2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
من المسؤول عن تحول مركب محمد الخامس إلى بركة مائية بعد صرف 22 مليارا لإصلاحه؟

استنكرت ساكنة الدار البيضاء، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، ما وقع يوم أمس الثلاثاء 5 يناير على أرضية ملعب مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، التي طفت عليها مياه الأمطار، وأصبحت كالبرك المائية، أمام أنظار مشاهدين مباراة الرجاء أمام تونفيت السينغالي، مما جعلهم يبثون موجات الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين بمحاسبة المسؤولين القائمين على ملعب الدار البيضاء الذي كلف الملايير من السنتييم.
فيما طالب عدد كبير من المواطنين، خاصة صفحات الرجاء الرياضي، محاسبة محمد الجواهري، مدير شركة “كازا إيفنت” الذي أكد في تصريح سابق أن “ملعب مركب محمد الخامس يعتبر الملعب الوحيد في إفريقيا الذي يتوفر على تقنية التصفية الذاتية للماء المتواجد على عشب أرضية الملعب، وتعمدنا أننا نحذب أرضية الملعب وذلك من أجل تسرب المياه نحو حواف الملعب على المجاري، إذن أضمن لكم عدم تواجد ولو قطرة ماء على أرضية الملعب الجديد”، وحاولت “آشكاين” التواصل معه ولكنه لم يجب لا على الاتصالات الهاتفية ولا الرسائل النصية.
وفي هذا الصدد، عز الدين العلمي، مسؤول التواصل في فريق الرجاء الرياضي، قال في تصريح لـ”آشكاين” إن “أرضية الملعب لم تساعد على اللعب، إذ لم تكن هناك مباراة لكرة القدم يوم أمس، بمقدار ما كانت عبارة عن فريقين كل يرمي الكرة في اتجاه مخالف للآخر”، مشيرا “الفريق يعتمد على تقنيات لعب كرة قدم، عبر التمريرة، وهو الشيء الذي كان يستحيل أن يكون في مباراة أمس، نظرا لأرضية الملعب، يمكن القول إن الرجاء لم تنهزم في مباراة كرة القدم بل في مواجهة”، رافضا الحديث عن الإصلاحات التي تمت في الملعب، بالقول “لا أحمل مسؤولية ما حصل لأي شخص كان”.
ميزانية إصلاح الملعب
وتم تداول أرقام، بشكل واسع، تشير إلى أنه في “سنة 2014، تم الحديث بكون ميزانية إصلاح مركب محمد الخامس هي 4 مليار سنتيم، قبل أن تصدر ولاية جهة الدار البيضاء بلاغا سنة 2017 تؤكد فيه أن تكلفة إصلاح مركب محمد الخامس هي 10ملايير سنتيم، وفي شهر أكتوبر من سنة 2019 صدر بلاغ من شركة “كازا إيفنت” يعلن فيه عن إغلاق مركب محمد الخامس من أجل الإصلاح، بتكلفة 22 مليار سنتيم، أي ما مجموعه 36 مليار سنتيم”، مطالبين بتفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة.
وفي السياق ذاته، قال محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، إننا “شاهدنا كيف تحولت معلمة تاريخية كملعب محمد الخامس إلى صهريج كبير من الماء وهو يحتضن مباراة كروية، وهو الملعب الذي التهم مبالغ وأموال عمومية ضخمة قال عنها المسؤولين إنها لإصلاح عميق لهذا الملعب”، مشيرا “سبق لنا في الجمعية المغربية لحماية المال العام أن تقدمنا بشكاية في موضوع هذا الملعب الى الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء منذ أكثر من ثلاثة سنوات، وهي الشكاية التي لم تر النور لحدود الآن ولا نعرف عنها أي شيء، وربما يتخوف المسؤولين من أن البحث فيها من شأنه أن يزعزع أركان بعض الفساد المعشش في الرياضة المغربية وبفضله هم في بحبوحة من العيش الرغيد”.
ربط المسؤولية بالمحاسبة
وأضاف الغلوسي، في تدوينة له على حسابه بـ”الفيسبوك” معلقا على ما حصل في مركب الدار البيضاء “نقولها ونكررها إن الفساد والرشوة وسياسة الريع والصفقات المشبوهة وإسناد التدبير لنخب فاسدة وانتهازية، هي التي جعلت الدار البيضاء تغرق بالأمس في الماء وسط ذهول الجميع، لابد من ربط المسؤولية بالمحاسبة، والقطع مع الإفلات من العقاب، فالفساد والجشع حول مدننا إلى جحيم وجعل الحياة فيها تختنق، كفى فسادا وهدرا للمال العام”، مؤكدا “السياسة خدمة عمومية نبيلة لخدمة مصالح المجتمع في التنمية والحياة الكريمة، وليست مجالا للارتزاق وكسب المال والترقية الاجتماعية”.
من جهته، محمد بنقاسم، مهتم بالشأن الرياضي، أشار أن “الجامعة هي المسؤولة عن إدارة نشاط كرة القدم في المغرب” ومهي من يجب تحمل مسؤولية ما حصل في مركب الدار البيضاء، مردفا “بالنسبة لي الكراطة تطفو من جديد، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى تردي البنيات التحتية الرياضية وتأثرها بالعوامل الطبيعية كالتساقطات المطرية، أعتقد أنه لا بد من فتح تحقيق للوقوف على أسباب الاختلالات قصد تجويد ظروف الممارسة الرياضية، وعدم الإساءة إلى سمعة الرياضة الوطنية التي أنجبت كبار الرياضيين الأبطال”.
وأضاف بنقاسم، في حديثه مع “آشكاين” “أرى شخصيا أن الحلول الترقيعية من قبيل تأجيل المباريات إلى مواعيد لاحقة لن تعالج الأزمة بنيويا بقدر ما ستؤجلها ظرفيا إلى أجل غير مسمى”، مشيرا “يظهر من الضروري أن تتدخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في مثل هذه التجاوزات وأن تسعى جاهدة إلى تطوير النشاط كرة القدم في المغرب، وفق مبادئ الحكامة الجيدة وربط المسؤولية بالمحاسبة في انتظار بلورة سياسة عمومية في المجال الرياضي بالمغرب”.
مسؤولو حزب العدالة والتنمية هم المسؤولون على مهزلة فيضانات أرضية مركب محمد الخامس يجب على البيضاويون عامة وجمهور الرجاء خاصة أن لاينسوا هذا الجرم في حقهم الانتخابات القادمة لتقديم الشكر للحزب المذكور .
أكبر كراطة ثانية.
لماذا لم يقم الوكيل العام للملك باستئنافية الدار البيضاء ، بتفعيل شكاية الجمعية المغربية لحماية المال العام ؟؟!
أين هم المسؤولون عن قطاع الرياضة بصفة عامة؟؟