لماذا وإلى أين ؟

خبير يُحصي مكاسب نقل القاعدة الأمريكية من إسبانيا إلى المغرب (حوار)

أشعل التقارب الأمريكي المغربي المتواصل على مستوى العلاقات الدبلوماسية والعسكرية، فتيل مخاوف إسبانيا من فقدانها إحدى أهم الموارد العسكرية والاقتصادية، من خلال احتمال نقل القاعدة العسكرية الأمريكية  “روتا” من اسبانيا (قادس، واشبيلية) إلى الصحراء المغربية.

وارتفعت حدة هذه المخاوف بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وهو ما دفع الإعلام والدبلوماسية الإسبانية إلى الإعلان صراحة عن وجود مفاوضات سرية بين المغرب وأمريكا لنقل هذه القاعدة إلى المغرب، وهو ما أثار تساؤلات عدة حول واقعية هذه الأخبار وإمكانية تنزيلها على الأرض؟، وما أثرُ ذلك على موازين القوى الإقليمية؟.

وللإجابة عن هذه التساؤلات تستضيف “آشكاين” الخبير والمحلل العسكري المغربي، محمد شقير، لمعرفة ما مدى صحة هذه الأخبار وإمكانية تطبيقها، وما الذي سيجنيه المغرب من نقل هذه القاعدة العسكرية إلى أراضيه؟، ثم ما مدى تأثير ذلك على حضور المغرب كقوة عسكرية في منطقة شمال إفريقيا ومنطقة الساحل عموما.

بداية.. تداولت الصحف الإسبانية مؤخرا خبر نقل القاعدة العسكرية الأمريكية من إسبانيا إلى الصحراء المغربية، ما مدى واقعية تطبيق هذا الأمر؟

هذه الأخبار راجت قبل الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وزاد تدوالها بعد الاعتراف، بحكم أن الولايات المتحدة الأمريكية ترى أنها بصدد تغيير استراتيجيتها العسكرية، والمغرب يشكل أقرب محطة لمواجهة كل الأخطار أو التحديات التي تعرفها إفريقيا، خاصة من الحركات المتطرفة الموجودة في دول الساحل بشكل عام.

كل هذا يجعل أمريكا تفكر في فتح قاعدة عسكرية بالمغرب تابعة لمنظمة “أفريكوم”، وهي المنظمة التي أنشأتها الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة هذه الأخطار الآتية من الحركات المتطرفة في أفريقيا.

بالتالي فإن المغرب يشكل، من خلال موقعه الاستراتيجي، بوابة ليس فقط نحو أفريقيا في المجال الإقتصادي، وإنما بوابة في المجال العسكري التي يمكن أن تحتوي كل تحركات هذه الحركات المتطرفة، خاصة مع وجود عامل القرب من منطقة تحركات هذه الحركات، وبحكم البنية التحتية التي يتميز بها المغرب والتي تمكنه من أن يحتضن مثل هذه القواعد.

ماذا سيجني المغرب من نقل القاعدة العسكرية الأمريكية من إسبانيا إلى الصحراء؟

هذه المسألة يجب أن نأخذها في إطار إستراتيجية عامة، فبحكم تحالف المغرب مع الولايات المتحدة الأمريكية، والذي هو تحالف أطلسي، وكي لا ننسى فالمغرب وأمريكا يتواجدان على طرفي مقابل الأطلسي.

وربما هذه من بين الأسباب التي جعلت الولايات المتحدة الأمريكية تفكر في نقل القاعدة العسكرية من مجال متوسطي إلى مجال أطلسي، وأظن أن هذا البعد كان حاضرا في هذه المسألة.

والمغرب بحكم اتفاق الشراكة مع أمريكا والتي تمتد من 2020 إلى 2030، يمكن أن تدخل فيها هذه القاعدة كجزء من هذه الشراكة، والتي سيدعم بها المغرب أساسا تحالفه مع أمريكا، وستشكل أحد الركائز التي ستزيد من حضوره كقوة إقليمية في المنطقة،

وهذا ما يجعل شركاء آخرين لا يحبذون هذه المسألة؛ سواء اسبانيا أو الجزائر، فهما يتخوفان من هذا الأمر، لأن هذه القاعدة ستدعم المغرب كقوة إقليمية في المنطقة الأطلسية، وهو ما سيزيد من مكانة المغرب في هذا  الإطار، وسيجعل منه حليفا استراتيجيا، ليس فقط من ناحية التسلح، بل حتى من ناحية القواعد العسكرية، ومن ناحية التواجد الأمريكي داخل المغرب، رغم أن هذا سيدفع دولا أخرى مثل روسيا، لتبحث عن فتح قواعد، وهو ما سيجعل من منطقة شمال أفريقيا تشكل بؤرة تجاذب بين القوى الدولية

في حال تحقق هذا الأمر، ما أثر ذلك على موازين القوى العسكرية بالمنطقة؟

كما أشرت من قبل، فبالنسبة لهذه التحالفات فسيعزز وجود هذه القاعدة العسكرية بالمغرب من حضوره كقوة إقليمية في المنطقة. فإذا لاحظنا أن القوى الإقليمية الموجودة في المنطقة حاليا، هي إسبانيا والجزائر والمغرب.

فكون الولايات المتحدة الأمريكية ستنزل بثقلها، وليس فقط بثقلها العسكري فقط، بل حتى القواعدي، فالأكيد أنه سيعطي دفعة كبيرة للمغرب وسيكرس تواجده كقوة إقليمية في المنطقة، وهذا ما تتخوف منه أساسا كل من إسبانيا والجزائر

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x