لماذا وإلى أين ؟

هل يوهم آيت الطالب المغاربة بالعودة للحياة الطبيعية في ماي المقبل؟

بعدما كان العالم يواجه جائحة فيروس كوفيد19، وحاول ولايزال الخروج من عنق الزجاجة من أجل التغلب عليها بواسطة اللقاحات التي لحد الساعة يجهل مدة فعاليتها أو حتى تاريخ وصولها إلى جميع أقطاب الكرة الأرضية، ظهرت سلالات جديدة للفيروس أربكت الحسابات، خصوصا تلك التي ظهرت ببريطانيا وتنتشر بسرعة 70 بالمائة مقارنة مع فيروس كورونا.

منظمة الصحة العالمية دقت ناقوس الخطر وسجلت أن السلالة أو الفيروس المتحور وصل إلى 50 بلدا في العالم، ما دفع ببعض الدول إلى العودة إلى خيار الإغلاق والحجر الشامل، ذات المنظمة أكدت قبل يومين أنه في خضم التحديات التي تعرفها عملية إنتاج اللقاح ومدى تغطية الشركات المنتجة ملايين الجرعات التي يحتاجها سكان الكرة الأرضية، يصعب تحقيق مناعة جماعية خلال السنة الحالية.

هذه المعطيات والصدمات لم تؤثر قطعا على وزير الصحة المغربي، آيت الطالب، الذي لا زال يؤكد أن المغرب سيحقق مناعة جماعية ضد الفيروس خلال 3 أو 4 أشهر تحديدا في شهر ماي المقبل، وذلك خلال حوار مطول له مع مجلة “باب” التابعة لوكالة المغرب العربي في عدد جديد لها.

جميل أن يبث المسؤول الحكومي الأمل في نفوس المغاربة الذين طال انتظارهم للخروج من أزماتهم النفسية والاجتماعية والاقتصادية، لكن أليس حري على وزير وصي على قطاع الصحة، المؤسسة الأولى التي تدير الأزمة الوبائية ربط توقعاته بالسياقات الدولية والتحديات التي يشهدها العالم، خاصة أن الدول الغنية الكبرى غارقة ووضعيتها أسوء رغم إمكانياتها؟

لكن، لنفترض أن الأمر صحيح، وبالتالي فإن المغاربة سيعودون إلى حياتهم الطبيعية تزامنا وشهر رمضان المقبل، أليس من المبكر أن نتحدث عن الأمر في حين أن اللقاح الذي كان يتم الترويج لوصوله في دجنبر من العام الماضي من طرف الوزارة، لم يصل بعد إلى المغرب؟

نفهم جيدا السياق الدولي وتهافت الدول الغنية لضمان ملايين الجرعات لمواطنيها واستعادة عافية اقتصادها، الأمر الذي يجعلها تحتكر هذه المادة على حساب الدول الفقيرة ودول العالم الثالث، في الوقت الذي أعربت فيه الشركات المصنعة للقاحات عن وجود صعوبات لإنتاج الجرعات الكافية لسكان الكوكب وما يحمله من تحديات تؤثر أيضا على كيفية التوزيع على المستوى التنظيمي واللوجستيكي.

لكن ما لا يفهم، كيف لوزير الصحة أن يتوقع بأن المغرب سيعود إلى الحياة المعهودة، وهو واعي كل الوعي أن اللقاح لم يصل بعد إلى المغرب وأن دول أكبر من المغرب اقتصاديا ورغم توصلها ببعض الجرعات لم تصرح أنها قد تكتسي مناعة جماعية في ظرف 3 أشهر، إلا إذا كان يقصد أن المملكة خارج الزمن وخارج كل السياقات.

طبعا جميعنا نتمنى ونرغب بشدة في تبني توقع السيد الوزير المحترم، لكن ماذا بعد دخول السلالة الجديدة إلى المغرب وماذا عن تصريح منظمة الصحة العالمية التي قالت إن الوضعية الوبائية خلال 2021 ستكون أسوء من 2020، فهل يستند السيد الوزير إلى معطيات ودراسات غير تلك التي يستند إليها العالم أم أن الأمر يتعلق بمحاولة توهيم المغاربة بغد أفضل قد لا يأتي في القريب العاجل وكأننا “ننتظر غودو” ؟

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x