لماذا وإلى أين ؟

المخرج هشام العسري: منتقدو صوري عاريا ليس لهم أي وزن ولا قيمة (حوار)

أثار المخرج المغربي، هشام العسري، جدلا واسعا، على مواقع التواصل الاجتماعي، بنشره لصورة حديثه له، وهو “عاريا”، مع متابعين على حسابه بـ”الانستغرام” مُعلقا “ثقافة البطاطا اليوم، ستيك الفريت، بالصحة والراحة..”.

وللحديث عن هذا الجدل المُثار من قبل المخرج المغربي، الذي دخل بيوت المجتمع المغربي من خلال عدد من الأعمال التلفزيونية، أبرزها “كنزة في الدوار”، “كلنا جيران”، استضافته “آشكاين”، وقال في في هذا الصدد إنني “أنا كشخص أقرأ كل يوم وأكتب كل يوم وأرسم كل يوم، ولي أعمالي تتحدث علي، ولا أنتظر صورة لتُعرف الجمهور بي، أدعو لمساءلة ما يقع في المجتمع بطرق إبداعية، وبتهكم، وأدعو الناس للقراءة كي تُصبح لهم رحابة صدر”، مشيرا “في أفلامي تحدثت عن المجتمع المغربي في فترة الثمانينات، متحدثا عن حسن البصري، عن إضراب الكوميرا، كأس العالم 86، فكانت فكرة كل فيلم انطلاقا من ذكرى من طفولتي”.

نص الحوار

كمخرج تهتم بالقضايا الاجتماعية والإنسانية في أعمالك السينمائية والتلفزيونية، ألم تخشى من فتح باب الانتقادات والهجوم عليك، بنشرك لصورة لك وأنت “شبه عاري”؟

أول شيء كجواب على ساكنة مواقع التواصل الاجتماعي، ممن لهم آراء متعددة ومتباينة، وينتقدون كل شيء وأي شيء، لا قيمة لهم، أي نعم لكل شخص رأيه، لكن هذا الأمر لا يمسني في شيء، إذ هؤلاء المُنتقدين في الأصل ليس لهم أي وزن ولا قيمة، ثم إنه أنا من خلال تلك الصورة أعمل على إشهار لـ”البودكاستر” الجديد الذي أعمل به، ولم تكن الصورة من أجل الصورة فقط، إذ أنا لست من أصحاب روتيني اليومي.

لا يتوفر وصف.

الصورة بالنسبة لي هي بمثابة حملة إشهارية، جميلة ولطيفة، لمساندة حقوق المرأة، لأن هذا الأمر مهم، حيث إننا دائما ما نتحدث عن المرأة فقط كجسم وكعورة. حاولت من خلال تلك الصورة “اللقطة” وأنا حاملا لغلاف أغنية الفنان الفرنسي Léo Ferré بعنوان “La Solitude الوحدانية”، وهي صور تهكمية لن يفهمها الجميع، بمعنى “الأسى شكل راقي من الانتقاد”.

يعني أنت مع حرية التعبير بكافة الوسائل لإيصال فكرتك؟

أهم شيء يجب علينا فهمه، وأنا أتكلم هنا كدارس للقانون، أنه طالما لم نخرج عن حرية التعبير التي يكفلها القانون، وكواجباتنا ومسؤوليتنا كمواطنين، بدون الضرر بالآخرين. لأنه للأسف هناك ناس ضرهم خاطرهم فقط لأنني أقوم بحملة للبودكاستر الجديد الذي يحمل عنوان “ثقافة البطاطس”.

لا يتوفر وصف.

كمواطن مغربي، وأفتخر بمغربيتي، أقول إنه يجب علينا الخروج من التستر للقيام بكل ما نريد، ويجب علينا الدفاع عن حقوقنا كمواطنين، نحن الآن في 2021 لا يجب علينا أن نفكر وأننا لا زلنا نعيش حقبة السبعينات، لا يجب علينا أن ننافق أنفسنا، وللأسف هذا ما يقوم به أغلب رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

طيب، يعني الآن من الممكن أن ننتظر منك عملا سينمائيا أو تلفزيونيا جديدا، يُعالج النقط التي تتحدث عنها؟

بالنسبة لأعمالي السينمائية، سبق لي العمل كثيرا في مثل هذه المسائل، وأعمالي القادمة لم أعد أريدها في المغرب، لأنني انتهيت من كافة المواضيع التي كنت أود التطرق لها، في سبعة أفلام، آخرها فيلم “بيصارة أوفر دوز” وهو الذي يتحدث عن شخصية المرأة المقهورة، التي تحمل بداخلها شجاعة كبيرة لتُواجه ثُقل المجتمع ونفاقه، وموروثه السيء. وفي كافة أفلامي السبعة، كانت تحمل القصة وجها من أوجه المجتمع المغربي، إذ في أفلامي المهم بالنسبة لي ليس هو “الثيمة” وإنما كيفية التطرق للموضوع، إذ نتكلم عن المواضيع المغربية للعالم.

أما فيما يتعلق بالتلفزيون، فليست هناك الإمكانية للتطرق لهذه النوعية من المواضيع، إلا إذا كنا سطحيين، لسوء الحظ، إذ ندخل لبيوت الناس، وهناك عدد من المواضيع لا نستطيع الحديث عنها، وهو أمر عادي لحسن الضيافة، أيضا الناس غير مستعدة لمشاهدتها، إذ مشاريع التلفزيون يجب أن تكون نقية، بناء على نوعية المشاهدين أطفال وعائلات.

مقاطعة، بالنسبة لهذه النقطة بالضبط التي آثرتموها، ألا ترى أن الصورة التي قمت بنشرها، مع أنها كانت إعلانا لعمل جديد، لا تناسب المجتمع المغربي المُعتاد على مشاهدة ما هو مُحتشم على التلفزيون؟

حاضر، جوابي سيتشكل من ثلاثة فروع، أولا، في المغرب هناك ما يُسمى بروتيني اليومي، بمعنى شخص لا يُظهر ملامح وجهه، ويتظاهر كأنه يقوم بالأعمال المنزلية، من أجل إظهار عورته “بورنوغرافي مدرحة”، وهذه الظاهرة تسببت في الكشف عن عدد من المشاكل، خاصة بالنسبة للمرتبطين، ونتذكر هنا حادثة السيد الذي ظرب زوجته ليمنعها من الاستمرارية في الأمر، إذ كان يقوم بتصويرها من أجل بضع دريهمات في اليوتيب فيما قبل. هناك أشخاص تعيش في ظل نفاق بينها وبين ذاتها.

ثانيا، بالنظر إلى الأرقام، إن محركات البحث حاليا كشفت عن عدد من المسائل التي كانت متسترة، من أهمها أنه، في فترة انتهاء شهر رمضان ترتفع نسب مشاهدة المواقع الإباحية، وهو الشيء الذي يظهر أن هناك أشخاص غير متوافقة مع نفسها.

ثالثا، لماذا نحن في المغرب إن تورط شخصا في مقاطع فيديو وهو في حالة سكر أو في حالة يُرثى لها، عن غير علمه، آخرها الفيديو الذي تم تداوله هذا الأسبوع للفتاة المحتجبة، لم أراه لكن أعرف به، وهو ما يُسمى بالفيديو الانتقامي. المهم أريد القول أنه إذ قمنا بملئ الفراغ في ذواتنا، لن يكون هناك مشكل إذا ما أنا قمت بنشر صورة فنية بفكرة “مخدومة” لا تُظهر شيء باستثناء ما هو عادي، وما يظهر في الإحرام، وبالمناسبة أنا مُعتمر، وفي الطائرة ارتديت الفوطة ونزلت ولم أمس أي شخص بالضرر.

وفي نفس هذا الحديث، أقول إنه أول مرة قمنا بالكشف عن عمل “البيصارة أوفر دوز”، وسمع الناس كلمة “البرتوش” للكشف عن واقع شبابي مُتستر عليه، كانت بالنسبة لهم كلمة عيب، لكن الآن أصبحت جد متداولة. إذن هناك أشخاص يحاولون التنظير بأدنى نوع من التسامح، ثم إننا لسنا ملائكة، نعيش في مجتمع الناس الزوينة فيه هي من ليست منافقة.

ما هي رسالتك إذن لرواد مواقع التواصل الاجتماعي؟

لا رسالة لي إليهم، سوى دعوتهم للاستماع إلى “البودكاستر” للفهم، لأنه للأسف هناك عدد من الناس مهمتهم هي بث الحقد، وهي مسألة عادية. غير أنني أقول أنه قبل تصوير الصورة، اشتغلت لمدة أسبوعين على كتابة البودكاستر وتسجيله، لأنه عمل إبداعي بناء على الشغف الشخصي، وأتذكر هنا قول والدتي يوما ما “ما حد الناس كيهضرو عليك إلا وأنت ناجح”، والشخص الذي لا تتحدث عليه الناس هو من يتحدث على نفسه، كمخرج مغربي طول اليوم وهو يتحدث على الآخرين لأنه لم يجد من يتحدث عليه، وأنا فقط وضحت صورة “حركت الساكن”.

أنا كشخص أؤمن بشكل كبير، أن المرأة أقوى بكثير من الرجل، غير أنه في ظل هذا المجتمع نجد المرأة تقمع المرأة، والرجل مسكين يصفق لهم، طيب لماذا لا نتصالح، ولنكن إنسانيين، ولنملأ حياتنا بالإبداع، وبالكتب.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

5 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
mohamed
المعلق(ة)
11 يناير 2021 18:52

dieses arschgesicht,n er ist der jenige , der weder wert noch gewicht in der gesellschaft hat, er ist ein niemand ein nichts .nur ein arschgesicht mehr nicht

محماد
المعلق(ة)
10 يناير 2021 17:20

قالها لي عندو القيمة
وعندو وزن الفراشة
قلة ما يدار هي لي كتطيح بنادم فمثل هاد الكوارث

ابو زيد
المعلق(ة)
10 يناير 2021 16:47

المراة لا تحتاج الى دعم امثالك!!!
المراة لها من وسائل التعبير و التكوين ما يتجاوز شعباوية امثالك!!
المراة تحترم الرجل!!
و لا يحق لاي ان يتخذ من حقوق المرأة مطية لتبرير هفواته، او جذب الاضواء!!
اما ان نفهم ما تريد التعبير عنه…فيكفين انك فهمت …..

عبد ربه
المعلق(ة)
10 يناير 2021 15:14

أنت من لا وزن لك ولا قيمة, وأي قيمة لك بعد تخليك عن هويتك وقيمتك ورجولتك, وأي وزن لك وأنت تتعرى بهدف الشهرة والبوز, لأنك تعلم أن صحافة وإعلام الهوى الدولي والمغربي ستهتم بك أو بالأحرى بجسدك الذي جعلت منه سلعة رخيصة في الدنيا قبل أن يأكلها الدود في قبرك.

Abdesslam Messari
المعلق(ة)
10 يناير 2021 15:12

سير تعرى على مثالك وخطينا عليك

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

5
0
أضف تعليقكx
()
x