لماذا وإلى أين ؟

حزب موريتاني: أمريكا حسمت صراع الصحراء و”البوليساريو” منظمة إرهابية (حوار)

مياه كثيرة جرت تحت الجسر في النزاع حول منطقة الصحراء بين المغرب وجبهة البوليساريو بعد موقعة الكركرات، ولعل أبرز الأحداث التي شكلت نقطة فاصلة في موضوع قضية الصحراء، هو اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على منطقة الصحراء واعتبارها مقترح الحكم الذاتي حلا وحيدا وواقعيا للنزاع.

وفي ظل هذه الأحداث، تطرح أسئلة حول نظرة الجيران إلى هذه الأحداث الأخيرة، وإمكانية إسهامها في حل الصراع القائم بشكل نهائي. خاصة من الجمهورية الموريتانية التي تلتزم الحياد، ولم تعلن أي موقف من الأحداث الأخيرة، الأمر الذي يحتم البحث عن إجابة لهذه الأسئلة من سياسيين موريتانيين يعلمون خبايا وطنهم وتوجهات حكامهم.

وفي هذا الإطار، يستضيف الموقع الإخباري “آشكاين”،رئيس حزب الجبهة الشعبية؛ محمد محمود ولد الطلبة، والذي كشف معطيات مثيرة حول الأحداث المذكورة سابقا، من خلال الحوار التالي:

أمريكا أعلنت إعترافها بمغربية الصحراء وتعتزم فتح قنصلية لها بالداخلة، كيف ترون ذلك؟

الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على منطقة الصحراء منعطف جديد، خاصة أن الولايات المتحدة الأمريكية قوة عظمى ولها كلمة في مجمل القرارات المتخذة على المستوى الدولي، الأمر الذي يجعلنا نقول إن موضوع الصحراء حول منطقة الصحراء حسم، بمعنى أن هذه الأرض مغربية بشكل كامل، ومن قال غير ذلك يخرج عن الإجماع الدولي اليوم.

من يبحث عن حل آخر للصراع غير الذي اقترحه المغرب بالحكم الذاتي يعتبر خارج المنظومة الدولية، ما يجعل اليوم جبهة البوليساريو تسير لوحدها باعتبار أنها خرجت عما هو متفق عليه، بل يمكن تصنيفها في خانة منظمة إرهابية. لذلك فموقف أمريكا من الصراع شيء عظيم ومهم، وينهي الصراع بأكثر من ٪80، ما يعني أن الموضوع حسم.

وهل يمكن أن تغير موريتانيا موقفها من القضية بعد كل هذا الأحداث؟

قرار موريتانيا يجب أن يتغير لأن القائمين على السياسة والعلاقات الدولية والقائمين على البلد يجب أن يفكروا للوضعية الحالية، التي أصبحت من خلالها الأمم المتحدة والقوة العظمى؛ من قبيل أمريكا ومن يليها وحلفاؤها وحلف الشمال الأطلسي يرون أن الحل لابد أن يكون عبر طريقة سلمية وهي الحكم الذاتي.

وبالتالي موريتانيا يجب أن تفكر في هذا الموضوع، ويجب على أهل السياسة والمجتمع المدني المهتمين بالموضوع أن يطلعوا على ماذا يقترح المغرب، عبر محتوى ومضمون الحكم الذاتي، ولو اطلعوا عليه ونوقش وفتحت منابر مع السياسيين والمجتمع المدني المغربي والموريتاني حتى تصل فكرة ما يقترحه المغرب في إطار الحكم الذاتي.

واليوم هناك نقاش في موريتانيا حول الموضوع بعد الأحداث الاخيرة، بحيث أن بعض البرلمانيين ورؤساء الأحزاب ناقشوا الموضوع، كما أننا في الكتلة ناقشنا الموضوع مع المجتمع المدني، لأن الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب مفيد لإنهاء الصراع، وهذا ما يجب أن يصل الموريتانيين من أجل الضغط على الحكومة للسير في المنحى الذي ذهب فيه الفاعلون السياسيون في العالم.

طيب, وكيف ترى مستقبل القضية بناء على المعطيات الراهنة؟

هي فالحقيقة مسألة وقت، أرى أن المنطقة ستتغير بوجود قنصلية التي لها طابع خاص بالداخلة وبوجود استثمارات كبيرة جدا، وأرجو أن تجعل المملكة من منطقة الكركرات منطقة قطب اقتصادي، وأكيد ستكون له انعكاسات إيجابيا على موريتانيا والسينغال ومالي خاصة على المستوى الإقتصادي، وهذا أصبح اليوم حاجة عند المواطنين وحاجة عند دول الجوار.

أما جبهة البوليساريو فستخبط كالميت الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة، وهذا ما نراه في هذه الأيام من أمور غير مسؤولة من هذه الجبهة، لكنها أمور لا تؤثر في الوضع، لأن القضية أصبحت اليوم عالم تكتلات قوية. ودول غرب أفريقيا تطالب موريتانيا بالاهتمام بهذا الموضوع، وهذا سيدفع موريتانيا إلى تغيير موقفها.

والأكيد أنه ستقع تفاهمات في هذا الصراع، وهناك مؤشرات تظهر بين موريتانيا والجزائر والمغرب، ما سيؤدي إلى نقاش مفتوح سيخلص في النهاية إلى ما تقترحه المغرب لحل النزاع، وسينتهي هذا الصراع الذي يعتبر أطول صراع في أفريقيا.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x