيات من المشاهير الذين وافتهم المنية خلال هذه السنة المنتهية، في سياق كرونولوجي و بغض النظر عن أسباب ترجلهم عن صهوة الحياة.
الصايل.. انتصر للمشهد السينمائي الثقافي وانهزم أمام “كورونا”
شكّل رحيل نور الدين الصايل، ابن عروس الشمال طنجة، في 15 دجنبر 2020 بسبب فيروس كوفيد19 عن عمر ناهر 73 سنة، صدمةً للسينما المغربيّة، بعد مسار حافل بالإنجازات التي طبعت تاريخ السينما والثقافة بالمغرب، فعاشق السينما الذي اشتغل أستاذا للفلسفة في سبعينيات القرن الـ20، كانت مسيرته المهنية حافلة بالعطاء المتواصل الذي جمع فيه بين الإنتاج وكتابة السيناريو والرواية والنقد.
تقلد “عراب السينما” كما يلقبه الكثيرون من النقاد، مناصب مهمة دفعت بالمشهد الثقافي المغربي إلى الأمام، حيث شغل منصب المدير العام للقناة الثانية سابقا واشتغل بقناة كنال بلوس الفرنسية، كما شغل أيضا منصب مدير المركز السينمائي المغربي، وبشهادة كبار النقاد، فإن السينما في عهد الصايل عرفت أوجها.
الغماري.. الإعلامي الذي دخل قلوب المغاربة بفضل نصائح عن الجائحة
سطع نجم مقدم الأخبار المترجل عن صهوة الحياة بتاريخ 11 دجنبر 2020، صلاح الدين الغماري بالقناة الثانية، بشكل كبير خلال فترة الحجر الصحي بالمغرب، حيث دخل قلوب العديد من المغاربة دون استئذان بفضل عفويته ونصائحه وتوعيته التي كانت تنم عن وطنية لا محدودة خلال برنامجه “آسئلة كورونا” والذي تابعه الملايين .
أسلوبه التواصلي العفوي وحديثه باللهجة المغربية الدارجة ميزا شخصيته الإعلامية وحبب فيه جمهور عريض من المغاربة الذين لم يتوانوا من تشييع جثمانه بمسقط رأسه مكناس، وفي جنازة مهيبة اقشعرت لها الأبدان، بالرغم من الظرفية الوبائية، نعاه الصغير والكبير وقُدمت في حقه شهادات عن مهنية العالية وتعامله الإنساني مع معرفه مع الغير على حد السواء، رحيله المفاجئ وهو في عقده الخامس، بسبب سكتة قلبية لم يستسغه زملاؤه في المهنة ولا عائلته الصغيرة ولا عائلته الكبيرة في كل بيت مغربي.
اليوسفي.. من المعارضة إلى رئيس حكومة جمع بين النضال والدفاع عن الحقوق والمساواة
رجل اتسم بالحكمة السياسية، وتم نفيه إلى فرنسا قبل أن يعود ويترأس أول حكومة تناوب في المغرب سنة 1998، عبد الرحمان اليوسفي من أبرز رجالات السياسة بالمغرب، ترجل عن قطار الحياة في الـ 29 من ماي 2020، عن عمر ناهز 96 سنة إثر وعكة صحية أرقدته المستشفى. اليوسفي قضى رحلة سياسية ثرية بين معارضة القصر ورئاسة الحكومة والمشاركة في تأسيس أكبر الأحزاب اليسارية حزب الاتحاد الإشتراكي.
اليوسفي الذي يعتبر أيقونة النضال السياسي المخضرم رغم اعتزاله السياسة قبل أكثر من 16 عاما، لا يزال اسمه يجمع الفرقاء على احترامه باعتباره أحد الآباء الأولين للسياسية المعاصرة، بالمملكة، المحامي السابق اشتهر أيضا بدوره في الدفاع عن حقوق الإنسان وعن المساواة بين الجنسين، رحيل ابن مدينة طنجة أثار تفاعلات مختلف الأوساط بالمغرب وأجمعوا على أيقونة سياسية حقوقية نضالية قد لا تتكرر .
ثريا جبران.. سيدة المسرح ووزيرة الثقافة التي ظل التواضع عنوانها
ثريا جبران أو كما يلقبها الكثيرن بـ “فنانة الشعب” اسم كبير في عالم المسرح، رحيلها شكل رزيئة بالنسبة للساحة الفنية والثقافية في المغرب بتاريخ 24 غشت 2020 بعد معاناة طريلة مع مرض السرطان وعن عمر ناهز 68 سنة، تركت الراحلة وراءها أعمالا فنية خالدة توزعت ما بين المسرح والسينما والتلفزيون.
استطاعت جبران كسب محبة الجمهور الواسع، بتواضع وطيبة ونبل، وهي الصفات التي ظلت تتميز بها حتى بعد تعيينها وزيرة على على القطاع الثقافة بين سنة 2007 و 2009، الراحلة أخذت على عاتِقها التعريف بالشّعر المغربي وبرموزه ووجوهه البارزة، من خلال تقديمها الشعر على خشبة المسرح، الذي شكل رافدًا مهما لتجربتها المسرحية، وعُنصرا بانيا لخطابها الثقافي والفنيّ.
الصدمة هي موت العلماء الاجلاء والاطباء